أزمة هوكابي في معسكر أنصار ترامب!

07:5425/11/2025, Salı
تحديث: 26/11/2025, Çarşamba
عبدالله مراد أوغلو

في السياسة الخارجية الأمريكية، أصبح "التأثير الإسرائيلي" محل تساؤل جاد منذ فترة لدى قاعدتي الناخبين الشباب لكل من الديمقراطيين والجمهوريين. وأكثر ما يقلق إسرائيل هو بدء تراجع الدعم لإسرائيل بسرعة بين الشباب المؤيدين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. بحسب الشخصيات البارزة في حركة "اجعل أمريكا عظيمة مجددًا" (ماغا) التي تتبنى شعار "أمريكا أولاً"، فإن الدعم غير المشروط لإسرائيل أصبح عبئًا استراتيجيًا وسياسيًا واقتصاديًا على الولايات المتحدة. فيما يتعلق بتخليص السياسة الأمريكية من التأثير الإسرائيلي المفرط،

في السياسة الخارجية الأمريكية، أصبح "التأثير الإسرائيلي" محل تساؤل جاد منذ فترة لدى قاعدتي الناخبين الشباب لكل من الديمقراطيين والجمهوريين. وأكثر ما يقلق إسرائيل هو بدء تراجع الدعم لإسرائيل بسرعة بين الشباب المؤيدين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. بحسب الشخصيات البارزة في حركة "اجعل أمريكا عظيمة مجددًا" (ماغا) التي تتبنى شعار "أمريكا أولاً"، فإن الدعم غير المشروط لإسرائيل أصبح عبئًا استراتيجيًا وسياسيًا واقتصاديًا على الولايات المتحدة.

فيما يتعلق بتخليص السياسة الأمريكية من التأثير الإسرائيلي المفرط، يختلف بعض أنصار ماغا أحيانًا مع ترامب نفسه. فقد وصلت الخلافات مع مارغوري تايلور جرين، النائبة المنتخبة والتي تُعتبر من أشد مؤيدي ترامب، إلى ذروتها. وهدد ترامب بأنه سيعمل على منع إعادة انتخاب جرين بعد اتهامها بالخيانة، بينما أعلنت جرين، في بيئة متوترة، أنها لن تخوض الانتخابات التمهيدية القادمة وأنها ستغادر مجلس النواب. بعض التقارير تشير إلى أن جرين قد تستعد للترشح للرئاسة الأمريكية في 2028، لكنها نفت هذه الادعاءات.


وأحد التطورات التي أغضبت أنصار ماغا كان لقاء ترامب السري لسفيره لدى إسرائيل، مايك هوكابي، مع جوناثان بولارد، الذي قضى 30 عامًا في السجن في الولايات المتحدة بتهمة التجسس لإسرائيل، داخل مبنى السفارة في القدس. كشفت صحيفة نيويورك تايمز هذا اللقاء، الذي جرى في يوليو، في 20 نوفمبر. ووفقًا لتصريحات البيت الأبيض، فقد تم اللقاء دون علم إدارة ترامب، إلا أن البيان شدد على أن ترامب كان يدعم كل ما قام به السفير هوكابي لأجل الولايات المتحدة وإسرائيل.


بولارد، الذي عمل كمحلل استخباراتي في "الاستخبارات البحرية الأمريكية" عام 1985، تم ضبطه أثناء تسريب وثائق لإسرائيل. وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة، قبل أن يُفرج عنه مشروطًا عام 2015. وقد أُلغيت قيود السفر إلى الخارج عن بولارد في نهاية الفترة الأولى من رئاسة ترامب. بعدها سافر إلى إسرائيل على متن طائرة خاصة موفّرة من الملياردير الصهيوني شيلدون أديلسون، الذي كان من أكبر المانحين لحملة ترامب الانتخابية، واستقبله هناك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.


بولارد، الذي سرب أكثر من مليون صفحة من الوثائق عالية السرية لإسرائيل، وُصِف بأنه "أخطر جاسوس ألحق أضرارًا بالولايات المتحدة". وما يميز تجسسه عن غيره هو أنه تم لصالح إسرائيل، الدولة التي تتلقى سنويًا مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية والدعم السياسي والدبلوماسي الأمريكي، أي أن إسرائيل خانت الولايات المتحدة من الداخل.


هوكابي، الذي كان من بين من دعموا الإفراج عن بولارد، يصف نفسه بأنه "مسيحي صهيوني" مؤيد بشدة لإسرائيل. وقد صرح سابقًا بأن إدارة ترامب لن تعارض ضم إسرائيل للضفة الغربية.


ردود فعل أنصار ماغا، ومن بينهم تاكر كارلسون وستيف بانون، كانت قوية ضد استضافة هوكابي للجاسوس بولارد داخل مبنى السفارة. هؤلاء يرون أنه يجب على ترامب إقالة هوكابي. بينما حافظ عدد من الجمهوريين المؤيدين لإسرائيل في مجلس الشيوخ، مثل ليندسي غراهام وتيد كروز وتوم كوتون، على صمتهم.


كما بقي قادة الديمقراطيين المؤيدين لإسرائيل في مجلس النواب ومجلس الشيوخ، مثل حاكم جيفريز وتشاكر شومر، صامتين. أما السياسيون الذين يتلقون تبرعات من "اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للعلاقات العامة"، فتصرفوا وكأنهم "لا يعلمون، لم يروا، لم يسمعوا".


ويشير بولارد نفسه إلى أن اللقاء سُخّر من قبل السفارة وبعض المسؤولين في إدارة ترامب لتقويض سمعة هوكابي. وقال بولارد: "رغبتي في الاجتماع معه كانت لتقديم شكري العميق والصادق لكل ما فعله لمساعدتي أثناء سجني". وأضاف بولارد عن ترامب: "لقد باعنا رسميًا مقابل الذهب السعودي"، ما يعكس موقفه السلبي تجاه هوكابي في الولايات المتحدة.


وقد وصف بولارد لقاءه مع هوكابي بـ"لقاء ودّي"، وهو ما أثار حفيظة أنصار ماغا، إذ يرون أن اجتماع السفير الأمريكي مع جاسوس سرب الأسرار الحساسة لإسرائيل أمر غير مقبول. ويرى أنصار ماغاأن استمرار هوكابي، كمسيحي صهيوني، في منصبه كسفير مع إعطاء أولوية لمصالح إسرائيل على حساب المصالح الوطنية الأمريكية يتناقض مع سياسة "أمريكا أولًا".

#حركة ماغا
#أنصار ترامب
#أزمة هوكابي !
#هوكابي
#أمريكا أولا
#الدعم الأمريكي لإسرائيل