مقدسيون للأناضول: - الأمور ستبقى بالنصاب ذاته فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فأمريكا داعمة بشكل مطلق لإسرائيل - من ينتظر نتائج الانتخابات مغفل، لأن المرشحين صهاينة أكثر من نتنياهو نفسه -لا يوجد أي سبب للتعويل على الرئيس الأمريكي الجديد، فهو لن يفعل أي شيء
قال فلسطينيون في مدينة القدس الشرقية، إنهم لا يعلقون آمالا على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، معتبرين أن الخيار بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب أو المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس كالمفاضلة بين "سيئ وأسوأ".
وفي شارع صلاح الدين، أحد أهم الشوارع في القدس الشرقية، التقت الأناضول مع عدد من الفلسطينيين، واستطلعت آراءهم بشأن تلك الانتخابات الأمريكية.
وفي وقت سابق اليوم، باشر ملايين الأمريكيين بعدد من ولايات الساحل الشرقي للولايات المتحدة، الإدلاء بأصواتهم عقب فتح مراكز الاقتراع لاختيار الرئيس الـ47 للبلاد، وسط احتدام المنافسة بين هاريس، وترامب.
ومنذ الصباح، اتخذت السلطات الأمريكية إجراءات أمنية مشددة عند نقاط التصويت ومراكز فرز الأصوات لضمان أمن الانتخابات.
ويحتاج أحد المرشحين إلى 270 صوتا في المجمع الانتخابي ليعلن الرئيس الـ 47 للولايات المتحدة، ويؤدي اليمين الدستورية في 20 يناير/ كانون الثاني 2025.
*تجربة المقدسيين مع ترامب
وللمقدسيين تجربة سابقة مع ترامب، إذ نقل في فترة رئاسته السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، واعتبر المدينة بشقيها الشرقي والغربي عاصمة مزعومة لإسرائيل، في 6 ديسمبر/ كانون الأول 2017، ما أحدث وقتها موجة غضب واستياء واسعة النطاق.
في المقابل، هاريس هي نائبة للرئيس الحالي جو بايدن الذي دعم إسرائيل في حرب الإبادة على غزة، و العدوان على لبنان، وزودها بالمعدات العسكرية والقنابل التي دمرت الجزء الأكبر من قطاع غزة.
وقال الفلسطيني عماد منى، مالك المكتبة العلمية في شارع صلاح الدين، إن "فكرة الانتخابات بحد ذاتها جيدة، فكل دولة يجب أن تجري فيها انتخابات، ولكن فيما يتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية فاعتقد، ومن واقع تجربتي الشخصية، حيث أن هذه هي العاشرة التي أواكبها، أن الأمور فيما يتعلق بفلسطين لم تتغير كثيرا".
وأضاف للأناضول أن "كل فلسطيني يعلم أن الولايات المتحدة وأيا كان الفائز في انتخاباتها الرئاسية، فإن الأمور ستبقى بالنصاب ذاته فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فأمريكا داعمة بشكل مطلق لإسرائيل، وهذا ثابت من ثوابتها الأساسية، ولا فرق بشأن من سيصل إلى البيت الأبيض، هاريس أو ترامب".
وأكد أن "الديمقراطيين هم الآن في الحكم، ودعموا الإبادة الإسرائيلية في غزة والعدوان على لبنان، ولكن يقال إن هاريس تعد الناس بأنها ستوقف الإبادة إذا ما جرى انتخابها، وأنا شخصيا لا أبني على ذلك أملا كبيرا، لأنه من خلال تجربتنا العملية فإنهم يتحدثون كثيرا عن فلسطين، لكنهم لا يفعلون شيئا على أرض الواقع، وإن فعلوا فإنهم يفعلون القليل القليل".
وطالب المقدسي بـ "معاقبة الحزب الديمقراطي بسبب دعمه إسرائيل في حرب الإبادة على غزة".
وفيما يتعلق بالحزب الجمهوري، اعتبر عماد أنه "أسوأ، ولدينا تجربة مع دونالد ترامب خلال ولايته الرئاسية السابقة، والتي نقل خلالها السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وكان ذلك مريعا".
وختم حديثه بالقول: "لا نترقب أي شيء من أي منهما (هاريس وترامب)، وبالتالي هو الخيار بين السيئ والأسوأ، والناس هنا لا يتابعون الانتخابات في أمريكا كثيرا، لأنهم يدركون أننا لن نحصل على شيء من واشنطن".
*وجهان لعملة واحدة
أما أحمد البخاري، وهو صحفي رياضي، قال للأناضول: "كمواطن فلسطيني مقدسي، أنا غير مهتم كثيرا بالانتخابات الأمريكية ونتائجها، وسواء أنجح ترامب أو هاريس فكلاهما بالنسبة لي سيان، ولا يختلفان عن بعضهما البعض.. وجهان لعملة واحدة".
وأضاف البخاري: "تاريخيا كانت الولايات المتحدة عدوا للشعب الفلسطيني وللعرب والمسلمين، ومن ينتظر نتائج الانتخابات اليوم مغفل، لأن المرشحين صهاينة أكثر من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه"، وفق قوله.
واعتبر أنه "سواء أنجح ترامب أم هاريس فبالنسبة لنا كشعب فلسطيني مقدسي يعيش في القدس بفلسطين، ويعيش الكارثة والمذبحة (الإسرائيلية) في قطاع غزة وفي جنوب لبنان، نعتبر أن ترامب وهاريس شريكان في الدم الفلسطيني واللبناني".
ورأى البخاري أنه "سيكون هناك تأثير للانتخابات على المنطقة، ولكنه لن يكون بفائدة الفلسطينيين"، مضيفا: "لا ننسى أن هناك قوى أخرى في المنطقة، مثل روسيا وهناك الصين وبالتالي فإن أمريكا فقدت قوتها السابقة".
وأردف: "أنا كفلسطيني أرى نفسي أقوى من أمريكا، لأن تاريخي متجذر لـ 10 آلاف سنة بفلسطين، أما أمريكا فعمرها 400 سنة، وبالتالي فان الكثير من الدول أقوى منها".
وبشأن تداعيات الانتخابات على القضية، أكد البخاري أنه "لا تأثير مباشر على القضية الفلسطينية، أو إنهاء الإبادة الإسرائيلية، سواء من ترامب أو هاريس، فالمجزرة المتواصلة في قطاع غزة تتم بالسلاح الأمريكي، ولن يكون هناك وقف قريب للمجازر إلا بالقوة".
*كلاهما مشكلة
أما المواطن المقدسي داود أبو غزالة، اعتبر أن "أيا كان الفائز فإنه لن يفيدنا هنا في القدس، بل على العكس تماما، كلاهما مشكلة كبيرة جدا".
وأضاف أبو غزالة: "لا يوجد أي سبب للتعويل على الرئيس الأمريكي الجديد، فهو لن يفعل أي شيء، وأيا كان الفائز فانه سيكون سيئا بالنسبة لنا".
وعلى المستوى الشخصي، ختم حديثه بالقول: "أنا لا أعلق أي آمال" على الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وبتصريحات مماثلة للمقدسيين الـ3، أعرب فلسطينيون في قطاع غزة في تصريحات للأناضول، أنهم لا يراهنون أبدا على نتائج الانتخابات الأمريكية، معتبرين أن الدعم الأمريكي لإسرائيل في إبادة غزة لن يتغير بترامب أو هاريس.
ويعود انعدام ثقة الفلسطينيين بالإدارة الأمريكية الحالية أو اللاحقة، إلى الدعم المفرط الذي تقدمه واشنطن إلى تل أبيب في حرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة، وإلى الانحياز المطلق لها في المواقف على حساب حقوق الفلسطينيين المشروعة.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 146 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.