بعد حل تنظيم "بي كي كي" الإرهابي وتسليمه السلاح في تركيا الخالية من الإرهاب.. ما هو مصير قادة التنظيم في قنديل؟

08:3811/05/2025, الأحد
تحديث: 11/05/2025, الأحد
بولنت أوراك أوغلو

تعيش تركيا أيامًا تاريخية في مسار عملية السلام، حيث اتخذ تنظيم "بي كي كي" الإرهابي المدعوم من القوى الإمبريالية منذ ما يقارب نصف قرن، خطوة حاسمة نحو إلقاء السلاح وحلّ نفسه نهائيًا. وقد عقد التنظيم مؤتمره اللازم لهذه الخطوة، وشارك عبد الله أوجلان من سجنه في إمرالي برسالة موجهة إلى المؤتمر، وصرَّح أوجلان في بيان واضح أنّ التنظيم قد انتهت وظيفته، في إعلان لا يُعد هزيمة للتنظيم فحسب، بل هزيمةً أيضًا للدول التي دعمته، وانتصارًا للجمهورية التركية. لهذا، نتوجه نحن أبناء هذا الوطن بالشكر والامتنان إلى زعيم

تعيش تركيا أيامًا تاريخية في مسار عملية السلام، حيث اتخذ تنظيم "بي كي كي" الإرهابي المدعوم من القوى الإمبريالية منذ ما يقارب نصف قرن، خطوة حاسمة نحو إلقاء السلاح وحلّ نفسه نهائيًا. وقد عقد التنظيم مؤتمره اللازم لهذه الخطوة، وشارك عبد الله أوجلان من سجنه في إمرالي برسالة موجهة إلى المؤتمر، وصرَّح أوجلان في بيان واضح أنّ التنظيم قد انتهت وظيفته، في إعلان لا يُعد هزيمة للتنظيم فحسب، بل هزيمةً أيضًا للدول التي دعمته، وانتصارًا للجمهورية التركية.

لهذا، نتوجه نحن أبناء هذا الوطن بالشكر والامتنان إلى زعيم تحالف الجمهور رئيسنا رجب طيب أردوغان، وإلى زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، اللذين حققا هدف "تركيا خالية من الإرهاب"، دون أن يتراجعا قيد أنملة رغم كل حملات التضليل والتلاعب. فما الخطوة التالية؟

لمن ستُسلَّم أسلحة تنظيم "بي كي كي" الإرهابي؟ وما مصير قياداته الكبار مثل مراد قره يلان، وجميل باييك، ودوران قالقان وغيرهم؟ هل سيسمح لهم بدخول تركيا؟ من المتوقع أن تبدأ عملية جمع الأسلحة بعد حلّ التنظيم والكيانات المسلحة التابعة له، وأن تُحدد مواقع لجمع السلاح في كل من العراق وسوريا وتركيا، وستُدار هذه العملية تحت إشراف الدول المعنية في كل منطقة. وستكون وكالة الاستخبارات التركية في تنسيق مستمر مع أجهزة الاستخبارات في تلك الدول. وبعد إلقاء السلاح، سيُطرح ملف قادة التنظيم الإرهابي على الطاولة. وتشير المعلومات إلى أن كبار القادة لن يُسمح لهم بدخول تركيا. ومن المتوقع، أن يتم ترحيل كلّ من مراد قره يلان، وجميل باييك، ودوران قالقان، مصطفى قره سو، وصبري أوك، وبيسه هوزات، وهيلين أوميت وغيرهم من القادة إلى دول ثالثة على شكل مجموعات ثنائية أو ثلاثية، بينما سيتعيّن على من لا يستطيع الذهاب إلى دول ثالثة البقاءُ في نقاط محددة داخل الأراضي العراقية، بحسب مصادر موثوقة.


تجاوز عتبة حاسمة على طريق "تركيا الخالية من الإرهاب".. حلّ رسمي مرتقب لتنظيم "بي كي كي" الإرهابي ووداع للأسلحة

لقد تم تجاوز مرحلة حاسمة أخرى في عملية "تركيا الخالية من الإرهاب"، والتي انطلقت بإرادة الرئيس رجب طيب أردوغان لـ "تحصين الجبهة الداخلية وبناء قرن تركيا"، وتسارعت بدعوة زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي في 22 أكتوبر 2024 لـ"زعيم التنظيم الإرهابي أن يُعلن التخلي عن السلاح". وقد اجتمع التنظيم الإرهابي لحل نفسه. وأُعلن عن اتخاذ قرارات تاريخية. وكان رأس الإرهابيين عبد الله أوجلان، المعتقل في إمرالي، قد دعا التنظيم الإرهابي في 27 فبراير إلى حل نفسه وإلقاء السلاح. وبعد ترقّب لموقف التنظيم الإرهابي، استجاب أخيرًا لهذه الدعوة واتخذ قرار الحلّ المنتظر. وقد كانت الناطقة باسم حزب "DEM"، عائشة غول دوغان أول من أعلن هذا القرار يوم أمس.


شكرًا لأردوغان وبهجلي... سنبني المستقبل معًا

في بيان صادر عن الهيئة التنفيذية المركزية لحزب "DEM" بعنوان "عتبة تاريخية.. فجر جديد للسلام والأخوة"، والمكون من 8 نقاط، جاء فيه: "نتوجه بجزيل الشكر إلى السيد دولت بهجلي لدعمه إرادة الحل، وإلى الرئيس أردوغان لموقفه الداعم لهذه الإرادة."

وأضاف البيان: "سنحافظ على ذكرى كل من فقدناهم كأمانة مقدسة، وسنُشيِّد معًا مستقبلًا مشتركًا، ولن نسمح بأي خطاب أو فعل من شأنه أن يعكر صفو هذه العملية. سنكون المدافعين الأوفياء عن السياسة الديمقراطية والسلام... فهذه ليست نهاية، بل بداية جديدة".


بعد 47 عامًا… إفشال جميع المؤامرات والمخططات والوصول إلى عملية السلام

تأسس تنظيم "بي كي كي" الإرهابي قبل 47 عامًا في قرية فيس التابعة لمنطقة ليجه بدياربكر، وها هي تنتهي اليوم في قنديل. لقد نفّذ التنظيم أولى هجماته في 15 أغسطس/آب 1984 في منطقتي "إروه" بولاية سيرت و"شمدينلي" بولاية هكاري، ومنذ ذلك الحين واصل عملياته المسلحة وهجماته في المنطقة دون انقطاع. وفي العقد الأول من الألفية الجديدة، بدأ التنظيم الإرهابي بتنفيذ عمليات انتحارية في المدن.

وقد مارست تركيا ضغوطًا دولية على النظام السوري لإجبار دمشق على طرد عبد الله أوجلان، فاستجابت حكومة حافظ الأسد لذلك عام 1999. وبعد طرده، توجه أوجلان أولاً إلى روسيا، ثم إلى إيطاليا، إلا أن الضغوط التركية أجبرته على مغادرة إيطاليا، وهبطت الطائرة التي كانت تقله عبر اليونان في العاصمة الكينية نيروبي. وفي يناير 2013، بدأت أول عملية سلام، لكنها انهارت عندما استشهد شرطيان على يد تنظيم "بي كي كي" الإرهابي في جيلان بينار بولاية شانلي أورفا. وبعد ذلك، حفر التنظيم الإرهابي خنادق في المدن وأعلن ما يسمى بـ "الحكم الذاتي"، إلا أنه تلقى ضربة قاصمة في العمليات الأمنية التي نفذتها الدولة.


النائبة عن حزب "DEM" برفين بولدان: لنركّز جميعًا على السلام

شاركت النائبة عن حزب DEM في ولاية "وان"، برفين بولدان، في مجلس عزاء أقيم في "أديمان" لـ "سرّي سريّا أوندر". وفي كلمة لها حول إعلان "بي كي كي" عن عقد مؤتمره الأخير، قالت: "الآن ستُرسى أسس السلام. نرجو أن يكون ذلك خيرًا للجميع. كنت أتمنى لو كان رئيسي سرّي بيننا ليرى هذه اللحظة. أُهدي هذه العملية لروحه. على الجميع الآن أن يركّز على السلام ومستقبل تركيا. كل خطوة تُتخذ ستسهم في إرساء الديمقراطية في تركيا. نحن نؤمن بهذه العملية من أعماقنا، وندعمها بكل صدق وإخلاص."


رئيس حزب الحركة القومية جلال آدان: عهد الدم والكراهية قد ولّى

وعلق نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري جلال أدان على التطورات قائلاً: "بفضل الإرادة الفولاذية والإدارة الحكيمة لقائدنا دولت بهجلي؛ فقد ضُمّدت أعمق جراحنا، وانتهى عهد الدم والضغينة. لقد خسر ناشرو الفتنة وعملاء الإمبريالية؛ وانتصر الشعب التركي".


#بي كي كي
#الإرهاب
#حل التنظيم
#ترك السلاح
#تركيا
#قنديل
#أردوغان
#دولت بهجلي