أصدر مركز البحوث الاستراتيجية التابع لغرفة تجارة إسطنبول تقريرًا بعنوان: "الشباب غير المنخرطين في التعليم أو العمل أو التدريب.. تحليل الاحتياجات وتوصيات السياسات"
وقد أعد التقرير كل من: محمد فاتح أيسان، وحليم باش، وأمّ كلثوم أيسان، وعبد النانتور موسليو، حيث يحلل بعمق المشاكل التي يواجهها الشباب غير المنخرطين في التعليم أو التوظيف أو التدريب في إسطنبول، ويقدم حلولًا مقارنة بالوضع العام في تركيا ودول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
واقع الشباب غير المتعلمين أو العاملين أو المتدربين في تركيا
يشير التقرير إلى أن نسبة هؤلاء الشباب في إسطنبول بلغت 19% عام 2023، وصلت نسبة النساء منهم إلى 26%، والرجال إلى 11%.
أما في عموم تركيا، فوفقًا لبيانات معهد الإحصاء التركي لنفس العام، بلغت نسبتهم 26%، بواقع 36% للنساء و16% للرجال. وهو ما يدل على أن النساء يشكّلن النسبة الأكبر ضمن هذه الفئة سواء في إسطنبول أو عموم تركيا.
ويرجّح التقرير أن الأسباب الرئيسة لارتفاع نسبة النساء ضمن هذه فئة تعود إلى العوائق البنيوية التي تواجههن في سوق العمل، وأعباء الرعاية الأسرية، والأدوار التقليدية بين الجنسين.
وتشير هذه المعطيات إلى أن معدلات هذه الفئة في تركيا ما تزال مرتفعة مقارنة بمتوسط دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية البالغ 13%، ما يعني أن شابًا من كل أربعة شباب في تركيا خارج منظومة التعليم والعمل والتدريب.
أسباب هذه الظاهرة
من الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع نسبة هذه الفئة: قصور نظام التعليم، لا سيما ضعف التركيز على التعليم المهني، وضعف دعم سوق العمل للشباب، ومحدودية آليات التحفيز التي يوفّرها القطاع الخاص لتوظيف الشباب، وعدم التوازن في التنمية الإقليمية.
أبرز المشاكل التي تواجهها هذه الفئة من الشباب
خلصت الدراسة إلى أن أبرز المشكلات التي تواجه هذه الفئة من الشباب تندرج ضمن خمس محاور رئيسية:
1ـ ضعف المهارات التعليمية والمهنية، ما يقلل من قدرتهم على المنافسة في سوق العمل ويزيد من احتمال بقائهم خارج نطاق التعليم والتوظيف.
2ـ غياب الدعم الأسري الكافي، خاصة لدى الفئات ذات المستوى الاجتماعي والاقتصادي المتدني، إلى جانب الأنماط الأسرية الحامية، وحالات الأمومة المبكرة، مما يدفع بعض النساء للبقاء طواعية بعيدين عن العمل والتعليم.
3ـ نقص الخبرة، والافتقار للتوجيه المهني، وطول ساعات العمل، وغيرها من العوامل البنيوية، تعيق اندماج الشباب في سوق العمل.
4ـ البطالة وانخفاض الدخل، يؤثران سلبًا على التفاعل الاجتماعي للشباب، ما يؤدي إلى عزلة اجتماعية متزايدة، ويعمّق الشعور بالإقصاء.
5ـ الابتعاد لفترة طويلة عن التعليم والعمل، ما يؤدي إلى مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق والتوتر وضعف تقدير الذات وتدهور الصحة النفسية.
توصيات سياسية لمعالجة هذه ظاهرة
يدعو التقرير إلى اعتماد نهج تكاملي شامل، يقوم على التعاون بين القطاع العام، ومنظمات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، لدعم هؤلاء الشباب.
ومن أبرز التوصيات المطروحة في هذا السياق: تعزيز رأس المال البشري للشباب من خلال المساعدات الاجتماعية وتوفير فرص عمل، إلى جانب تعزيز آليات المشاركة المجتمعية.
والأهم من ذلك، ضرورة توفير مناهج مرنة، وبرامج تدريب، ونماذج تعليم مهني بديلة للشباب الذين لا يستطيعون التكيف مع النظام التعليمي التقليدي. فمن خلال هذه البرامج التعليمية والمهنية يمكن تسريع اندماج هؤلاء الشباب في التعليم وسوق العمل، وضمان مشاركتهم كأفراد منتجين في المجتمع.
وبذلك، لن يقدَّم الدعم لهؤلاء الشباب على المستوى الاقتصادي فحسب، بل أيضًا على المستويين الاجتماعي والنفسي، مما يُمكّنهم من اتخاذ خطوة نحو مستقبل مستدام.
اسم BIST محمي مع الشعار وفق شهادة ماركة محمية، لا يجوز الاستخدام دون إذن، ولا يجوز الاقتباس ولا التحوير، كل المعلومات الواردة تحت شعارBIST محفوظة باسم BIST ، لا يجو إعادة النشر. بيانات السوق توفرها شركة iDealdata Finans Teknolojiler A.Ş. بيانات أسهم BİST تتأخر 15 دقيقة