
دعت الأطراف المسلحة في السويداء إلى ضبط النفس وتغليب صوت العقل
دعت الرئاسة السورية، مساء الجمعة، جميع الأطراف المسلحة في محافظة السويداء إلى ضبط النفس وتغليب صوت العقل، متعهدة بإرسال قوة متخصصة لفض الاشتباكات وحل النزاع.
جاء ذلك بينما تتصاعد الاشتباكات بين قوات العشائر العربية وبعض الجماعات الدرزية في محافظة السويداء جنوبي سوريا، وذلك في أعقاب انسحاب القوات الحكومية بموجب اتفاق مع الجماعات المحلية بالمحافظة.
وقالت الرئاسة السورية، في بيان، إنها تابعت "بقلق بالغ وأسف عميق، ما جرى ويجري من أحداث دامية في الجنوب السوري، والتي جاءت نتيجة تمدد مجموعات مسلحة خارجة عن القانون، اتخذت من السلاح وسيلة لفرض الأمر الواقع، وعرّضت حياة المدنيين، من أطفال ونساء وشيوخ، للخطر المباشر".
وأكدت أن سوريا تنطلق في موقفها من الأحداث في المحافظة "من مبدأ راسخ، وهو الحرص على السلم الأهلي لا منطق الانتقام، ولا تقابل الفوضى بالفوضى، بل تحمي القانون بالقانون، وترد على التعدي بالعدالة، لا بالثأر".
ومنذ الأحد الماضي، تدور اشتباكات دامية بين عشائر بدوية ومجموعات درزية، تطورت إلى عمليات انتقامية، فيما عرقلت غارات جوية شنتها إسرائيل على محافظات سورية بزعم "حماية الدروز" جهود القوات الحكومية لاحتواء الأزمة.
وفي إطار مساعيها للحل، أعلنت الحكومة السورية عن 3 اتفاقات لوقف إطلاق النار بالسويداء، كان آخرها مساء الخميس، وتضمن ذلك سحب القوات الحكومية من المحافظة "استجابة لوساطة عربية وأمريكية".
لكن التهدئة لم تصمد طويلا، إذ تجددت الاشتباكات الجمعة إثر قيام مجموعة تابعة لحكمت الهجري، أحد مشايخ الدروز في السويداء، بتهجير عدد من أبناء عشائر البدو من السنة.
الرئاسة السورية، أكدت أن "الهجوم على العائلات الآمنة، وترويع الأطفال، والتعدي على كرامات الناس في بيوتهم، هو أمر مدان ومرفوض بكل المقاييس الأخلاقية والقانونية والإنسانية، ولن يُقبل تحت أي ذريعة أو تبرير".
وقالت إن "احترام المدنيين وضمان أمنهم هو واجب وطني لا نقاش فيه، وأي انتهاك لهذه القيم هو طعن في جوهر المجتمع وتهديد لوحدة البلاد.
وأضافت الرئاسة، أن "الجمهورية العربية السورية تثبت، مرة تلو أخرى، أنها دولة لكل أبنائها، بمختلف انتماءاتهم ومكوناتهم من الطائفة الدرزية وقبائل البدو على حد سواء، وليست لطائفة أو جماعة بعينها".
وشددت على أن "المسؤولية الوطنية تقتضي أن يكون الجميع تحت سقف واحد هو الوطن، وتحت مرجعية واحدة هي القانون".
وإزاء التطورات، دعت الرئاسة، جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتغليب صوت العقل، مؤكدة أنها "تبذل جهودًا حثيثة لإيقاف الاقتتال وضبط الانتهاكات التي تهدد أمن المواطنين وسلامة المجتمع".
وأكدت أن "الجهات المختصة تعمل على إرسال قوة متخصصة لفض الاشتباكات وحل النزاع ميدانيا، بالتوازي مع إجراءات سياسية وأمنية تهدف إلى تثبيت الاستقرار وضمان عودة الهدوء إلى المحافظة في أسرع وقت".
واختتمت الرئاسة بيانها بدعوة "جميع أبناء الوطن، من أهل الحكمة والمسؤولية، إلى التكاتف من أجل تجاوز هذه المحنة، ونبذ دعوات التصعيد، والعمل سويا لحماية النسيج الاجتماعي المتنوع الذي ميز سوريا عبر القرون".