قال المخرج الفلسطيني نورس أبو صالح، إنه عازم على مواصلة إنتاج أفلام تحكي القصص الإنسانية والظلم الذي تمارسه إسرائيل على الشعب الفلسطيني، انطلاقا من مبدأ سرد الواقع من أقلام الضحايا.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع أبو صالح، بينما عرضت دور السينما بولاية سينوب التركية السبت، فيلم "ظلال الحرية" للمخرج أبو صالح، والذي سلط من خلاله الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين.
أبو صالح بدأ مسيرته بإخراج أعمال غنائية وطنية، لكن فيلمه الدرامي الطويل "معطف كبير الحجم" الذي أطلق عام 2015 في عمان شكل نقلة نوعية بمسيرته المهنية.
ويتناول الفيلم القضية الفلسطينية من العام 1987 إلى العام 2006 بمشاركة مجموعة من الممثلين الفلسطينيين والأردنيين.
أما فيلمه "ظلال الحرية"، فيتناول المقاوم الفلسطيني الملثم بكونه إنسانا له خلفية إنسانية وأحلام وعائلة ورسالة يحملها المقاتلون الفلسطينيون إلى العالم، تتناول بين طياتها الظلم الإسرائيلي الواقع على الفلسطينيين.
** "نصنع أفلامنا بأنفسنا"
على صعيد الفن الفلسطيني، يقول أبو صالح إنه سيواصل نقل القصص الإنسانية إلى دور السينما العالمية، تحت شعار "نصنع أفلامنا بأنفسنا".
ويشدد في هذا السياق، على أهمية كتابة الوقائع بأقلام الضحايا أنفسهم لا بأقلام الغير، قائلا: "إذا كنا بطيئين في رواية قصصنا، فإن الآخرين سيروون قصصنا من وجهة نظرهم الخاصة".
وعن المساحة المتوفرة لتلك الأفلام، يرى أن "لكل بيت في فلسطين قصة، وهذه القصص إنسانية للغاية، يمكن للجميع من كافة أرجاء العالم أن يفهمها".
ويعتبر أبو صالح توفر تلك المقومات دافعا أساسيا لمواصلة نقل رسالة الفلسطينيين إلى العالم.
ويرى الفلسطينيون أن الفن أحد الأساليب التي يمكنهم من خلالها إيصال رسالتهم إلى العالم، ولفت الأنظار إلى معاناتهم جراء ممارسات الجيش الإسرائيلي.
ومنذ أن بدأت الإبادة الإسرائيلية بقطاع غزة قبل أكثر من عام، دأب فنانون فلسطينيون على تكثيف أعمالهم وتعزيز أدوارهم في المجتمعات التي يعيشون فيها، لإظهار حجم الإبادة والفظائع التي ترتكبها إسرائيل في القطاع المحاصر.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت نحو 148 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
** الإبادة لن تتوقف في فلسطين ولبنان
وبعيدا عن ساحة الفن، يقول أبو صالح إن إسرائيل تواصل تصعيد هجماتها على فلسطين ولبنان، محذرا من اتساع رقعة الإبادة في حال عدم اتخاذ التدابير اللازمة.
ويحذر من أن "الحرب لن تتوقف في فلسطين، فإسرائيل تريد أن تستمر بعد لبنان"، مشددا على أن القيادة الإسرائيلية (برئاسة بنيامين نتنياهو) تحمل عقلية "توسعية وغير حكيمة".
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و544 قتيلا و15 ألفا و36 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، جرى تسجيل معظم الضحايا بعد 23 سبتمبر/أيلول الماضي.
ويبرئ أبو صالح الفلسطينيين من أي مسؤولية عن الأوضاع الناجمة عن الإبادة الإسرائيلية بغزة، ويقول إن "هذا الوضع القائم ناجم عن شيء اختلقته القيادة الإسرائيلية".
وفيما يتعلق بمستقبل المنطقة، يرى أن "الحكومة الإسرائيلية ومؤيديها يحلمون بإسرائيل الكبرى، وإن لم يتم إيقاف ذلك فإننا مقبلون على فترة صعبة جدا".
"أمريكا وأوروبا لا يروننا بشرا"
وعلى صعيد المواقف الدولية بشأن الإبادة بغزة، يؤكد أن "أوروبا والولايات المتحدة لم تقفا إلى جانب الشعب الفلسطيني ضد انتهاك إسرائيل للقواعد في المنطقة".
ويتابع في هذا السياق: "للأسف أوروبا وأمريكا تدعمان إسرائيل، إنهم لا يروننا كبشر ولا يرون حقوقنا في فلسطين".
ورغم هول الإبادة الإسرائيلية في غزة، تحظى تل أبيب بدعم مطلق من الولايات المتحدة ودول أوروبية مثل ألمانيا وبريطانيا، على كافة الصعد، لا سيما عسكريا، فيما يرى الفلسطينيون أنهم يقتلون بسلاح أمريكي غربي وبضوء أخضر من تلك الدول.
وفي الوقت نفسه، يعرب المخرج عن امتنانه لدعم تركيا لقضية بلاده، مبينا أن "ثمة علاقة مميزة بين الشعبين التركي والفلسطيني".
ويبدي أبو صالح حزنه "من عدم إظهار الدول الإسلامية دعمها للشعب الفلسطيني بالشكل المنشود".