مسيحيو غزة أدوا قداس منتصف الليل في كنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية وسط أجواء من الحزن والمعاناة بسبب الإبادة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي
أدى مسيحيون فلسطينيون قداس منتصف الليل في كنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية بمجمع دير اللاتين وسط مدينة غزة، ضمن الطقوس الدينية لعيد الميلاد، وسط أجواء من الحزن والمعاناة.
وللعام الثاني على التوالي، يحل عيد الميلاد على المسيحيين بغزة وسط ظروف قاسية ودون أي مظاهر للاحتفال بسبب استمرار الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ويحتفل المسيحيون الكاثوليك بالعيد ليلة 24 - 25 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام بحسب التقويم الغربي، فيما تحتفل الطوائف الشرقية في 7 يناير/ كانون الثاني.
واعتاد مسيحيو غزة كل عام تزيين جدران الكنيسة بالأنوار، فيما يتم إشراك الأطفال في بعض الطقوس من حمل الشموع ودق الطبول، لكن هذه المظاهر غابت هذا العام بسبب الحرب.
فالكنيسة نفسها تعرضت على مدى أشهر الإبادة الإسرائيلية لقصف واستهداف بالقذائف والنيران ما ألحق بها أضرارا واسعة وتسبب بسقوط قتلى وجرحى.
أصوات الترانيم التي تردد صداها في الكنيسة بانسيابية، بددها ضجيج طائرات الاستطلاع الإسرائيلية المسيرة التي تحلق على ارتفاعات منخفضة في سماء غزة ولا تكاد تفارقها.
** "لا مساحة للفرح"
إلياس الجلدة الذي تواجد في الكنيسة قال في حديثه للأناضول، إنه "لا يوجد متسع أو مساحة للفرح" في هذا العام.
وأضاف الجلدة وهو عضو مجلس وكلاء الكنيسة الأرثوذكسية العربية: "المساحة الأكبر للحزن والألم في ظل ما نشهده من حرب مجنونة على قطاع غزة وما نعيشه وسط هذا الدمار".
وأوضح أن الطائفة المسيحية بغزة فقدت "عشرات الشهداء" خلال حرب الإبادة، متابعا: "سقطوا دون ذنب سوى أنهم ولدوا في هذا المكان".
وأعرب الجلدة عن آمله انتهاء الحرب، لافتا إلى أنهم يترقبون سماع أخبار تفيد بوقف العدوان على غزة.
وفي ختام حديثه قال عن رسالته بمناسبة عيد الميلاد: "رسالة السلام والمحبة والأمل المتجدد في أن تنتهي الحرب ويعود الأمل والأمان والاستقرار والحياة الطبيعية".
** "عام مليء بالشهداء"
يقول أحد المسيحيين المشاركين في القداس، إن هذا العام كان "مليئا بالشهداء والنزوح وشتى أنواع المعاناة".
وتابع في حديثه للأناضول: "نحتفل بعيد الميلاد المجيد في كنيسة العائلة المقدسة وقد فقدنا كثيرا من الأصدقاء".
وأعرب عن أمنياته في أن يحل السلام على مدينة غزة في الأعوام القادمة.
وعلى مدى عقود تناقصت أعداد المسيحيين في غزة بفعل الهجرة، وقبل الإبادة الجماعية كان عددهم لا يزيد على 2000 شخص، حسب مؤسسات مسيحية.
ويتبع نحو 70 بالمئة من مسيحيي قطاع غزة طائفة الروم الأرثوذكس، بينما يتبع البقية طائفة اللاتين الكاثوليك.
ولم يسلم مسيحيو غزة من الحرب الإسرائيلية المدمرة والغارات العنيفة والمكثفة، فقد تعرضت كنيسة "دير اللاتين" لعدة استهدافات خلال حرب الإبادة.
وخلال الإبادة الإسرائيلية المستمرة بالقطاع تضررت 3 كنائس بشكل كبير، كذلك استهدف الجيش الإسرائيلي المركز الثقافي الأرثوذكسي في حي الرمال الجنوبي غرب مدينة غزة، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 153 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.