
الخارجية القطرية قالت إن "الاستهداف الممنهج للأونروا يرمي في نهاية المطاف إلى تصفيتها وحرمان ملايين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان من خدماتها الضرورية"...
اعتبرت قطر اقتحام قوات إسرائيلية لمقر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في القدس الشرقية المحتلة "خرقا فاضحا للقانون الدولي الإنساني وتعديا سافرا للإرادة الدولية".
جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية القطرية، الثلاثاء، نشرته على حسابها بمنصة شركة "إكس" الأمريكية، تعقيبا على اقتحام الشرطة الإسرائيلية، الاثنين، مقر الأونروا المغلق في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة.
وذكرت الخارجية القطرية أنها "تدين بشدة" اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مقر الأونروا بالقدس الشرقية المحتلة، معتبرة الاقتحام "خرقا فاضحا للقانون الدولي الإنساني وتعديا سافرا للإرادة الدولية".
وحذرت من أن "الاستهداف الإسرائيلي الممنهج لوكالة الأونروا يرمي في نهاية المطاف إلى تصفيتها وحرمان ملايين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان من خدماتها الضرورية".
وشددت الخارجية القطرية على ضرورة "اصطفاف المجتمع الدولي بحزم لمواجهة هذا المخطط تجنبا لتداعياته الإنسانية الكارثية".
وأضافت الوزارة: "نجدد دعم دولة قطر الكامل لوكالة الأونروا، انطلاقا من موقفها الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
والاثنين، قالت محافظة القدس التابعة للسلطة الفلسطينية، في بيان، إن "قوات معززة من الاحتلال اقتحمت المقر عند ساعات الصباح الأولى".
وأضافت أن القوات الإسرائيلية "احتجزت موظفي الحراسة وصادرت هواتفهم، ما أدى إلى انقطاع التواصل معهم وتعذّر معرفة ما يجري داخل المقر".
وحدث ذلك "بالتزامن مع إغلاق المنطقة بالكامل، وقيام قوات الاحتلال بأعمال تفتيش واسعة طالت مرافق المبنى كافة"، وفقا للبيان.
بدوره، اعتبر المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، في منشور على "إكس"، التصرف الإسرائيلي بأنه "تحدٍ جديد للقانون الدولي".
وأضاف لازاريني: "يُمثل هذا الإجراء الأخير تجاهلا صارخا لالتزامات إسرائيل، بصفتها دولة عضو في الأمم المتحدة، بحماية واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة".
وعملت الأونروا في المقر الذي اقتحمه الجيش الإسرائيلي منذ عام 1951، ولكنها أخلته مطلع العام الجاري بناء على قرار من الحكومة الإسرائيلية، التي حظرت عمل الوكالة في القدس الشرقية بموجب قانون أقره الكنيست (البرلمان).
وتدعي إسرائيل أن موظفين لدى الأونروا شاركوا في عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة "حماس" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وهو ما نفته الوكالة، وأكدت الأمم المتحدة التزام "أونروا" الحياد.
وتتعاظم حاجة الفلسطينيين إلى "أونروا"، أكبر منظمة إنسانية دولية، تحت وطأة تداعيات حرب إبادة جماعية شنتها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة طوال عامين منذ 8 أكتوبر 2023.
وخلّفت هذه الإبادة أكثر من 70 ألف قتيل و171 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا يستلزم إعادة إعمار قدرت الأمم المتحدة كلفتها بنحو 70 مليار دولار.






