شنت إسرائيل هجومًا على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المتمركزة في جنوب لبنان، وادعت لاحقًا أن الهجوم كان عن طريق الخطأ. في وقت لاحق، اقتحمت الدبابات الإسرائيلية مواقع قوات حفظ السلام، مما أدى إلى إصابة عدد من الجنود. وفي هذا السياق، دعا نتنياهو إلى انسحاب هذه القوات من المنطقة. من جانبه، زعم الجيش الإسرائيلي أن إحدى دباباته كانت تحاول إجلاء الجنود المصابين، واضطرت لدخول منطقة الأمم المتحدة لبضعة أمتار قبل أن تغادر الموقع بعد توقف إطلاق النار. يبدو أن الأكاذيب الإسرائيلية لا حدود لها. لا
شنت إسرائيل هجومًا على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المتمركزة في جنوب لبنان، وادعت لاحقًا أن الهجوم كان عن طريق الخطأ. في وقت لاحق، اقتحمت الدبابات الإسرائيلية مواقع قوات حفظ السلام، مما أدى إلى إصابة عدد من الجنود. وفي هذا السياق، دعا نتنياهو إلى انسحاب هذه القوات من المنطقة. من جانبه، زعم الجيش الإسرائيلي أن إحدى دباباته كانت تحاول إجلاء الجنود المصابين، واضطرت لدخول منطقة الأمم المتحدة لبضعة أمتار قبل أن تغادر الموقع بعد توقف إطلاق النار. يبدو أن الأكاذيب الإسرائيلية لا حدود لها.
لا تسعى إسرائيل للسيطرة على جنوب لبنان فقط، بل هذا الادعاء يعد كذبة أخرى. في الواقع، تهدف إسرائيل إلى احتلال لبنان بأكمله وتغيير المشهد السياسي في البلاد باستخدام القوة العسكرية. يحلم نتنياهو بتأسيس حكومة لبنانية تخضع لإرادة إسرائيل.
عندما احتلت إسرائيل جنوب لبنان عام 1982، اتبعت نفس النهج. آنذاك، كان هدفها المعلن هو القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية، وزعمت أن احتلالها لجنوب لبنان يهدف إلى حماية شمال إسرائيل من صواريخ الفلسطينيين. وبحسب هذا الادعاء، كانت إسرائيل تسعى إلى إنشاء "منطقة أمنية" تمتد لأربعين كيلومترًا شمال حدودها.
زار الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران إسرائيل في مارس/آذار عام 1982، وخلال الزيارة، قدّم له رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن ضمانات بعدم اجتياح لبنان. بعد انتهاء الزيارة، أبلغ ميتران المقربين منه أنه تمكن من إقناع بيغن بعدم الدخول إلى لبنان، وكان يعتقد أن زيارته حالت دون وقوع كارثة في المنطقة. ومع ذلك، كان ميتران، الذي كان على دراية بطبيعة الأهداف الإسرائيلية، يخدع نفسه.
في وقت لاحق، قدّم بيغن تأكيدات لكل من الرئيس الفرنسي ميتران والرئيس الأمريكي رونالد ريغان بأن الهدف من العملية العسكرية الإسرائيلية في لبنان هو دفع مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية إلى التراجع أربعين كيلومترًا نحو الشمال. وافق ميتران على هذه الضمانات بشرط أن تسحب إسرائيل قواتها بعد تحقيق هذا الهدف. وعندما دخل الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان في 6 يونيو، جاء رد فعل ميتران ضعيفًا.
لكن الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ في 6 يونيو لم يقتصر على جنوب لبنان؛ ففي 12 يونيو، احتلت إسرائيل بيروت الشرقية وفرضت حصارًا على بيروت الغربية. خلف الأبواب المغلقة، اعترف ميتران بأنه تعرض للخداع قائلاً: "لقد كذب عليّ بيغن". هذه الأحداث وردت في مذكرات هوبرت فيدرين، الذي كان مستشارًا دبلوماسيًا لميتران في عام 1982، وتولى لاحقًا منصب وزير الخارجية.
على الرغم من مغادرة منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات لبنان في عام 1982، استمر الاحتلال الإسرائيلي لبيروت حتى عام 1985. وبعد خروج منظمة التحرير، ظهرت حركة جديدة هي "حزب الله"، لتتحول المواجهة من "إسرائيل ضد منظمة التحرير الفلسطينية" إلى "إسرائيل ضد حزب الله". وفي النهاية، انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان في عام 2000 بعد احتلال دام 18 عامًا.
الاحتلال الإسرائيلي الذي دام 18 عامًا لم يدمّر لبنان فحسب، بل أغرقه في دوامة من الحرب الأهلية. وحتى اليوم، لا يزال لبنان يعاني من تبعات هذا الاحتلال على الصعيدين السياسي والاقتصادي. يُقال: "لا يمكنك تعليم كلب عجوز حيلًا جديدة"، وهذا ينطبق على إسرائيل، التي تعيد تكرار لعبتها القديمة مرة أخرى. تسعى إسرائيل الآن إلى تغيير المشهد السياسي اللبناني عبر القصف ومحاولة احتلال لبنان، مستمرة في الأكاذيب والخداع، وهذه المرة تحت ذريعة تدمير البنية التحتية العسكرية لحزب الله، في حين أنها تستهدف البنية التحتية المدنية في لبنان.
تتحمل الولايات المتحدة والدول الغربية الموالية لإسرائيل مسؤولية هذه الجرائم، حيث إنها المزود الرئيسي للأسلحة التي تستخدمها إسرائيل في عمليات القتل والإبادة. وكالعادة، يتظاهرون بأنهم "مخدوعون" من قبل الإسرائيليين، رغم علمهم الكامل بحقيقة ما يحدث. يحاولون تضليل شعوبهم والعالم، بينما تتناول وسائل الإعلام الغربية الرئيسية "الأزمة الإنسانية" في غزة، الضفة الغربية، ولبنان وكأنها كارثة طبيعية، متجاهلين الإبادة الجماعية الواضحة. تلعب هذه الوسائل دورًا مقيتًا في التستر على هذا الخداع.