يُقال إن جوزيف ستالين عندما كان يستاء من أحد المحيطين به، كان يعتبره "مشكلة". وعندما كان يُبعد هذا الشخص عن طريقه، كان يقول: "الآن لم تعد هناك مشكلة". الأمريكيون يتبعون نهجًا مشابهًا؛ فهم يرون أن المشاكل ترتبط دائمًا بأشخاص معينين، وعندما يتم التخلص منهم، يتوقعون أن الأمور ستعود إلى طبيعتها. ومع ذلك، كما حدث في أفغانستان، العراق، وليبيا، فإن هذا النهج يؤدي إلى تفاقم الأزمات بدلاً من حلها. إسرائيل، بدورها، تبنت هذا الفكر واعتقدت أن التخلص من قادة "المقاومة الفلسطينية" سيقضي على المقاومة نفسها. فهي
يُقال إن جوزيف ستالين عندما كان يستاء من أحد المحيطين به، كان يعتبره "مشكلة". وعندما كان يُبعد هذا الشخص عن طريقه، كان يقول: "الآن لم تعد هناك مشكلة". الأمريكيون يتبعون نهجًا مشابهًا؛ فهم يرون أن المشاكل ترتبط دائمًا بأشخاص معينين، وعندما يتم التخلص منهم، يتوقعون أن الأمور ستعود إلى طبيعتها. ومع ذلك، كما حدث في أفغانستان، العراق، وليبيا، فإن هذا النهج يؤدي إلى تفاقم الأزمات بدلاً من حلها.
إسرائيل، بدورها، تبنت هذا الفكر واعتقدت أن التخلص من قادة "المقاومة الفلسطينية" سيقضي على المقاومة نفسها. فهي تنظر إلى قتل الأجيال الفلسطينية الجديدة وكأنه "جز العشب"، متبعة أسلوبًا يتكرر في مجازرها. ومع ذلك، على الرغم من اغتيال مئات القادة، تستمر المقاومة الفلسطينية في الظهور مجددًا مع كل جيل، ما يثبت أن محاولات إسرائيل للقضاء عليها عبثية. الآن، تسعى إسرائيل، تحت مظلة دعم أمريكي، إلى إبادة الفلسطينيين بهدف ضم الأراضي الفلسطينية بالكامل. وما حدث في غزة، التي حولتها إلى صحراء، تسعى لتكراره في لبنان.
الولايات المتحدة، كونها واحدة من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وتملك حق النقض، تتحمل مسؤولية كبيرة في حماية سمعة الأمم المتحدة. ورغم أن إسرائيل أعلنت أن الأمين العام للأمم المتحدة "شخص غير مرغوب فيه"، وهاجمت قوات "اليونيفيل" في جنوب لبنان، ما أسفر عن إصابة أربعة جنود، إلا أن ردود الفعل من البيت الأبيض لم تتجاوز بيانات خالية من التأثير الفعلي.
الجيش الإسرائيلي ادعى أن إطلاق النار على جنود الأمم المتحدة كان "خطأ"، لكن إسرائيل، بشكل متكرر، تقتل الأطفال والرضع "عن طريق الخطأ"، وتقنص المتظاهرين السلميين "عن طريق الخطأ"، وتستهدف العاملين في المنظمات الإنسانية "عن طريق الخطأ". وإسرائيل تدرك أنها تكذب، لكنها تعتمد على أن الولايات المتحدة ستصدق أكاذيبها.
في عهد ترامب، اقترح ماثيو آر جيه برودسكي، المستشار السابق لشؤون الشرق الأوسط، أن تقوم إسرائيل بقصف مواقع قوات الأمم المتحدة التي يتواجد بها الجنود الأيرلنديون في جنوب لبنان، ومن ثم إسقاط قنابل النابالم الحارقة عليهم. قد يكون هذا العداء ناتجًا عن موقف أيرلندا المؤيد لفلسطين واعترافها بها كدولة. النمط الذي تتبعه إسرائيل في غزة واضح، وليس من الصعب التنبؤ بما قد يخططه برودسكي للبنانيين بعد دعوته لحرق الجنود الأيرلنديين.
الثقة العمياء التي تستمدها إسرائيل من الدعم الأمريكي غير المشروط جعلتها أكثر وحشية. وهذه الثقة تدفعها نحو ارتكاب المزيد من الجرائم، بما فيها جرائم الإبادة الجماعية. فالولايات المتحدة، التي تدعي السعي لحل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، في الحقيقة، تعرقل الحلول وتواصل تسليح إسرائيل دون مساءلة، مما يزيد من غياب فرص الحل.
تصور قاتلًا متسلسلًا يعرف أنه لن يُحاسب، وأن لا أحد يستطيع إيقافه، وأن الشهود سيتم إسكاتهم. هذا هو حال إسرائيل، التي تمارس ما تسميه "الدفاع عن النفس" وهي تغتال المدنيين الأبرياء.
أصوات الأطفال والنساء الذين يموتون لا تزعج القاتل المتسلسل أو من يدعمه، فالمجرمون المتسلسلون لا يرون ضحاياهم كأشخاص حقيقيين، وكل ما يهمهم هو تنفيذ جرائمهم بلا توقف. القتلة المتسلسلون يواصلون جرائمهم حتى يتم إيقافهم. وإسرائيل، بجيشها الذي يقتل الأبرياء باستخدام قنابل ضخمة، تبدو كقاتل متسلسل لن يتوقف إلا إذا تم التصدي له.
القتلة المتسلسلون يستمرون في القتل حتى يتم القبض عليهم. لم يُعرف عن أي قاتل متسلسل أنه توقف عن القتل بمحض إرادته. معظمهم يخافون الموت، لأنهم يعلمون أنه إذا ماتوا فلن يتمكنوا من قتل المزيد. لكل قاتل منهم تبريراته الخاصة، ويعتقدون أنهم يخدمون قضية مقدسة. بعد ارتكاب الجريمة، يدخل القتلة المتسلسلون في فترة هدوء تختلف مدتها من شخص لآخر. هذه السمات شائعة بين القتلة المتسلسلين.
إسرائيل تستخدم قنابل تزن 500 كغم، 1000 كغم، و2000 كغم لقتل المزيد من الأبرياء. وتبدو وكأنها تستمتع بتعذيب الناس من خلال تجويعهم وتعطيشهم وتركهم بلا دواء أو مأوى. إسرائيل تبدو كجيش قاتل متسلسل، وستستمر في القتل حتى يتم إيقافها.