الحركة قالت إن الجيش أجبر طواقم طبية ومرضى وجرحى على مغادرة المشفى تحت تهديد السلاح..
قالت حركة "حماس" الجمعة، إن الجيش الإسرائيلي اقتحم مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة بعد ليلة ارتكب فيها "مجازرا وحشية" بحق المدنيين المتواجدين في محيطه ما أسفر عن مقتل أكثر من 50 منهم.
وقالت الحركة في بيان: "اقتحام جيش الاحتلال المجرم مستشفى كمال عدوان والمجازر الوحشية في محيطه، جرائم حرب صهيونية تتم وسط تخاذل دولي، وتواطؤ كامل من الإدارة الأمريكية الشريكة في حملة الإبادة في قطاع غزة".
وأضافت أن الجيش اقتحم في وقت سابق الجمعة المشفى وأجبر طواقمه الطبية والمرضى والجرحى والنازحين على مغادرته "تحت تهديد السلاح".
وأوضح أن اقتحام المستشفى جاء بعد "تكثيف القصف الهمجي على محيطه، ليلة أمس، ما أدى لارتقاء أكثر من خمسين شهيداً، بينهم خمسة من كادره الطبي".
وعدت حماس ذلك "جريمة حرب تضاف للسلسلة الطويلة من الجرائم التي يرتكبها العدو المجرم بحق شعبنا، وسط تخاذل عالمي وأممي متواصل عن القيام بدورهم في حماية المدنيين والمرافق المدنية"، وفق ما جاء في البيان.
وحملت الحركة إسرائيل والإدارة الأمريكية "المتواطئة مع حرب الإبادة"، المسؤولية الكاملة عن "حياة المرضى والجرحى والأطقم الطبية العاملة في المستشفى، بعد عزلهم الكامل عن وسائل الاتصال والتواصل".
وأشارت الحركة إلى أنباء تفيد بـ"تعرض المرضى والطواقم الطبية في المستشفى للتنكيل واعتقال عدد منهم واقتيادهم لجهة مجهولة".
وطالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة والأطراف الفاعلة بـ"التحرك الفوري واتخاذ إجراءات من شأنها وقف العدوان والإبادة المستمرة بحق الشعب الفلسطيني".
وفي وقت سابق الجمعة، أفاد مصدر طبي للأناضول بأن الجيش الإسرائيلي اقتحم أقساما بمستشفى كمال عدوان بعدما أجبر طواقم طبية بداخله ومرضى ومرافقيهم على الإخلاء الفوري.
وقال إن الجيش أخضع الجرحى والمرضى بعد توجههم إلى الساحات الخارجية لعمليات تفتيش.
وقال شهود عيان إن الجيش الإسرائيلي اقتاد "كادر من مستشفى كمال عدوان من النساء والرجال والمرضى والفلسطينيين المقيمين في محيطه، إلى ساحة مدرسة الفاخورة القريبة".
جاء ذلك بعد فترة من إمهال الجيش الإسرائيلي للمستشفى مدة 15 دقيقة قبل اقتحامه، وفق ما أورده مصدر طبي للأناضول.
وبحسب المصدر، فإن المستشفى كان يتواجد بداخله نحو 350 شخصا بينهم 75 مصابا ومريضا، إضافة إلى مرافقيهم.
وجاء الاقتحام، بعد ليلة دامية عاشها محيط المستشفى حيث قتل الجيش أكثر من 50 فلسطينيا، بينهم 3 من الكوادر الطبية والعاملين بـ"كمال عدوان"، بقصف مبنى يقع مقابله، وفق بيان صدر عن أبو صفية.
ويحاصر الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان منذ بدء العملية العسكرية في الشمال بالنيران عبر طائرات كواد كابتر، بينما كانت آلياته تتقدم في محيط المستشفى لتعاود التراجع بعد ساعات إلى أماكن تموضعها.
لكن منذ 6 أيام تقدمت الآليات الإسرائيلية بشكل ملحوظ صوب المستشفى بينما كان التمركز في محيطه على بعد مئات الأمتار منه.
وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي اجتاح الجيش الإسرائيلي مجددا شمال قطاع غزة، ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتحويلها إلى منطقة عازلة بعد تهجيرهم منها تحت وطأة قصف دموي ومنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
وتسببت هذه العملية في خروج المنظومة الصحية عن الخدمة بشكل شبه كامل وفق تصريحات مسؤولين حكوميين، فضلا عن توقف عمل جهاز الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
إذ يحاصر الجيش الإسرائيلي المستشفيات الثلاثة الموجودة هناك، وهي "الإندونيسي" و"العودة" بجباليا و"كمال عدوان" في منطقة مشروع بيت لاهيا، ويحول دول وصول الأدوية والمستلزمات الطبية إليها.
وعبر عمليات تفجير في محيط المستشفيات يهدف الجيش الإسرائيلي إلى إجبار الطواقم الطبية بداخلها على مغادرتها، وذلك في إطار تضييقات على من تبقى من فلسطينيي شمال غزة الذين يريد تهجيرهم.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 153 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.