وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض للأناضول: - افتتاح قسم بالمستشفى التركي عقب استهداف إسرائيل قطاع الصحة وخروج 8 مستشفيات عن الخدمة - الطريق الأقصر لإعادة افتتاح المستشفيات التي خرجت عن الخدمة هو وقف دائم لإطلاق النار النائب عن مدينة صيدا عضو لجنة الصحة في البرلمان اللبناني عبد الرحمن البزري: - تأخر افتتاح المستشفى بسبب خلافات تفصيلية وإدارية بين بلدية صيدا ووزارة الصحة لكن اليوم تم حسمه - وضع حجر الأساس للمستشفى عام 2009 وأنجزت أعماله نهاية 2010 وهدفه إزالة اثار العدوان الإسرائيلي
عقب خروج 8 مستشفيات عن الخدمة في لبنان جراء القصف الإسرائيلي الممنهج، بدأ المستشفى التركي المتخصص بمعالجة الحروق وإصابات الحوادث، صباح الثلاثاء، باستقبال المرضى بمدينة صيدا فور افتتاح قسم منه تمهيدا لتشغيله بالكامل.
وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، أعلن الاثنين أن قسما من المستشفى التركي لمعالجة الحروق بمدينة صيدا (جنوب) سيفتتح الثلاثاء، معربا عن شكره لأنقرة التي تبرعت ببناء المستشفى.
وأشار الأبيض إلى أن "العدوان الإسرائيلي على لبنان تسبب بخروج 8 مستشفيات عن الخدمة كليا معظمها في الجنوب"، مشيرا إلى استهدافها من قبل الجيش الإسرائيلي.
وتبرعت تركيا ببناء مستشفى مخصص لمعالجة الحروق وإصابات الحوادث في صيدا بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، وتم الانتهاء من بنائه عام 2010، إلا أن خلافا بين وزارة الصحة وبلدية صيدا حال دون تشغيله بالكامل.
وغداة بدء إسرائيل بحرب إبادة جماعية بقطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 145 ألف فلسطيني، اندلعت اشتباكات مع فصائل في لبنان بينها "حزب الله"، ووسعت تل أبيب في 23 سبتمبر 2024 نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان والعاصمة بيروت، بشن غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
ومنذ 23 سبتمبر الماضي، أسفر العدوان على لبنان إجمالا عن 3 آلاف وقتيلين و13 ألفا و492 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وفق أحدث البيانات الرسمية اللبنانية.
المستشفى التركي والعدوان الإسرائيلي
وقال الأبيض في تصريح لمراسل الأناضول: "تأتي أهمية افتتاح قسم من المستشفى بهذا الظرف الصعب الذي يقوم به العدو الإسرائيلي باستهداف القطاع والطواقم الصحية في مختلف المناطق اللبنانية حيث تم خروج 8 مستشفيات حكومية حتى الان".
وأضاف: "عندما يغلق العدو مستشفى من واجبنا إعادة افتتاح مستشفى آخر ليتمكن أبناء الشعب اللبناني من الوصول إلى الخدمات الصحية اللاّزمة والتي هي حق لهم خاصة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان".
وأوضح الأبيض أنه "لا يوجد خطة حاليا لإعادة افتتاح المستشفيات التي خرجت عن الخدمة بسبب وجودها في مناطق غير آمنة يتم الاعتداء عليها بشكل مستمر مثل منطقة ميس الجبل الحدودية أو مرجعيون أو بنت جبيل (جنوب)".
وأردف: "الطريق الأقصر لإعادة افتتاح تلك المستشفيات التي خرجت عن الخدمة هو ما ينادي به لبنان وغالبية الدول بالوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار".
وقال الأبيض: "علينا أن لا ننسى بأن المستشفى التركي تم اتخاذ القرار ببنائه عقب حرب إسرائيل على لبنان في العام 2006، واليوم نعيد افتتاح جزء منه تمهيدا لافتتاحه كاملا وبشكل رسمي".
وأوضح أن "الأقسام التي ستفتتح حاليا بالمستشفى هي "الطوارئ، وجناح لمرضى الجراحة، وغرفتا عمليات، وأربع غرف عناية فائقة، وأربعة أسرة لعلاج الحروق، إضافة إلى عيادات معالجة الجروح وقسم للعلاج الفيزيائي".
وفي 12 يوليو/ تموز 2006 شنت إسرائيل عدوانا على لبنان لمدة 34 يوما، عقب أسر "حزب الله" جنديين إسرائيليين.
وانتهت المواجهات بين إسرائيل والحزب آنذاك بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي دعا إلى وقف العمليات القتالية وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوب لبنان، باستثناء القوات التابعة للجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل".
هبة تركية
من جهته قال النائب عن مدينة صيدا عضو لجنة الصحة بالبرلمان اللبناني عبد الرحمن البزري، إن "المستشفى التركي الذي وضع حجر أساسه عام 2009 وأُنجزت أعماله نهاية 2010 هو هبة من أنقرة للبنان والهدف من إنشائه كان إضافة خدمات جديدة نتيجة العدوان الإسرائيلي على البلاد عام 2006".
وأوضح البزري في حديثه للأناضول أن تأخر افتتاح المستشفى كان "بسبب خلافات تفصيلية وإدارية بين بلدية صيدا ووزارة الصحة في ذلك الوقت لأن الأخيرة أصرت على وضع يدها على المستشفى في حين بلدية صيدا تعتبره ملكا لها، ولكن اليوم تم حسم الخلاف بين الجانبين".
وأشار إلى أن "الهبة التركية كان هدفها إزالة اثار العدوان الإسرائيلي على لبنان لذلك أصرينا على أن يكون المستشفى اختصاصي مركزي متطور لمعالجة الحروق وجراحات الحوادث".
بدء العمل بالمستشفى جزئيا عام 2020
ولفت النائب اللبناني إلى أنه "عندما وقع انفجار مرفأ بيروت في العام 2020 تدخلت تركيا لتشغيل المستشفى".
وقال إن المستشفى "كان يعمل جزئيا عقب العام 2020 ويقدم الخدمات المرتبطة بإعطاء أدوية لمرضى السرطان بشكل يومي وبشكل عام مرضى الذي لا تطلب حالتهم المبيت فيه".
وتسبب انفجار مرفأ بيروت في أغسطس/ آب 2020 بمصرع نحو 220 شخصا وإصابة 6 آلاف و500، وأضرار مادية جسيمة في مبان ومرافق، بينها 50 ألف وحدة سكنية، فيما قدرت خسائره المادية بنحو 15 مليار دولار وفق مصادر رسمية آنذاك.
وشدد البزري على "أهمية المستشفى الآن عبر تحضير غرف العمليات الجراحية والحروق، حيث تم إعدادها لافتتاح قسم الحروق وبعض العمليات الجراحية وستقوم مؤسسات دولية بغطاء من وزارة الصحة بتشغيل القسم الجديد".
وشكر النائب الحكومة التركية "التي قدمت هذا المستشفى والذي تقدرت تكلفته بأكثر من 20 مليون دولار في المرحلة الأولى"، مشيرا إلى أن أنقرة "عادت لدعم جهود إعادة تشغيل المستشفى وقدمت أكثر من مليوني دولار مرة ثانية".
وأضاف: "أصبح المستشفى قاب قوسين أو أدنى من بدء العمل فيه لكي يقوم ولو جزئيا بالدور الذي كان مرسوم له وهو معالجة مرضى الحروق والحوادث والصدامات وبالتالي تداعيات العدوان الإسرائيلي على لبنان".
وفي 29 أكتوبر الماضي قدمت وزارة الخارجية اللبنانية شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع الصحي في البلاد منذ 8 أكتوبر 2023.
وأوضحت الخارجية في بيان أن عدد الاعتداءات على القطاع بلغ 281، قُتل خلالها 163 شخصا من العاملين في القطاعين الاستشفائي والإغاثي، وجُرح مئات.