
- نتنياهو يوافق على خطة أمريكية لتقسيم القطاع إلى "غزة الجديدة" المشمولة بالإعمار و"غزة القديمة" - مسؤول أمني إسرائيلي: فقدنا القدرة على التأثير نتيجة عدم إشراكنا بالخطط المتعلقة بمستقبل غزة
كشف مصدر عسكري إسرائيلي، بأن موافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على طلب أمريكي لتقسيم قطاع غزة إلى منطقتين، بأنها تحول "الخط الأصفر" المؤقت بالقطاع إلى "جدار برلين غزة".
وجدار برلين، بنته ألمانيا الشيوعية عام 1961 ليقسم العاصمة إلى شطرين (شرقي وغربي) وقُتل عشرات المواطنين مما حاولوا اجتيازه، وظل رمزا للانقسام طوال 28 عاما قبل أن يُسقطه شبان في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 1989.
وخلف الجدار، المعروف أيضا بـ"الستار الحديدي"، جروحا عميقة لدى سكان برلين، بعد أن أجبر بعضهم على العيش شرقي المدينة، والبعض الآخر، غربها.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، الجمعة، إن الجيش الإسرائيلي فوجئ بموافقة نتنياهو على طلب واشنطن تقسيم القطاع إلى "غزة الجديدة" و"غزة القديمة".
والفرق بين المنطقتين، أن "غزة الجديدة" مشمولة بإعادة إعمار ما دمره الجيش الإسرائيلي خلال عامي الإبادة الجماعية، بينما الأخرى عكس ذلك.
ودمر الجيش الإسرائيلي خلال الإبادة 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية بالقطاع، بخسائر تقدر بنحو 70 مليار دولار، وفق الأمم المتحدة، فضلا عن انهيار جل المؤسسات الخدمية وتوقفها عن العمل بسبب هجمات تل أبيب، والحصار المطبق.
ووفق الصحيفة، ستكون "غزة الجديدة" ضمن المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، شرقي "الخط الأصفر" الذي انسحبت إليه تل أبيب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والذي يشمل أكثر من نصف مساحة القطاع.
كما سيتم بالمرحلة الأولى إعادة إعمار مدينة رفح (جنوب) التي دمرها الجيش الإسرائيلي، بينما، سيعاد إعمار مناطق أخرى شرق الخط الأصفر، بما في ذلك شمال قطاع غزة، بالمرحلة الثانية.
وبعد إعادة الإعمار المحتملة، ادعت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي سينسحب من "غزة الجديدة".
** بلا جدول زمني
وتعقيبا على ذلك، نقلت "هآرتس" عن مصدر عسكري إسرائيلي، لم تسمه، وصفه الخط الأصفر الذي من المفترض أن يكون مؤقتا بـ"جدار برلين غزة".
وعن الخطة، قالت الصحيفة إنها بلا جدول زمني، وستستمر لسنوات.
وأشارت إلى قلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية جراء عدم إشراكها، واعتزام واشنطن ترك الجيش الإسرائيلي وحيدا للتعامل مع "غزة القديمة" التي تسيطر عليها حركة حماس.
وعن إدارة "غزة الجديدة" بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي، لفتت "هآرتس" إلى أن قوة الاستقرار الدولية ستتولى المهمة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي، لم تسمهم، قولهم إن "هناك غموضا متزايدا بشأن الخطط الأمريكية المستقبلية في غزة، والتي حظيت بموافقة الحكومة في محادثات سرية دون مشاركة المستوى الأمني".
كما نقلت عن مسؤول أمني إسرائيلي، لم تسمه، قوله إن المسؤولين الأمنيين غير مطالبين بالتعبير عن مواقفهم إزاء الخطة.
وأردف: "فقدنا القدرة على التأثير، حيث تجري تحركات استراتيجية في غزة أمام أعيننا، ولها تداعيات على مستقبل البلاد، دون أن يكون لإسرائيل، وبالأخص للمؤسسة الأمنية، أي تأثير على هذه العملية".
وقال مصدر أمني إسرائيلي آخر، لم تسمه الصحيفة، إن منصب رئيس الأركان ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) أصبحا غير ذي صلة، ويُطلب منهما اتخاذ خطوات استراتيجية كبرى وفقًا للمستوى السياسي، دون مناقشة الأضرار الأمنية".
الصحيفة ادعت أن الجيش الإسرائيلي سيشرف على نقل الفلسطينيين من "غزة القديمة" إلى "غزة الجديدة"، لكنه لم يبد استعدادا حتى الآن.
وعن "غزة القديمة"، قالت: "يؤكد مسؤولون أمنيون كبار أنه لا يوجد حتى الآن أي عامل يمكن أن يُضعف مكانة حماس في هذه المنطقة".
بينما قال مسؤول أمني كبير سابق، وصفته "هآرتس" بأنه مشارك في الخطة، قوله: "لا أحد مستعد لتحمل مسؤولية غزة القديمة، وهذا يتركنا أمام مشكلة يصعب التعامل معها، حيث تشعر المؤسسة الدفاعية بالإحباط".
وأوقف اتفاق وقف النار إبادة إسرائيلية بغزة بدأت في 8 أكتوبر 2023، وخلفت أكثر من 69 ألف قتيل فلسطيني وما يزيد عن 170 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء.
لكن إسرائيل تخرق يوميا الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ منذ 10 أكتوبر الماضي، ما يسفر عن سقوط قتلى وجرحى فلسطينيين، بينما أعلنت "حماس" التزامها المطلق بالبنود، ودعت إلى إلزام تل أبيب بتطبيقها.






