
بعد أعمال ترميم استمرت لسنوات، استعاد جامع "هورهور" بولاية وان شرقي تركيا رونقه التاريخي وفتح أبوابه لاستقبال المصلين، ويعد أحد أهم المعالم الدينية والتاريخية في المنطقة. الجامع الذي يقع في منطقة قلعة مدينة وان، يُعتقد أن تاريخ إنشاءه يعود إلى القرن الثامن عشر، ويلفت الأنظار بخصائصه المعمارية.

خلال الحرب العالمية الأولى، وفي سنة 1915 تحديدا، كانت هناك حرب تخوضها الدولة العثمانية، ومن الثابت تاريخيا أن رعايا هذه الدولة من الأرمن وقفوا بطرق شتى بوجه دولتهم وساندوا الروس في حربهم ضدها، وشكّلوا مجموعات مسلحة "عصابات" ارتكبت مجازر موثقة تاريخيا بحق المدنيين.
وفي إطار جهود الحفاظ على هذا المعلم التاريخي، بدأت الجهات المختصة العمل على ترميم الجامع في عام 2012 بتمويل من محافظة وان وبلديتها، فيما جرى العمل على إعادة إحياء هذا الصرح التاريخي بما يتناسب مع عظمته وبعده التاريخي، مع إضافة مسارات للمشي، وأنشطة تنسيق الحدائق، وتحديث أنظمة الإضاءة.
تم فتح جامع "هورهور" جزئيًا للصلاة في عام 2024 بعد الانتهاء من أعمال الترميم، ومع استكمال كافة التحسينات، بدأ الجامع باستقبال المصلين في أوقات الصلوات الخمس، بعد أكثر من مئة عام من توقفه عن أداء هذا الدور.
ويعود اسم "هورهور" إلى الصوت الذي يخرج من منابع المياه الطبيعية الموجودة في المنطقة، وهو الاسم الذي عُرف به الجامع عبر التاريخ.

وبهذا الخصوص، قال إمام الجامع إسماعيل توكدان للأناضول: "تعتبر هذه المنطقة واحدة من أهم المراكز الدينية على مستوى ولاية وان".
وأضاف: "كان الجامع يحتوي مدرستان واحدة لتحفيظ القرآن وأخرى لتدريس العلوم الدينية، والتي درس فيها بديع الزمان سعيد النورسي تلاميذه. اليوم، وبعد الترميم، أصبح الجامع يستقطب المصلين والزوار من كل مكان".
وأشار إمام الجامع إلى أن الترميم شمل السقف وتحسينات كبيرة بما في ذلك تطوير وتجميل المنطقة المحيطة بالجامع.
وأوضح أنه تم بناء أنظمة ري، وتوفير إضاءة حديثة، وإضافة مسارات للمشي، ونوافير مياه، وتابع: "هذه التحسينات جعلت من الموقع مكانًا مريحًا للمصلين والزوار".

ومضى قائلا: "يأتي الناس من مختلف أنحاء تركيا والعالم لزيارة هذا المكان التاريخي ورؤية الأماكن التي درس ودرّس فيها بديع الزمان سعيد النورسي".
وتابع: "الحفاظ على هذه المعالم التاريخية هو جزء من مسؤوليتنا تجاه الأجيال القادمة، فهذه المباني تروي لنا تاريخًا مهمًا".
بدوره قال جعفر أوغوزير، أحد زوار الجامع، إنه حرص بعد الانتهاء من أعمال الترميم، على زيارة هذا المكان وأداء الصلاة فيه.
ولفت إلى أنه قبل الترميم، لم يكن بإمكان الناس الوصول إلى هنا بسهولة، ولكن الآن، وبفضل جهود الترميم، يمكن للزوار أن يأتوا إلى هذا الجامع وأداء الصلاة فيه وسط أجواء مريحة ومليئة بالخشوع.






