
حسب ما ذكر وزير الخارجية المصري خلال مؤتمر صحفي بأنقرة..
قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، إنه بحث مع نظيره التركي هاكان فيدان، مستجدات الأزمة السودانية، مشيرا إلى وجود "توافق وتطابق" بوجهات نظر الجانبين على ضرورة وقف الحرب ورفض أي مخططات لتقسيم السودان.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الوزيران بالعاصمة أنقرة، مساء الأربعاء، عقب مباحثات جرت بينهما.
وأشار عبد العاطي إلى أنه ونظيره التركي شددا على أهمية الحفاظ على المؤسسات الوطنية السودانية "والدعم الكامل لاستعادة الاستقرار والسلام".
وأضاف: "اتفقنا وتطابقت مواقفنا على ضرورة وقف إطلاق النار في السودان وتغليب الحل السياسي والأهمية البالغة للحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه والرفض التام لأي مخططات لتقسيمه".
وتابع: "أطلعت الوزير فيدان على الاتصالات والجهود التي تقوم بها مصر خاصة زيارتي أمس إلى السودان، وتوافقنا على ضرورة الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار مع إطلاق العملية السياسية الشاملة خاصة في ظل تفاقم الأوضاع الميدانية".
وتتفاقم المعاناة الإنسانية بالسودان جراء استمرار حرب دامية بين الجيش و"قوات الدعم السريع" منذ أبريل/ نيسان 2023، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.
وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استولت "قوات الدعم السريع" على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وارتكبت مجازر بحق مدنيين، وفق مؤسسات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
ومنذ أيام، تشهد ولايات كردفان الثلاث "شمال وغرب وجنوب" القريبة من ولايات دارفور، اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني و"الدعم السريع".
ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر "قوات الدعم السريع" حاليا على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غربا، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور التي لا تزال في قبضة الجيش، الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية في الجنوب والشمال والشرق والوسط، وبينها العاصمة الخرطوم.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية، شدد وزير الخارجية المصري على دعم بلاده الكامل لأمن واستقرار وسيادة ووحدة سوريا.
وأعرب عن تطلع مصر إلى أن "تعود سوريا للقيام بدورها الفعال في الإطار العربي والإسلامي وكذلك الدولي، وهو ما سيتحقق عبر عملية سياسية شاملة لا تقصي أحدا فضلا عن مكافحة الإرهاب والتطرف بما يضمن تحقيق تطلعات السوريين".
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، تمكن الثوار السوريون من دخول العاصمة دمشق، معلنين الإطاحة بنظام بشار الأسد (2000- 2024) الذي ورث الحكم عن أبيه حافظ (1970- 2000).
وتعمل الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع على ضبط الأوضاع الأمنية في البلاد، كما تبذل كافة جهودها للحفاظ على وحدة واستقرار وسيادة سوريا، والانخراط في المحيط العربي والإسلامي والإقليمي والدولي.
عبد العاطي أشار أيضا إلى أنه ناقش مع فيدان الأزمة الليبية، وقال إنه "جرى التأكيد على أهمية دعم الجهود لتعزيز الحل الليبي الليبي واحترام دور المؤسسات الوطنية الليبية".
ولفت إلى تطلعه "لسرعة إنهاء الانقسام الحالي وكذلك سرعة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا بشكل متزامن وضمان خروج كل القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد بما يضمن وحدة ليبيا وسيادتها".
وتسير ليبيا حكومتان، إحداهما عينها مجلس النواب مطلع 2022 برئاسة أسامة حماد ومقرها بنغازي (شرق)، وتدير منها كامل شرق البلاد ومعظم مدن الجنوب.
والأخرى حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا برئاسة عبد الحميد الدبيبة ومقرها طرابلس (غرب)، وتدير منها كامل غرب البلاد.
ويأمل الليبيون أن تؤدي انتخابات طال انتظارها إلى وضع حد للصراعات السياسية والمسلحة وإنهاء الفترات الانتقالية المتواصلة منذ الإطاحة بنظام حكم معمر القذافي (1969 ـ 2011).
وفي سياق غير بعيد، تحدث وزير الخارجية المصري عن أنه جرى التطرق أيضا خلال اللقاء مع نظيره التركي، إلى "العديد من الملفات الإقليمية بما في ذلك الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر".
وقال: "اتفقنا على تعزيز التعاون المشترك بما يحقق مصالح القارة الإفريقية".






