الأب إبراهيم فلتس: لقاؤنا مع الشرع كان ممتازا ولا خوف على المسيحيين

13:008/01/2025, Çarşamba
الأناضول
الأب إبراهيم فلتس: لقاؤنا مع الشرع كان ممتازا ولا خوف على المسيحيين
الأب إبراهيم فلتس: لقاؤنا مع الشرع كان ممتازا ولا خوف على المسيحيين

نائب "حارس الأراضي المقدسة" الأب إبراهيم فلتس الأب للأناضول: - اجتمعنا (رؤساء الكنائس) مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع لمدة ساعتين ونصف الساعة - الشرع استقبلنا بطريقة جيدة جدا واللقاء كان ممتازا وهو إنسان يلتزم بكلمته ومنفتح ويريد التغيير ولا يريد عودة الظلم - البلاد تغيرت خلال شهر واحد، وهو تغيير إيجابي يشعر به مَن يذهب إلى سوريا - الشرع يهمه الوجود المسيحي والتقى بنا رغم مشاغله الكثيرة جدا وطلب منا المساعدة في عودة المسيحيين وسنحاول مساعدته - لا يجب أن نخاف مما يثار عن الوجود المسيحي ويجب أن يأخذ الشرع فرصته وقد أمر بإعادة المدارس المؤممة إلى الكنائس - سوريا مدمرة.. لا أحد يعرف عدد المسيحيين ولهذا قال الشرع إن الانتخابات بحاجة إلى 4 سنوات وهو محق لأنه يريد عمل إحصاء - كنت أزور سوريا خلال الحرب مرة أو مرتين سنويا لكن هذه أفضل زيارة ففي الشوارع لا حواجز ولا خوف والناس سعداء

وصف نائب "حارس الأراضي المقدسة" الأب إبراهيم فلتس لقاء قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع مع رؤساء الكنائس المسيحية في سوريا بـ"الممتاز"، مشددا على أنه لا خوف على الوجود المسيحي.

وقال الأب فلتس، وكيل مؤسسة "حراسة الأراضي المقدسة"، في مقر المؤسسة بالبلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، إن اللقاء بدمشق الأسبوع الماضي استمر "حوالي ساعتين ونصف الساعة".

وأضاف أن الشرع استقبلهم بطريقة "جيدة جدا"، وهو إنسان "يلتزم بكلمته ومنفتح ويريد التغيير ولا يريد الظلم، وطلب منا المساعدة في عودة المسيحيين، وسنحاول مساعدته".

وشدد الأب فلتس على أنه لا يجب الخوف مما يثار عن الوجود المسيحي، ويجب أن يأخذ الشرع فرصته، واصفا الوضع في سوريا بـ"الصعب"، بعد الإطاحة في 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي بنظام حكم البعث الذي استمر 61 عاما.

وزاد بأن "سوريا مدمرة"، ولا أحد يعرف عدد المسيحيين، ولهذا قال الشرع إن الانتخابات بحاجة إلى 4 سنوات، وهو محق لأنه يريد عمل إحصاء

وعلى ضوء اللقاء، أعرب عن اعتقاده بأن الشرع يمكن أن يعمل الكثير لسوريا، مضيفا أن البلاد تغيرت خلال شهر واحد، وهو "تغيير إيجابي" يشعر به مَن يذهب إلى سوريا.

وكشف أن الشرع أمر بإعادة المدارس التي تم تأميمها عام 1967 إلى الكنائس، ووصف زيارته لسوريا هذه الأمر بأنها "الأفضل"، ففي الشوارع "لا حواجز ولا خوف" والناس "سعيدة ومرتاحة".

وفيما يلي نص المقابلة مع الأب فلتس:

** ما هي أبرز القضايا التي طُرحت في اللقاء؟

كان أول لقاء مع رؤساء الكنائس بسوريا، جميع رؤساء الكنائس، وكان ممتازا، فكل رؤساء الكنائس طرحوا مواقفهم، وأظهر المطارنة قلقهم إزاء الوضع والمستقبل.

استمر اللقاء حوالي ساعتين ونصف الساعة. المطارنة تحدثوا لمدة ساعتين، وهو (الشرع) أعطى أجوبة وطمأنهم على الوضع ومستقبل المسيحيين وأنه سيكون هناك تغيير ولن يكون هناك فساد ورشاوى وسجون مثل التي كانت ولم يكن لها أي صلة بالإنسانية.

ثم طلبنا نحن الفرنسيسكان لقاء خاصا، لأننا أيضا متواجدون في سوريا منذ زمن طويل، ومتواجدون هنا في الأراضي المقدسة منذ 800 سنة، وهي تسمى "حراسة الأراضي المقدسة" وكان في البداية اسمها "إقليم سوريا".

تحدثنا في اللقاء عن تخوفنا بشأن الوجود المسيحي في سوريا، هو (الشرع) يعرف الرهبان الفرنسيسكان بشكل جيد جدا، وشكرنا على الخدمات التي نقدمها (...) وطمأننا على وجود المسيحيين، وطلب أن يواصل الرهبان عملهم.

وقد أعاد لنا المدارس، فمدارسنا مؤممة منذ العام 1967، وطلب أن نعمل مدارس ومستشفيات وعيادات وملاجئ وأديرة.

الاجتماع كان ممتازا، ولاحظت أنه إنسان منفتح ويريد التغيير ولا يريد أن يعود الظلم.

** كم عدد المدارس؟

لدينا حوالي 5 مدارس ولكن الكنائس الأخرى، وخاصة المؤسسات الكاثوليكية، لديها الكثير من المدارس. لقد تم تأميمها، والآن هو يعيدها للجميع، ونتحدث عن عشرات المدارس.

** تحدثت عن مخاوف تم طرحها فما هي؟

أولا، المخاوف من أن يكون هناك حكم إسلامي وألا يكون هناك مكان للمسيحيين وأن يكون هناك تطرف.

تم طرح هذه الأمور وبحثها بكل صراحة، وقلنا إن سوريا يجب أن تكون حرة وأن يكون هناك مكان للجميع، بما في ذلك المسيحيين والدروز وكل فئات الشعب، فهناك تعددية في الشعب السوري.

طلبنا منه أن يكون زعيما للجميع وألا يكون زعيما لفئة معينة.

هو (الشرع) فهم الرسالة بشكل جيد جدا، وأعتقد أنه بدأ العمل على هذا الأمر، فقد قال إنه يجب أن يكون هناك إحصاء لمعرفة عدد السوريين على أرض سوريا وعدد المهاجرين.

وتحدثنا أيضا عن هجرة المسيحيين، فالكثيرين هاجروا منذ بداية الحرب (التي شنها نظام بشار الأسد على الثورة) قبل 14 عاما، ففي حلب وحدها كان عدد المسيحيين قبل الحرب 300 ألف مسيحي والآن لا يزيد عن 20 ألفا.

هو قال: يا ريت يعود جميع المسيحيين ونحن نحتاجهم، وتحدث كثيرا عن البابا فرنسيس (بابا الفاتيكان) ومواقفه وتصريحاته ونداءاته لوقف الحرب.

** هل هناك تقدير لعدد المسيحيين بسوريا؟

لا أحد يعرف، ولهذا قال (الشرع) إن الانتخابات بحاجة إلى 4 سنوات وهو محق، لأنه يريد عمل إحصاء، فلا يوجد شيء في سوريا، سوريا مدمرة.

واستغرب لماذا لم ينقل الإعلام الصورة عما يجري في سوريا، فمن الشام إلى حلب طريق يزيد عن 4 ساعات سياقة، كل المدن والقرى مدمرة بالكامل.

الشعب السوري في السنوات الـ14 الماضية عانى كثيرا، ويكفي ظلم ومعاناة وهذا ما قلناه، وقلنا إنه (الشرع) يجب أن يطور البلد، والوضع صعب والله يعينه.

وعدنا (الشرع) خلال اجتماعنا معه أن مطار دمشق الدولي سيعود للعمل الثلاثاء، وبالفعل عاد للعمل الثلاثاء، وبالتالي هو يلتزم بكلمته.

** هل أنتم مطمئنون مما قاله الشرع؟

وجدت الناس مطمئنون، لأن الناس قالوا: لن يكون الوضع أبدا أسوأ مما مضى (..)، لذلك هاجر الملايين من سوريا إضافة إلى مَن ماتوا واستشهدوا.

لازم نتأمل الخير ويكون عندنا أمل وتفاؤل ونساعده (الشرع)، فالضغوطات عليه كبيرة وليست سهلة، وهو يعتمد على كل الدول ولم يتحدث بشكل سيئ عن أي دولة، بل قال إنهم منفتحين على الجميع ويريد عمل سلام وعلاقة طيبة مع الجميع.

جاء الجميع إليه، وخلال شهر واحد تغيرت سوريا، هناك تغيير إيجابي يشعر به مَن يذهب إلى سوريا.

** كيف يمكن للكنيسة أن تساعد؟

نحن متواجدون في الشام وحلب وإدلب واللاذقية وفي كل مكان ونساعد ولدينا مشاريع، لم نترك سوريا أبدا، ووجدونا كفرنسيسكان أبقى المسيحيين.

** وما هو انطباعك عن الشرع؟

هو أنه إنسان بسيط ومنفتح ويريد التغيير واستقبلنا بطريقة جيدة جدا.

تحدث كثيرا عن الفرنسيسكان ويعرف مَن هم، وبالتالي رأيته إنسانا من الممكن أن يعمل الكثير لسوريا. هو إنسان جيد بل جيد جدا، لأنني وجدت فيه إنسانا يريد التغيير وهذه فرصته.

أعتقد أنه سيفعل شيئا، وهذا طبيعي لإنسان وصل إلى ما وصل إليه، فالكل اعترف فيه، فالولايات المتحدة كانت أول مَن ذهب إليه وكل الدول ذهبت إليه.

** وماذا عن محاولات البعض التشكيك في الشرع؟

بالنسبة لي كان صادقا في كلامه. في ظل كل مشاغله، وهي كثيرة جدا، جلس مع رؤساء الكنائس أكثر من ساعتين ونصف الساعة، ثم جلس معنا كفرنسيسكان مدة ليست بقليلة.

أعتقد أن هذا الأمر يهمه، يهمه الوجود المسيحي، فبرنامجه حافل بأناس يأتون إليه من كل العالم، ومع ذلك خصص لنا وقتا جيدا جدا على أساس أن يطمئننا وأن يشكرنا على كل ما قمنا به.

** هناك حركة عودة كبيرة للسوريين إلى بلدهم فهل تدعون ككنيسة المسيحيين إلى العودة؟

نعم، وفي قرى اليعقوبية والأنية وغيرها شاهدنا عودة الكثيرين، ولكن غالبية مَن يعودون هم من المتقدمين في السن، أما الشباب فهاجروا، لا يوجد شباب، يوجد الكثير من الشابات، ولكن لا يوجد شباب.

** وهل يمكن أن تصدر الكنائس دعوات للعودة؟

نعم، وأنا على ثقة من أن الكثيرين سيعودون، لأن السوريون تشتتوا في الكثير من بقاع العالم، فمثلا عندنا في مصر أحياء باتت تسمى الحي السوري، (لوجود) عدد كبير من السوريين، وعندنا في الإسكندرية الكورنيش كله مطاعم سورية.

أعتقد أنهم سيعودون إلى بلدهم، لأن الشعب السوري يحب بلده وهو شعب مهني يحب العمل، وأنا على ثقة من أن الشعب سيعود لبناء بلده من جديد.

** الحكومة اليمينية في إسرائيل تثير مسألة الأقليات في سوريا وبينهم المسيحيون فكيف ترى الأمر؟

لست قلقا، وهو (الشرع) طمأننا ونحن سلمناه رسالة رسمية (بشأن المسيحيين)، وأعتقد أننا يجب أن لا نخاف، ويجب أن نعطيه فرصة، ويجب أن يأخذ فرصته.

شدد هو شخصيا على الوجود المسيحي، وطلب منا المساعدة في عودة المسيحيين السوريين، وسنحاول مساعدته. وأعتقد أن الاتصالات دائما متواصلة بينه وبين الرهبان الفرنسيسكان المتواجدين هناك.

** على ضوء اللقاء.. هل أنت مطمئن للوضع في سوريا؟

نعم، أنا مطمئن جدا، ويكفي أن تشاهد سعادة الناس، وقد قال الناس إنه لن يكون هناك أبدا أسوأ من الذي فات، توجد الفرحة، أنت لا تتصور كيف استقبلونا.

** هل هذه أول زيارة لكم إلى سوريا؟

زرت سوريا في يوليو/ تموز الماضي، تقريبا خلال الحرب زرتها مرة أو مرتين سنويا، ولكن هذه كانت أفضل زيارة لي إلى سوريا.

عندما تسير في شوارع سوريا الآن لا توجد حواجز ولا خوف كما كان، ويكفي أن الناس سعيدة ومرتاحة وتخرج إلى الشوارع، وأعتقد أن هناك تغييرا.

#أحمد الشرع
#الكنائس
#المسيحيون
#براهيم فلتس
#رؤساء الكنائس
#سوريا
#نائب "حارس الأراضي المقدسة" الأب