

وكالة الأناضول وثقت بعدستها مراحل التزود بالوقود جوًا التي ينفذها السرب 101 المعروف باسم "أساطيل النسور"، بدءًا من التحضيرات الأولية، مرورًا بالإقلاع، ووصولًا إلى لحظات التزود بالوقود في الجو والتي نفذتها مقاتلات F16 والمقاتلة فانتوم طراز F-4E/2020.

قبل الإقلاع، عقد قائد الطائرة اجتماعًا مع طاقمه لمراجعة مسار الرحلة ومواصفات الطائرات المستهدفة بعملية التزود.

وعقب ذلك، توجه الطاقم إلى المدرج حيث تلقوا إيجازًا فنيًا حول طائرات التزويد بالوقود جوًا من طراز KC-135R، وأجرى قائد الطائرة الفحوصات النهائية، قبل أن ينطلق الجميع في رحلتهم إلى السماء.

حلّقت طائرة التزويد بالوقود فوق أجواء ديار بكر، حيث التقت أولًا مع المقاتلة فانتوم طراز F-4E/2020، ثم بمقاتلتين من طراز F16.

وجرى اللقاء الأول على ارتفاع 20 ألف قدم وبسرعة 650 كيلومترًا في الساعة، حيث اقتربت المقاتلة فانتوم من مؤخرة طائرة التزويد بالوقود.

توجه مشغل ذراع التزويد "البوم" إلى موقعه داخل الطائرة، وبعد فتح الاتصال اللاسلكي، فتحت المقاتلة غطاء خزان الوقود واقتربت من الطائرة الناقلة.

وبدقة عالية، قام مشغل الذراع بتوصيل أنبوب التزويد بالوقود إلى فتحة الخزان، لتبدأ عملية التزود.

فيما بعد، واصل طاقم "أسطول الذئبات" أداء مهمته، حيث زودوا طائرتين من طراز F16 بالوقود أثناء تحليقهما بسرعة 950 كيلومترًا في الساعة.

واستمرت العملية الجوية قرابة 4 ساعات، قبل أن يعود الطاقم إلى المدرج في قاعدة إنجرليك.

العقيد الطيار هاكان غونن، قائد السرب 101 للتزويد بالوقود جوًا، قال إن المهمة الأساسية لـ "أساطيل الذئبات" هي زيادة مدة تحليق المقاتلات والطائرات الرادارية في الجو من خلال التزويد بالوقود.

وأوضح أن طائرات التزويد بالوقود جوًا من طراز KC-135R ذات المحركات الأربعة، صُممت للتحليق لمسافات طويلة وعلى ارتفاعات عالية، وبسرعات كبيرة، كما أنها مزودة بأنظمة طيران متطورة وآمنة تلبي متطلبات العصر.

وأضاف: "إلى جانب التزويد بالوقود نمتلك قدرة على نقل الشحنات، ما يسمح لمقاتلاتنا بتنفيذ مهامها على مسافات بعيدة دون الحاجة للهبوط".

وأردف: "وبفضل هذه القدرات، يمكننا الانتقال إلى أي نقطة في العالم عند الضرورة. لذلك، تُعتبر طائراتنا قوة استراتيجية وعنصرًا جويًا ذا قيمة عالية على مستوى العالم. وكما كنا خلال 30 عامًا الماضية، سوف نواصل أداء مهماتنا بكل فخر في أي زمان ومكان".

من جهته، قال خبير الصيانة الجوية، الرقيب أول محمد قصاب أوغلو، إنهم يقتربون من المقاتلات لمسافة تصل إلى 3 أمتار أثناء عملية التزويد بالوقود، مع الالتزام بأعلى معايير الحذر والسلامة، ليلًا أو نهارًا، وبمعدل نقل يصل إلى 1.5 طن من الوقود في الدقيقة.

وأضاف قصاب أوغلو أنهم قادرون، إلى جانب المهام القتالية والتدريبية، على نقل ما يصل إلى 18 طنًا من الحمولة عبر 6 منصات شحن، إضافة إلى نقل 100 راكب عند الحاجة.

وأشار إلى أن تركيا تقدم خدمات التزويد بالوقود جوًا ضمن مهام الناتو، كما توفر نفس الخدمة خلال المناورات العسكرية الخارجية لمقاتلاتها دون الحاجة للهبوط.

وأكد قصاب أوغلو أنهم يتوخون أعلى درجات التركيز أثناء التزويد بالوقود في الأجواء العاصفة أو داخل الغيوم، مشيرًا إلى أنهم يتلقون تدريبات مكثفة للتعامل مع جميع الحالات الطارئة كجزء من استعداداتهم القتالية.

ويجري استخدام نظام ذراع التزويد بالوقود "البوم"، المثبت في ذيل الطائرة، لتأمين عملية نقل الوقود، ويتكون من أنبوبين متداخلين يصل طولهما إلى 14 مترًا عند الامتداد الكامل.

إضافة إلى ما سبق، فإن كمية الوقود التي يجري ضخها في الطائرات خلال دقيقة واحدة تكفي سيارة عادية لمدة عام كامل، فيما تكفي المواد المستخدمة في إطارات الطائرة لصناعة 100 إطار سيارة.

أما الحد الأقصى لكمية الوقود التي يمكن للطائرة حملها، فيعادل احتياجات سيارة عادية لمدة 46 عامًا، فيما يعادل الوقود المقدم خلال 8 دقائق من طيران الطائرة، الكمية التي تضخها محطة وقود خلال 24 ساعة.

** ملء خزان مقاتلة F16 في 3 دقائق فقط
السرب 101 المعروف بـ "أساطيل الذئبات"، يُعد أحد أهم الأسراب الاستراتيجية في سلاح الجو التركي، وتتمثل مهمته الأساسية بتزويد المقاتلات بالوقود جوًا، ما يزيد من مداها ومدة بقائها في الجو.
ويستخدم السرب طائرات التزويد بالوقود جوًا من طراز KC-135R القادرة على ملء خزان مقاتلة "اف – 16" في غضون 3 دقائق أثناء التحليق.
** دور محوري في العمليات الخارجية
ويلعب السرب دورًا فاعلًا في العمليات التركية خارج الحدود، ويقدم الدعم لسرب الاختبار المسمى "السرب 401" أثناء رحلات الاختبار.
ويخضع الطاقم لتدريبات مكثفة، حيث يتم التحضير لجميع تفاصيل العمليات بدقة عالية قبل انطلاق أي مهمة.
وتقلع الطائرات محملة بحوالي 100 طن من الوقود، وقادرة على تنفيذ رحلات عابرة للقارات عند الحاجة.
إضافة إلى ذلك، تقوم هذه الطائرات بنقل الأفراد والمعدات العسكرية، إذ يمكنها نقل ما يصل إلى 18 طنًا من الحمولة عبر 6 منصات.
وباعتبارها من الطائرات الاستراتيجية، فإن عدد الدول المالكة لهذا النوع من طائرات التزويد بالوقود محدود جدًا عالميًا، وتعد تركيا من بينها.
وتشكّل هذه الطائرات عنصر قوة رئيسي لتأمين الحدود التركية، كما تضطلع بدور مهم في الناتو، حيث تعد من الأصول الجوية عالية القيمة للحلفاء.