متطوعون دوليون ضحايا لعنف المستوطنين والمجتمع الدولي يكتفي بالإدانة

15:512/12/2025, Salı
تحديث: 2/12/2025, Salı
أخرى
متطوعون دوليون ضحايا لعنف المستوطنين والمجتمع الدولي يكتفي بالإدانة
متطوعون دوليون ضحايا لعنف المستوطنين والمجتمع الدولي يكتفي بالإدانة

بحسب إفادات الضحايا وشهادات السكان المحليين، وقع الهجوم في ساعات الفجر الأولى من صباح الأحد

شهدت الضفة الغربية المحتلة تصعيدًا خطيرًا في اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين، بعد تعرض أربعة متطوعين أجانب، ثلاثة إيطاليين ومتطوعة كندية، لاعتداء وحشي في قرية عين الديوك الواقعة قرب مدينة أريحا، في هجوم يعكس تصاعد وتيرة العنف المنظم ضد الفلسطينيين والمتضامنين الدوليين على حد سواء

وبحسب إفادات الضحايا وشهادات السكان المحليين، وقع الهجوم في ساعات الفجر الأولى من صباح الأحد، عندما اقتحم نحو عشرة مستوطنين ملثمين أحد المنازل التي كان المتطوعون يقيمون بها بعد انتهاء نوبة الحراسة الليلية التي ينفذونها لحماية السكان الفلسطينيين من هجمات المستوطنين المتكررة وكان اثنان من المهاجمين يحملان بنادق عسكرية، في مؤشر على الطابع المنظم والمسلح للاعتداء مستخدمين الضرب المبرح والركل بالأقدام، ما أسفر عن إصابات متفاوتة الخطورة، استدعت نقل الضحايا كافة إلى المستشفى لتلقي العلاج ولا يزال أحد المصابين الإيطاليين يتلقى العلاج في أحد مستشفيات رام الله نتيجة إصابته بجروح أكثر خطورة في أنحاء متفرقة من جسده

وقالت المتطوعة الكندية، التي فضّلت عدم الكشف عن هويتها لدواعٍ أمنية، إن المهاجمين لم يكتفوا بالاعتداء الجسدي، بل قاموا أيضًا بتحطيم محتويات المنزل وتدمير بطاريات الطاقة الشمسية قبل الانسحاب، مضيفة أن المستوطنين وجهوا لهم إهانات باللغة العربية وأبلغوهم بأنه لا حق لهم في التواجد في المكان

وأكدت المتطوعة أن ما تعرضوا له لا يُقارن بحجم المعاناة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون في القرى المستهدفة، قائلة: "نحن تعرضنا للضرب لمدة 15 دقيقة فقط، لكن الفلسطينيين هنا يعيشون هذا العنف على مدار الساعة وبأضعاف مضاعفة"

وتأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد غير مسبوق في اعتداءات المستوطنين على القرى الفلسطينية في محيط أريحا والأغوار، لا سيما في قرية عين الديوك، منذ إنشاء بؤرة استيطانية جديدة قربها قبل نحو شهرين. ويؤكد ناشطون ميدانيون أن وصول مجموعات من المستوطنين المتطرفين الشبان إلى المنطقة أدى إلى زيادة وتيرة الهجمات وتحولها إلى نمط شبه يومي

وشملت الاعتداءات خلال الأسابيع الماضية اقتحام المنازل والاعتداء على السكان، وسرقة نحو 200 رأس من الأغنام، إضافة إلى سيارات مدنية، وتدمير ألواح الطاقة الشمسية التي يعتمد عليها السكان في ظل غياب البنية التحتية الأساسية. ويخشى الأهالي من أن تكون هذه الهجمات جزءًا من سياسة ممنهجة تهدف إلى تهجيرهم قسرًا والاستيلاء على أراضيهم

وتقع قرية عين الديوك ضمن المنطقة المصنفة " أ " وفق اتفاقيات أوسلو، وهي منطقة يفترض أن تكون تحت الإدارة الكاملة للسلطة الفلسطينية، كما يُحظر على الإسرائيليين دخولها وفق القانون ومع ذلك، يؤكد السكان أن المستوطنين يدخلون القرية بشكل متكرر دون أي رادع حقيقي

وعلى الصعيد الدولي، أثارت حادثة الاعتداء على المتطوعين الأجانب ردود فعل رسمية، حيث أدانت وزارة الخارجية الكندية "الأعمال العنيفة التي يرتكبها مستوطنون متطرفون"، مؤكدة معارضتها لأي خطوات أو تصريحات تمس وضع الأراضي الفلسطينية أو تدعو إلى ضمها من جهته، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني إن بلاده "سئمت من هذا العدوان"، معتبرًا أن استخدام العنف ليس وسيلة مشروعة للمطالبة بأي حقوق

في المقابل، يشكو سكان القرى المستهدفة والناشطون الدوليون من غياب أي تدخل فعّال من جانب الشرطة أو الجيش الإسرائيليين لوقف الاعتداءات أو تفكيك البؤر الاستيطانية غير القانونية، بل يتهمون بعض الجهات الرسمية بتوفير غطاء ضمني للمستوطنين. ويأتي ذلك في ظل دعم علني يقدمه عدد من أعضاء الائتلاف الحكومي الإسرائيلي للمشروع الاستيطاني في الضفة الغربية

وبحسب بيانات صادرة عن الأمم المتحدة، فقد قتل أكثر من ألف فلسطيني في الضفة الغربية خلال العامين الماضيين على يد مستوطنين وقوات إسرائيلية، بينهم 233 طفلًا، في تصعيد دامي يعتبره مراقبون محاولة منظمة لفرض وقائع جديدة على الأرض عبر القوة

من جانبها، أكدت منال التميمي، الناشطة الفلسطينية في إحدى المنظمات التي تنسق وجود متطوعين دوليين في القرى المهددة، أن الهجوم على المتطوعين تم بطريقة "منظمة"، مشيرة إلى أن المستوطنين الذين وصلوا بعد إقامة البؤرة الجديدة ينتمون إلى تيارات يمينية متطرفة شديدة العنف

ورغم المخاطر، شددت المتطوعة الكندية على أهمية وجود المتضامنين الدوليين في القرى الفلسطينية، قائلة إن وجودهم كان يمنح السكان شعورًا نسبيًا بالأمان، حيث كان الأطفال يلعبون بحرية، ويتمكن الأهالي من النوم ليلًا دون خوف كبير، وهو ما يجعل استمرار هذا التضامن، برأيها، أمرًا بالغ الأهمية

وتسلط هذه الحادثة الضوء مجددًا على خطورة التصعيد في الضفة الغربية، ليس فقط على الفلسطينيين، بل أيضًا على النشطاء والمتطوعين الأجانب الذين يحاولون توفير حضور دولي يحد من العنف، في وقت تتعاظم فيه المخاوف من انفجار أوسع في ظل غياب أي أفق سياسي حقيقي للحل



#متطوعون دوليون
#عنف
#مستوطنون
#أريحا
#الضفة الغربية