
-"يديعوت أحرونوت": التوصل لتسوية بين نتنياهو وكوشنر لإجلاء نحو 200 مقاتل خارج القطاع - هيئة البث: إسرائيل رفضت طلب كوشنر لنقلهم إلى الجانب الفلسطيني دون أسلحة - "يسرائيل هيوم": لم يتم التوصل إلى حل متفق عليه بشأن المسلحين المحاصرين في رفح
تضاربت الأنباء في إسرائيل، مساء الثلاثاء، بشأن التوصل لتسوية مع واشنطن تقضي بالسماح بمرور "آمن" لنحو 200 مقاتل من حركة "حماس" عالقين بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
ومدينة رفح توجد ضمن المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي شرق ما يُعرف بـ"الخط الأصفر"، المنصوص عليه باتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ تنفيذه في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
في المقابل، يُسمح للفلسطينيين بالحركة في المناطق غرب هذا الخط، لكنها تتعرض لخروقات إسرائيلية يومية، أسفرت عن مئات القتلى والجرحى.
وتفجرت أزمة عناصر "حماس" العالقين برفح، جراء حدثين أمنيين عقب التوصل لاتفاق، الأول في 19 أكتوبر والثاني في 28 من ذات الشهر، ادعت فيهما إسرائيل وقوع اشتباكات مع مسلحين فلسطينيين، واتهمت "حماس" بخرق الاتفاق.
إلا أن "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، قالت في أول تعقيب لها على الاشتباكات إن "الاتصال مقطوع مع من تبقى من مجموعاتها في رفح منذ عودة الحرب في مارس/ آذار الماضي".
وسبق وأفاد تقرير نشرته قناة "القاهرة الإخبارية"، بأن إسرائيل تحاول استغلال هذه الأزمة لإفشال الاتفاق.
** ادعاءات التسوية
صحيفة "يديعوت أحرونوت" ادعت نقلا عن مسؤول إسرائيلي (لم تسمّه) بالمجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت)، الثلاثاء، توصل رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو إلى تسوية مع المبعوث الأمريكي جاريد كوشنر بشأن عناصر "حماس" العالقين برفح.
وقال المسؤول الإسرائيلي وفق الصحيفة: "تم التوصل إلى تسوية بين نتنياهو وكوشنر، لترحيل حوالي 200 (مقاتل فلسطيني) عالقين في أنفاق رفح".
وأوضح أنه "بموجب التسوية، يتعين على إسرائيل السماح بترحيلهم سالمين" إلى خارج الأراضي الفلسطينية.
وأفاد المسؤول بعدم موافقة أي دولة حتى الآن على استقبال هؤلاء العالقين، دون الإشارة إلى أسماء الدول التي عُرض عليها الأمر.
وأشارت الصحيفة إلى رغبة حركة "حماس" في إخراج مقاتليها العالقين في حي الجنينة برفح.
وحتى الساعة 18:00 "ت.غ" لم تصدر إفادة رسمية في هذا الشأن من تل أبيب أو واشنطن أو "حماس".
** خلافات بين الطرفين
في المقابل، قالت هيئة البث العبرية الرسمية، إن "خلافا نشب بين الولايات المتحدة وإسرائيل" حول حل أزمة عناصر حماس العالقين بأحد الأنفاق" برفح.
وأضافت هيئة البث أن كوشنر "وجّه رسالة إلى إسرائيل أكد فيها ضرورة إطلاق سراح جميع المسلحين" إلى مناطق غرب "الخط الأصفر" حيث سيطرة الفلسطينيين.
وزادت: "حسب قوله (كوشنر)، سيتم إطلاق سراحهم دون أسلحة، وسيُعتبر ذلك جزءا من نزع السلاح من القطاع".
وبحسب هيئة البث، فإن إسرائيل "عارضت هذا الاقتراح"، ونقلت عن مصدر إسرائيلي لم تسمه قوله: "هذا اقتراح بريء، وستكون الأسلحة في انتظارهم في منازلهم".
حول موقف واشنطن، قالت هيئة البث إن الولايات المتحدة "لا تعنيها حماس ولا الجهاد الإسلامي، كل ما يعنيها هو أن يصمد هذا الاتفاق".
وتابعت: "بالنسبة لواشنطن لها فإن قتل هؤلاء المسلحين سيؤدي إلى انهيار الاتفاق ويعيد إسرائيل للحرب، وهذا الأمر لن يحدث وغير مقبول بالنسبة للرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب".
وأعربت عن توقعاتها بتوصل الطرفين إلى حل لهذه الأزمة، في ظل الرغبة الأمريكية بعدم تسبب إسرائيل بانهيار الاتفاق "عبر تفجير النفق أو ضخ المياه داخله وتدميره"، وفق هيئة البث.
هذا ما تحدثت به أيضا صحيفة "يسرائيل هيوم"، التي نقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي (لم تسمه) قوله: "خلافا للتقارير، لم يتم التوصل إلى حل متفق عليه بشأن المسلحين في رفح".
جاءت هذه التطورات، بعد ساعات من نفي مصادر مقربة من نتنياهو تقديمه التزامات لواشنطن بشأن مقاتلي "حماس" العالقين برفح، وفق ما أوردته هيئة البث في حينه.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن هذا الموضوع بُحث في اجتماع نتنياهو وكوشنر بالقدس الغربية مساء الاثنين.
ويدعو مسؤولون إسرائيليون إلى استسلام هؤلاء المقاتلين ونقلهم إلى إسرائيل للتحقيق، أو قتلهم في حال رفضوا الاستسلام.
فيما أكدت "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، الأحد، أنه "لا يوجد في قاموسها مبدأ الاستسلام أو تسليم النفس للعدو".
وحملت في بيان نشرته آنذاك، إسرائيل المسؤولية عن أي اشتباك يقع مع عناصرها العالقين برفح.
ولمدة سنتين منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية على قطاع غزة، حيث يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني.
وخلفت الإبادة أكثر من 69 ألف قتيل، وما يزيد عن 170 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة لدمار هائل طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية في القطاع.






