خلال كلمة فور وصوله بيت لحم قادما من القدس...
قال بطريرك القدس للاتين بيير باتيستا بيتسبالا، الثلاثاء، إن مدينة بيت لحم تحتفل هذا العام بـ "ميلاد حزين" بسبب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بقطاع غزة الذي "يعيش كارثة الكوارث".
وأضاف في كلمة أمام حشد من المسيحيين في ساحة كنيسة المهد ببيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة: "وأنا داخل إلى بيت لحم لاحظت دكاكين مغلقة، هذا الميلاد حزين".
وخاطب بيتسبالا مسيحيي العالم، بمناسبة عيد الميلاد المجيد، قائلا: "لجميع المسحيين لا تخافوا، نحن بانتظاركم لأننا لا نخاف أبدا، تشجعوا لا تخافوا".
وتابع: "أود أن أوصل لكم سلام غزة وتهانيها (بالعيد)، أمس وصلت من غزة، ورأيت الدمار الشامل في كل مكان، لقد حلت بها كارثة الكوارث".
وأضاف: "لاحظت أنه لا أحد في غزة استسلم، وأنتم ونحن علينا ألا نستسلم أبدا".
وزاد: "بيت لحم اليوم دون زينة الميلاد دون إنارة لكن نحن النور، نريد أن نرى السنة القادمة أكبر شجرة ميلاد في العالم".
والأحد، ترأس بيتسابالا قداسا في كنيسة العائلة المقدسة للاتين في مدينة غزة، بمناسبة قرب حلول عيد الميلاد المجيد حسب التقويم الغربي، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".
ولاحقا وصل البطريرك بيتسبالا بيت لحم قادما من مدينة القدس، وكان في استقباله حشد من المسيحيين وبعض المسؤولين.
وتقدم موكب بيتسبالا فرق كشفية تحمل لافتات تدعو لوقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين بقطاع غزة.
وخلال كلمة بيتسبالا رفعت صورة للدمار والقصف في قطاع غزة، كتب تحتها: "أوقفوا الإبادة في غزة الآن".
وعلى مدار عقود تناقصت أعداد المسيحيين في غزة بفعل الهجرة، وقبل الإبادة الجماعية كان عددهم لا يزيد عن 2000 شخص، حسب مؤسسات مسيحية.
ويتبع نحو 70 بالمئة من مسيحيي قطاع غزة طائفة الروم الأرثوذكس، بينما يتبع البقية طائفة اللاتين الكاثوليك.
ولم يسلم مسيحيو قطاع غزة من الحرب الإسرائيلية المدمرة والغارات العنيفة والمكثفة، فقد تعرضت كنيسة القديس برفيريوس لقصف في 19 أكتوبر/تشرين الثاني 2023، أسفر عن مقتل 18 فلسطينيا معظمهم أطفال ونساء.
وخلال الإبادة الإسرائيلية المستمرة بالقطاع تضررت 3 كنائس بشكل كبير، كذلك استهدف الجيش الإسرائيلي المركز الثقافي الأرثوذكسي في حي الرمال الجنوبي غرب مدينة غزة.وللعام الثاني على التوالي، تحيي مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية عيد الميلاد دون مظاهر احتفالية معتادة، حزنا على قطاع غزة وسط استمرار الإبادة الإسرائيلية في القطاع منذ نحو 15 شهرا.
وغابت عن المدينة وكنيسة المهد التي يعتقد أنها شيدت على المغارة التي ولد فيها السيد المسيح أي من مظاهر الاحتفال، واستعيض عنها بالصلوات والدعوات من أجل وقف الحرب.
وفي مثل هذا الوقت من كل عام كانت شوارع وأزقة وكنائس بيت لحم تتزين بحلّة الميلاد، وتُنصب في ساحة "كنيسة المهد" الشهيرة شجرة ميلاد ضخمة، وسط حركة سياحية نشطة.
ومنذ صباح الثلاثاء، بدأ مسيحيو بيت لحم وعشرات من الحجيج الأجانب بالصلاة في كنيسة المهد التي بدت وساحاتها شبه خالية، التي طالما اكتظت في مثل هذا اليوم من العام بالسياح والحجاج الذين يصلونها من مختلف دول العالم.
يذكر أن احتفالات الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي، تبلغ ذروتها بقداس منتصف ليل الثلاثاء/ الأربعاء (25/24 ديسمبر/ كانون الأول) في كنيسة المهد، فيما تحتفل الطوائف التي تعتمد التقويم الشرقي في 7 يناير/ كانون الثاني.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 153 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وبموازاة الإبادة وسّع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 826 فلسطيني وإصابة نحو 6500 واعتقال 12 ألف و100.