أي أمريكا ستفوز بالانتخابات؟

08:084/11/2024, الإثنين
تحديث: 4/11/2024, الإثنين
عبدالله مراد أوغلو

في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني (يوم غد)، لن يقتصر تصويت الأمريكيين على اختيار رئيس الولايات المتحدة فحسب، بل سيتم تجديد مجلس النواب بالكامل، بالإضافة إلى تجديد ثلث أعضاء مجلس الشيوخ. في الوقت الراهن، يسيطر الجمهوريون على مجلس النواب بفارق ضئيل، بينما يحتفظ الديمقراطيون بأغلبية بسيطة في مجلس الشيوخ بفارق مقعدين فقط. تشير التوقعات إلى أن الجمهوريين سيحافظون على أغلبية ضئيلة في مجلس النواب. أما في انتخابات مجلس الشيوخ، فيبدو أن حظوظهم أفضل قليلاً من الديمقراطيين. ويواجه الديمقراطيون تحديًا أكبر مقارنة

في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني (يوم غد)، لن يقتصر تصويت الأمريكيين على اختيار رئيس الولايات المتحدة فحسب، بل سيتم تجديد مجلس النواب بالكامل، بالإضافة إلى تجديد ثلث أعضاء مجلس الشيوخ. في الوقت الراهن، يسيطر الجمهوريون على مجلس النواب بفارق ضئيل، بينما يحتفظ الديمقراطيون بأغلبية بسيطة في مجلس الشيوخ بفارق مقعدين فقط.

تشير التوقعات إلى أن الجمهوريين سيحافظون على أغلبية ضئيلة في مجلس النواب. أما في انتخابات مجلس الشيوخ، فيبدو أن حظوظهم أفضل قليلاً من الديمقراطيين. ويواجه الديمقراطيون تحديًا أكبر مقارنة بالجمهوريين، إذ يتعين عليهم الدفاع عن عدد أكبر من المقاعد. ومن المتوقع أن يشهد التنافس على ثمانية مقاعد في مجلس الشيوخ سباقًا شديد الاحتدام.

يخوض ترامب الانتخابات للمرة الثالثة كمرشح للرئاسة. وفي حال خسارته هذه المرة، فلن يكون هناك احتمال لترشحه مجددًا. منذ عام 2016، يسيطر ترامب على الحزب الجمهوري. في الأوضاع العادية، يتنحى الرئيس الذي يخسر الانتخابات وهو في السلطة عن الساحة السياسية. إلا أن ترامب، الذي خسر انتخابات 2020، لم يفعل ذلك. ينتظر "الجمهوريون الوسطيون" و"المحافظون الجدد" الفرصة لكسر نفوذ ترامب على الحزب. بل إن بعض الجمهوريين الوسطيين والمحافظين الجدد يدعمون كامالا هاريس لضمان خسارة ترامب. وفي حال هزيمته، من المتوقع أن تواجه الجبهة الجمهورية صراعًا داخليًا.

الأمر ذاته ينطبق على "الجبهة الديمقراطية" في حال خسارة كامالا هاريس. ويبدو أن موجة من الاتهامات قد بدأت بالفعل. لم تصل هاريس إلى ترشيحها للرئاسة عبر الانتخابات التمهيدية، بل أصبحت المرشحة بعد انسحاب جو بايدن بشكل مفاجئ من السباق، رغم فوزه في الانتخابات التمهيدية.

ولهذا السبب، لم يتبنَّ بايدن وفريقه ترشيح هاريس بشكل كامل. وقد تعامل معها بايدن وفريقه، كنائبة للرئيس، وكأنها "طرف خارجي". ويربط المحللون السياسيون الأداء الضعيف لهاريس في منصبها بهذه المعاملة.

خلال الحملة الانتخابية، تجنبت هاريس الظهور إلى جانب بايدن، بينما قام الأخير بتنظيم فعاليات انتخابية منفردًا، مما قدم خدمة لترامب بسبب زلات لسانه المتكررة. وصرح بايدن بأن ترامب يجب أن يُسجن، لكنه أوضح لاحقًا أنه كان يقصد حصره سياسيًا في صناديق الاقتراع. كما أن وصف بايدن لمؤيدي ترامب بـ"القمامة" وضع هاريس في موقف سياسي حرج. وبينما حاولت هاريس تصحيح الموقف بتصريحاتها، أقدم البيت الأبيض على خرق بروتوكولي بحذف تصريحات بايدن من السجلات الرسمية.


من بين القضايا المثارة بشأن الانتخابات، الاحتمال بأن تواجه الولايات المتحدة فترة من الفوضى قد تستمر لعدة أشهر في حال خسارة ترامب. ويحذر المحللون من أن عدم اعتراف ترامب بشرعية نتائج الانتخابات قد يؤدي إلى تكرار أحداث أكثر خطورة من تلك التي وقعت بين 3 نوفمبر 2020 و6 يناير 2021، عندما تم اقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي.


ويصر ترامب والجمهوريون المؤيدون له على عدم الاعتراف بشرعية نتائج الانتخابات إذا فازت هاريس. ومن المتوقع أن يضم المجلس الجديد عددًا أكبر من النواب المؤيدين لترامب مقارنة بالسابق. وقد هُزم العديد من الجمهوريين الذين أقروا بشرعية انتخابات 2020 في الانتخابات التمهيدية لعام 2024 أمام منافسين مؤيدين لترامب. وبالتالي، سيزداد نفوذ ترامب على عدد أكبر من النواب.

ينطبق الأمر نفسه على الإدارات الجمهورية في الولايات التي تملك سلطة التصديق على نتائج الانتخابات. في حال فوز كامالا هاريس، من المتوقع أن تنجرف المزيد من الولايات وراء ترامب، مما يثير احتمالية تعمق الفوضى التي قد تعقب الانتخابات.

وقد أصدرت كل من "مكتب التحقيقات الفيدرالي و"وزارة الأمن الداخلي" تحذيرات منذ أشهر بشأن الفوضى المحتملة بعد الانتخابات. وتشير هذه التحذيرات إلى أن هناك تصاعدًا في النقاشات بين الجماعات المتطرفة العنيفة حول احتمال حدوث "حرب أهلية" مرتبطة بنتائج الانتخابات. وذكرت وزارة الأمن الداخلي في تقريرها لتقييم التهديدات لعام 2025، الذي صدر في بداية هذا العام، أن انتخابات 2024 قد تشكل مصدر إلهام للجماعات العنيفة.


ومع بقاء يومين فقط على موعد الانتخابات، لا تزال المنافسة محتدمة بين هاريس وترامب. وكما أشرت في مقالي السابق، ستحدد نتائج سبع ولايات حاسمة مسار هذه الانتخابات.


تُجرى انتخابات الخامس من نوفمبر في سياق استقطاب سياسي وثقافي شديد، ما يجعلها أكثر تنافسية مقارنة بالانتخابات السابقة. وتحمل هذه الانتخابات إمكانية التحول إلى "حرب أهلية"، حيث تبدو "أميركتان" في مواجهة بعضهما. والنتيجة التي ستحسمها إحدى هاتين الجبهتين ستؤثر بشكل كبير على علاقة الولايات المتحدة بالعالم.




#الانتخابات الأمريكية
#أمريكا
#ترامب
#هاريس
#بايدن
#من سيفوز بالانتخابات الأمريكية
#حرب أهلية في أمريكا