
- شركات منتجة لتقنيات المراقبة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل "بالانتير" و "داتامينر" تعملان داخل مركز التنسيق العسكري الجديد الذي أنشأته الولايات المتحدة قرب غزة - رغم استمرار إسرائيل في ارتكاب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، فإن "بالانتير" تعمل منذ يناير/ كانون الثاني 2024 بتعاون وثيق مع الجيش الإسرائيلي - من بين الأنظمة المستخدمة داخل المركز منصة "مافين" (Maven) التي طوّرتها "بالانتير"، وهي منصة استهداف بالذكاء الاصطناعي قادرة على جمع وتحليل بيانات المراقبة من ساحات القتال - تتعامل الشركات الأمريكية والإسرائيلية العاملة في مجال التكنولوجيا الأمنية مع غزة بوصفها "مختبرا ميدانيا" لتجربة منتجاتها وتطويرها
تسعى شركات منتجة لتقنيات المراقبة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل "بالانتير" و "داتامينر" اللتان تعملان داخل مركز التنسيق العسكري الجديد الذي أنشأته الولايات المتحدة قرب غزة، لانتزاع دور في الهندسة الأمنية الجديدة داخل القطاع.
وبحسب تقرير لمجلة +972 الإسرائيلية، يقع مركز التنسيق المدني–العسكري (CMCC)، الذي يخدم فيه منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي نحو 200 جندي أمريكي ضمن خطة رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب المكونة من 20 بندا لإعادة إعمار غزة، على بعد نحو 20 كيلومترا من شمال القطاع.
وعلى الرغم من عدم إشراك أي جهة فلسطينية في النقاشات المتعلقة بمستقبل غزة، إلا أن شركتي "بالانتير" و "داتامينر" الأمريكيتين، المتخصصتين في تقنيات المراقبة بالذكاء الاصطناعي، تعملان داخل المركز.
ويتابع المسؤولون العسكريون الأمريكيون داخل المركز تحركات القوات الإسرائيلية آنيا بفضل هذه الشركات، بينما تواصل إسرائيل هجماتها على الفلسطينيين وانتهاكاتها لحقوق الإنسان في القطاع.
- منصة "مافين" تجمع وتحلل البيانات الاستخباراتية
من بين الأنظمة المستخدمة داخل المركز منصة "مافين" (Maven) التي طوّرتها "بالانتير"، وهي منصة استهداف بالذكاء الاصطناعي قادرة على جمع وتحليل بيانات المراقبة من ساحات القتال.
وتجمع المنصة المعلومات من الأقمار الصناعية والطائرات التجسسية والمسيرات وبيانات الاتصالات والإنترنت، ثم توحدها في تطبيق واحد يُتاح للقادة والمجموعات الداعمة.
وتستخدمها القوات الأمريكية باعتبارها "منصة ساحة معركة مدعومة بالذكاء الاصطناعي"، وقد نُشرت في اليمن وسوريا والعراق لتوجيه الضربات الجوية الأمريكية.
وتؤكد "بالانتير" أن "مافين" تُسرّع عملية تحديد الأهداف وقصفها، وقد حصلت الشركة على عقد بقيمة 10 مليارات دولار لتطوير المنصة وتحديثها لصالح الجيش الأمريكي.
ورغم استمرار إسرائيل في ارتكاب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، فإن "بالانتير" تعمل منذ يناير/ كانون الثاني 2024 بتعاون وثيق مع الجيش الإسرائيلي، ووُصف نمو مكتبها في تل أبيب خلال العامين الماضيين بأنه متسارع.
- "داتامينر" ترصد الأنشطة على وسائل التواصل الاجتماعي
الشركة الأخرى النشطة داخل المركز هي "داتامينر"، التي حصلت في بداياتها على تمويل من صندوق استثمار تابع لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
ومن خلال شراكتها الوثيقة مع منصة شركة "إكس" الأمريكية، تتيح "داتامينر" للحكومات والشركات تتبع المستخدمين على الإنترنت آنيا.
ووفّرت الشركة سابقا لقوات الأمن الأمريكية إمكانية مراقبة "الجرائم والأنشطة الإرهابية"، وتصف خدماتها بأنها "استخبارات آنية للتهديدات والمخاطر والأحداث".
في عام 2010، مكّنت الشركة مكتب التحقيقات الفدرالي من الوصول إلى كامل بيانات مستخدمي المنصة التي كانت تُعرف آنذاك باسم "تويتر".
ويمكن للنظام تتبع "السجلات الرقمية" لأي مستخدم، وتحليل اتصالاته وشبكة تفاعلاته على وسائل التواصل.
واستخدمتها الشرطة الأمريكية مرات عديدة لرصد احتجاجات جماهيرية، بينها احتجاجات تطالب بوقف إطلاق النار في غزة.
- الذكاء الاصطناعي يعمّق التعاون الاستخباراتي بين واشنطن وتل أبيب
تعتزم الولايات المتحدة الإشراف على قوة الاستقرار الدولية (ISF) التي تخطط لإقامتها في غزة ضمن خطة ترامب.
ومن المتوقع أن توفر منصتا "مافين" و"داتامينر" لهذه القوة قدرات مشابهة لتلك التي تستخدمها إسرائيل في الاستهداف المدعوم بالذكاء الاصطناعي ومسح وسائل التواصل.
ويتعمق التعاون الاستخباراتي بين واشنطن وتل أبيب عبر مثل هذه التكنولوجيا الأمريكية، وصور الأقمار الصناعية والطائرات المسيّرة، وتحليلات البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وتشير التوقعات إلى أن "بالانتير" و "داتامينر" ستلعبان أيضا دورا محوريا في التنسيق الأمني الأمريكي–الإسرائيلي داخل غزة.
وتشمل مقترحات ترامب نقل مجموعات كبيرة من الفلسطينيين إلى مناطق تحت سيطرة الاحتلال، وإنشاء مواقع سكنية تضم كل منها نحو 25 ألف فلسطيني، مع نشر دوريات ومراكز مراقبة وكاميرات وأسوار ومخافر عسكرية تدار من قوة الاستقرار الدولية بالتنسيق مع القوات الإسرائيلية، ومن المنتظر أن يكون للشركتين دور في هذه الإجراءات.
- اسهام في عمليات الاغتيال الإسرائيلية
تستخدم إسرائيل أداة مراقبة بالذكاء الاصطناعي تُدعى "لافندر" (Lavender) لتحديد الفلسطينيين المرتبطين بحركة حماس كأهداف للاغتيال.
وتعتمد الأداة على مجموعة من المعايير غير الواضحة والمثيرة للجدل لتقدير احتمال انتماء الشخص لحماس أو جماعات أخرى.
ويخشى مراقبون أن تسهم "بالانتير" و "داتامينر" في تعزيز هذه العمليات، إذ تتيح منتجاتهما جمع قوائم بالأشخاص المطلوب اعتقالهم أو استهدافهم.
- علاقة تكافلية بين الشركات وجيش الاحتلال
تتعامل الشركات الأمريكية والإسرائيلية العاملة في مجال التكنولوجيا الأمنية مع غزة بوصفها "مختبرا ميدانيا" لتجربة منتجاتها وتطويرها.
وفي المقابل، يستفيد الجيش الإسرائيلي من المعلومات الاستخباراتية والتنسيق الأمني للحفاظ على السيطرة على القطاع.
ومن المتوقع أن تلعب البيانات التي تجمعها "بالانتير" و "داتامينر" دورا أكبر في مستقبل التعاون الاستخباراتي بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
ورغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حركة حماس وإسرائيل، واصلت الأخيرة خروقها له واستهدفت فلسطينيين خارج المناطق التي انسحبت إليها بموجب الاتفاق، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، بينما كان من المفترض أن ينهي الاتفاق إبادة جماعية بدأتها تل أبيب في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وخلّفت تلك الإبادة أكثر من 70 ألف قتيل فلسطيني، ونحو 171 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا مع كلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار، بينما دخل الاتفاق في 10 أكتوبر الماضي حيز التنفيذ وسط خروقات متواصلة من قبل تل أبيب.






