
المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل: - لم تعد حماية الأسرى أولوية قصوى لنتنياهو فاهتمامه الرئيسي هو التمسك بالسلطة بأي ثمن - ثبت أن الاحتفالات سبقت أوانها، فبعد يومين من الغارة على قطر، تتزايد الشكوك بفشل العملية - ترامب يمنح نتنياهو وقتًا إضافيًا بغزة، فيما يسود اعتقاد لدى البعض أن يطالبه بإنهاء القتال مع نهاية العام - ترامب يكره أن يُربط بالفشل، لا سيما بالنظر إلى علاقته ومصالحه المعقدة مع القطريين
قال المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هارئيل، الخميس، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يُخاطر أكثر فأكثر لإبقاء حرب قطاع غزة مستمرة، مبينا أن اهتمامه الرئيسي هو التمسك بالسلطة بأي ثمن.
وأضاف هارئيل، في مقال كتبه بصحيفة "هآرتس" العبرية: "يجب أن يُقال ذلك بصراحة: لم تعد حماية الرهائن (الأسرى) أولوية قصوى لنتنياهو، فاهتمامه الرئيسي هو التمسك بالسلطة بأي ثمن. ويرى أن أضمن طريق لتحقيق هذا الهدف هو من خلال استمرار الحرب على غزة لأطول فترة ممكنة".
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 64 ألفا و718 قتيلا، و163 ألفا و859 جرحى من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 411 فلسطينيا، بينهم 142 طفلا.
وفي إشارة إلى التعليقات الأولى لمسؤولين إسرائيليين على الهجوم غير المسبوق على العاصمة القطرية الدوحة الثلاثاء، قال المحلل العسكري: "ثبت أن الاحتفالات (باغتيال قادة من حماس) كانت سابقة لأوانها، فبعد يومين تقريبًا من غارة سلاح الجو الإسرائيلي في قطر، تتزايد الشكوك في فشل العملية في تحقيق أهدافها المعلنة".
واستهدفت إسرائيل الثلاثاء، مقرا سكنيا لقادة بحركة "حماس" أسفر عن نجاة قيادة الحركة، ومقتل همام نجل القيادي البارز خليل الحية، مدير مكتبه جهاد لبد، و3 مرافقين إضافة إلى عنصر أمني قطري.
وأضاف هارئيل: "اتضح أن نتنياهو وافق على الهجوم، رغم معارضة معظم كبار مسؤولي الدفاع الإسرائيليين، وفي تحدٍّ للتحذيرات الصارمة بشأن التأثير السلبي المحتمل لهذه الخطوة على صفقة الرهائن"، وفق تعبيره.
ويرى هارئيل أن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمنح - حاليا - نتنياهو وقتًا إضافيًا في غزة، بينما يحذر من إطالة أمد الحرب، فيما يسود الاعتقاد لدى البعض أن ترامب يطالب بإنهاء القتال بحلول نهاية العام".
وأضاف: "هذا بدوره يُفسر سعي نتنياهو لتوسيع نطاق التوغل البري في مدينة غزة. وقد نُفذت الغارة في قطر، بإصرار منه، قبل بدء هجوم بري أكثر كثافة هناك".
وفي إشارة إلى نأي ترامب بنفسه عن الهجوم، أشار هارئيل إلى أن الرئيس الأمريكي "كما هو معروف، يكره أن يُربط بالفشل، لا سيما بالنظر إلى علاقته ومصالحه المعقدة مع القطريين".
وبشأن الهجوم على الدوحة، قال هارئيل: "إذا لم يكن هناك تنسيق كامل، ولم يتم إبلاغ الولايات المتحدة في الوقت المناسب، فإن هذا يخلق احتكاكًا محتملاً بين ترامب ونتنياهو".
واستطرد بالقول: "هذا ليس بالضرورة خبرًا سيئًا، فلبعض الوقت الآن، كان ترامب هو الشخص الوحيد الذي يمكنه إنهاء الحرب. ومع ذلك، فإن القيام بذلك يتطلب ضغطًا أمريكيًا مباشرًا على نتنياهو، وهي خطوة امتنع ترامب عن اتخاذها".
وفي وقت سابق الخميس، شيعت جموع حاشدة جثامين ضحايا العدوان الإسرائيلي على الدوحة من المسجد الرئيس بالبلاد بحضور أمير قطر تميم بن حمد.
ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن مصادر (لم تسمّها) قولها إن "الدوحة تستضيف قمة عربية إسلامية الطارئة، يومي الأحد والاثنين، لبحث الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر".
كذلك أدانت قطر، في بيان للخارجية، الهجوم الإسرائيلي، وأكدت احتفاظها بحق الرد على هذا العدوان الذي قتل عنصرا من قوى الأمن الداخلي.
فيما أعلنت "حماس" نجاة وفدها المفاوض، بقيادة رئيسها بغزة خليل الحية، من محاولة الاغتيال، ومقتل مدير مكتبه جهاد لبد، ونجله همام الحية، و3 مرافقين هم عبد الله عبد الواحد، ومؤمن حسونة، وأحمد عبد المالك.
وأثار العدوان الإسرائيلي على سيادة قطر إدانات عربية ودولية، مع دعوات إلى ضرورة ردع تل أبيب لوقف اعتداءاتها المتكررة التي تنتهك القانون الدولي.
وجاء الهجوم على قطر رغم قيامها بدور وساطة إلى جانب مصر، وبإشراف أمريكي، في مفاوضات غير مباشرة بين "حماس" وإسرائيل، للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار بقطاع غزة.
وبهذا الهجوم وسعّت إسرائيل اعتداءاتها إقليميا، إذ شنت في يونيو/ حزيران الماضي عدوانا على إيران، وترتكب منذ نحو عامين إبادة جماعية بغزة واعتداءات بالضفة الغربية المحتلة، وتنفذ غارات جوية على لبنان وسوريا واليمن.






