
ينس لاركيه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا): - اتفاق وقف النار بغزة سمح نظريًا بزيادة الوصول الإنساني، لكن ما تحقق على الأرض لا يزال بعيدًا عن تلبية الاحتياجات الهائلة - القيود الإسرائيلية لا تزال تعيق وصول المساعدات بشكل كافٍ، والتقدم بإدخال المساعدات بطيء جدًا، والعراقيل ما زالت كثيرة - معبر رفح لا يزال مغلقًا، بينما تقتصر عمليات دخول المساعدات حاليًا على معبري كرم أبو سالم وكيسوفيم - وقف إطلاق النار لم ينهِ الكارثة الإنسانية، وما تحتاجه غزة هو تدفق مستمر وآمن للمساعدات دون قيود سياسية أو أمنية
قال ينس لاركيه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن الوضع الإنساني في قطاع غزة لا يزال "كارثياً"، مع استمرار إسرائيل بإعاقة وصول المساعدات بشكل كاف إلى فلسطينيي القطاع، رغم مرور أكثر من شهر على سريان اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي مقابلة مع الأناضول، قال لاركيه إن الاتفاق سمح نظريًا بزيادة الوصول الإنساني، لكن ما تحقق على الأرض لا يزال بعيدًا عن تلبية الاحتياجات الهائلة.
ودخل اتفاق وقف النار بين "حماس" وإسرائيل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بوساطة مصرية قطرية تركية ورعاية أمريكية ضمن خطة من عدة مراحل.
وأوقف الاتفاق حرب إبادة جماعية إسرائيلية على غزة بدأت في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وخلفت أكثر من 69 ألف قتيل فلسطيني وما يزيد 170 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، مع إعادة إعمار قدرت الأمم المتحدة تكلفتها بنحو 70 مليار دولار.
وشدد لاركيه على أن القيود الإسرائيلية لا تزال تعيق وصول المساعدات بشكل كافٍ إلى فلسطينيي القطاع.
وأضاف: "استطعنا إيصال الغذاء إلى أكثر من مليون شخص، كما نقلنا مواد الإيواء والمياه والأدوية والمستلزمات الإنسانية الأخرى، وهذا أمر إيجابي، لكنه لا يكفي".
وفي معرض حديثه عن إدخال المساعدات لغزة، قال لاركيه إن "التقدم بطيء جدًا، والعراقيل ما زالت كثيرة. الوضع يشبه الركض في الرمال، لأننا نريد التحرك بسرعة أكبر مما تسمح به القيود الإسرائيلية المفروضة علينا".
وأوضح أن "عدد الشاحنات التي تدخل غزة ليس مؤشرًا كافيًا على حجم المساعدات الفعلية".
وأشار إلى أن الأمم المتحدة لا تتابع سوى الشحنات التي تدخل عبرها، في حين تبقى البيانات الخاصة بالقوافل التجارية أو غير التابعة للأمم المتحدة بيد السلطات الإسرائيلية.
** مساعدات غير كافية
وأكد المتحدث الأممي أن الشاحنات التي وصلت إلى غزة حتى الآن "غير كافية وبعيدة عن المستوى المطلوب".
وأوضح: "ما زالت هناك فقط نقطتا عبور في جنوب القطاع، في حين أننا بحاجة ماسة إلى فتح المعابر في الشمال حتى نتمكن من إيصال المساعدات إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها هناك".
وأشار إلى أن معبر رفح لا يزال مغلقًا، بينما تقتصر عمليات دخول المساعدات حاليًا على معبري كرم أبو سالم وكيسوفيم.
ولفت إلى أن بعض أنواع المساعدات ما زالت تخضع لقيود إسرائيلية بزعم "احتمال استخدامها لأغراض غير إنسانية"، وهو ما ترفضه الأمم المتحدة تمامًا.
** وضع كارثي
وبيّن لاركيه أن المنظمات غير الحكومية تواجه صعوبات في الحصول على تصاريح لإدخال الغذاء والدواء والمساعدات الأخرى.
وشدد على أن غياب هذه المنظمات سيجعل الاستجابة الإنسانية بغزة مستحيلة.
وقال: "الوضع في غزة لا يزال كارثيًا، ولا شك في ذلك. فبعد عامين من الدمار والحرب والمرض وعرقلة المساعدات، تركت الأزمة آثارًا عميقة على الفلسطينيين".
وتابع أن "المدهش هو عزيمة الفلسطينيين وقدرتهم على التمسك بالحياة رغم كل ما يمرّون به".
كما دعا لاركيه إلى عدم نسيان غزة، قائلاً إن "العالم يجب أن يتذكّر معاناة المدنيين الذين يعيشون في ظروف غير إنسانية".
وأوضح المتحدث أن الأمم المتحدة تعتمد نوعين من الشاحنات في حساباتها، وهما المساعدات التي تفرغ حمولتها على الحدود، وتلك التي يجري تسليمها داخل القطاع.
وخلال الفترة بين 10 أكتوبر الماضي و10 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بلغ عدد الشاحنات التي فرّغت حمولتها 3 آلاف و204 شاحنات بمتوسط 107 شاحنات يوميًا، في حين بلغ عدد الشاحنات التي تسلّمت المساعدات داخل غزة 3 آلاف و657 شاحنة بمعدل 122 شاحنة يوميًا، وفق لاركيه.
ولفت لاركيه أن إجمالي المساعدات التي وصلت إلى غزة خلال الفترة ذاتها بلغ 43 ألفا و444 طنًا، موضحًا أن نحو 80 بالمئة منها كانت مواد غذائية.
وختم لاركيه بالتأكيد على أن وقف إطلاق النار لم ينهِ الكارثة الإنسانية، وأن ما تحتاجه غزة هو تدفق مستمر وآمن للمساعدات دون قيود سياسية أو أمنية، حتى يتمكن المدنيون من البقاء على قيد الحياة بكرامة.






