
أول مكالمة هاتفية بعد تقديم نتنياهو العفو لإنهاء محاكمته بتهم الفساد وهو الاتجاه الذي يدعمه الرئيس الأمريكي
تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هاتفيا مساء الاثنين، على خلفية مساعي واشنطن لتهدئة التوترات بين تل أبيب ودمشق، وفق إعلام عبري.
وقال مكتب نتنياهو في بيان: "رئيس الوزراء تحدث قبل وقت قصير مع الرئيس الأمريكي ترامب".
وأضاف: "أكد الزعيمان في حديثهما على أهمية والالتزام بنزع سلاح حماس وتجريد قطاع غزة من السلاح، وبحثا توسيع اتفاقيات السلام (دون مزيد من التفاصيل)".
ودعا ترامب نتنياهو إلى "لقاء في البيت الأبيض في المستقبل القريب"، وفق المصدر ذاته.
وفي حين خلا بيان نتنياهو من الإشارة إلى سوريا، قالت هيئة البث العبرية الرسمية إن المكالمة بين نتنياهو وترامب جاءت على خلفية مساعٍ أمريكية لتهدئة التوترات بين تل أبيب ودمشق بعد عملية التوغل الإسرائيلية في بلدة بيت جن جنوبي سوريا.
وأضافت الهيئة: "تسعى الولايات المتحدة إلى تهدئة التوترات بين إسرائيل وسوريا بعد الحادث الذي وقع نهاية الأسبوع الماضي، والذي أصيب فيه 6 جنود إسرائيليين بنيران أُطلقت عليهم في قرية بيت جن جنوب سوريا".
والجمعة، توغلت دورية إسرائيلية في بلدة بيت جن بريف دمشق جنوبي سوريا، ما أدى إلى وقوع اشتباك مسلح مع الأهالي، أسفر عن إصابة 6 عسكريين إسرائيليين بينهم 3 ضباط.
عقب ذلك، ارتكبت تل أبيب مجزرة انتقاما من أهالي البلدة الذين حاولوا الدفاع عن أرضهم، عبر عدوان جوي أسفر عن مقتل 13 شخصا، بينهم نساء وأطفال، وإصابة نحو 25 آخرين.
وجدد الجيش الإسرائيلي، الاثنين، انتهاكه سيادة سوريا بتوغل قوة وآليات عسكرية في ريف القنيطرة جنوب غربي البلد العربي.
ورغم أن الحكومة السورية لم تشكل أي تهديد لتل أبيب، يواصل الجيش الإسرائيلي توغلاته، ويشن غارات جوية قتلت مدنيين ودمرت مواقع وآليات عسكرية وأسلحة وذخائر تابعة للجيش السوري.
وتأتي المكالمة مع نتنياهو بعد وقت قصير من تصريحات لترامب مساء الاثنين، على منصته "تروث سوشال"، قال فيها: "من المهم جدا أن تحافظ إسرائيل على حوار قوي وحقيقي مع سوريا، وألا يحدث أي شيء من شأنه أن يتعارض مع تطور سوريا إلى دولة مزدهرة".
وأضاف: "يعمل الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، بجد لضمان حدوث أمور جيدة (بخصوص الحوار مع إسرائيل)، وأن تتمتع كل من سوريا وإسرائيل بعلاقة طويلة ومزدهرة معا".
بدورها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن مكالمة نتنياهو- ترامب "جاءت بعد يوم واحد من تقديمه (نتنياهو) طلب العفو إلى الرئيس إسحاق هرتسوغ، وبعد وقت قصير من إرسال واشنطن رسالة واضحة إلى إسرائيل على خلفية التوتر مع سوريا"
وأكثر من مرة، طالب ترامب هرتسوغ، منح نتنياهو العفو الرئاسي لإنهاء محاكمته بقضايا الفساد الموجهة ضده بإسرائيل.
والأحد، قدم نتنياهو الذي يحاكم في 3 قضايا فساد، طلبا رسميا للرئيس للعفو عنه ووقف محاكمته، بينما يتوقع مراقبون أن يبت هرتسوغ في الطلب خلال مدة قد تستغرق أسابيع.
ويواجه نتنياهو اتهامات بالفساد والرشوة وإساءة الأمانة في 3 ملفات تستلزم سجنه بحال إدانته، بينما يرفض الاعتراف في أي منها.
ووسط ضغوط سياسية داخلية وخارجية، يقف الرئيس الإسرائيلي أمام 3 سيناريوهات معقدة في تعامله مع طلب نتنياهو بالعفو، إما بالرفض أو القبول، أو تسوية مشروطة بترك الحياة السياسية مؤقتا أو وقف مسار تعديلات قضائية مثيرة للجدل، وفق مراقبين.






