أسطول الصمود العالمي.. 500 ألف متطوع يرغبون بالانضمام

08:0728/08/2025, Perşembe
تحديث: 28/08/2025, Perşembe
أرسين جليك

تستعد عشرات السفن الصغيرة والكبيرة للإبحار نحو غزة، في أكبر أسطول بحري مدني عرفه التاريخ. وتجري الآن استعدادات حثيثة على متن السفن الراسية في موانئ الدول المطلة على البحر المتوسط، حيث شارفت التحضيرات على الانتهاء. لقد تجمع ناشطون ومدافعون عن حقوق الإنسان وأطباء وفنانون ورجال دين وصحفيون ومحامون وبحارة من جميع أنحاء العالم، ومن مختلف الجنسيات والمعتقدات، تحت مظلة "أسطول الصمود العالمي" لتقديم الإغاثة لغزة التي تتعرض للإبادة، ولكسر الحصار وفتح ممر إنساني. إن "أسطول الصمود" كيان مستقل ذو طابع دولي،

تستعد عشرات السفن الصغيرة والكبيرة للإبحار نحو غزة، في أكبر أسطول بحري مدني عرفه التاريخ.

وتجري الآن استعدادات حثيثة على متن السفن الراسية في موانئ الدول المطلة على البحر المتوسط، حيث شارفت التحضيرات على الانتهاء.

لقد تجمع ناشطون ومدافعون عن حقوق الإنسان وأطباء وفنانون ورجال دين وصحفيون ومحامون وبحارة من جميع أنحاء العالم، ومن مختلف الجنسيات والمعتقدات، تحت مظلة "أسطول الصمود العالمي" لتقديم الإغاثة لغزة التي تتعرض للإبادة، ولكسر الحصار وفتح ممر إنساني.

إن "أسطول الصمود" كيان مستقل ذو طابع دولي، لا يتبع أي حكومة أو حزب سياسي. والسؤال الذي يُطرح بإلحاح: "من هؤلاء؟". لقد كنتُ على تواصل وثيق بالوفد التركي منذ فترة، وحضرت اجتماعاتهم، كما التقيتُ في مصر بنشطاء من دول أخرى، خلال مشاركتي في مسيرة "الزحف إلى غزة". وحقيقة ما رأيتُه بوضوح أنّهم لا يتبعون ولا يمثلون أحدا، بل هم أناس عاديون يُقدّرون كرامة الإنسان، ويؤمنون بقوة العمل المدني السلمي. قضيتهم وشغلهم الشاغل وغدُهم وحاضرهم: غزة. ورغم العراقيل التي وُضعت أمامهم في القاهرة، لم يثنهم ذلك عن البحث عن طريق يوصلهم إلى غزة، فلم يستسلموا ولم يملّوا، وها هم اليوم يرسمون مسارهم نحو هدفهم. ومن خلال الأسطول الذي شُكِّل في البحر المتوسط، سيحاولون كسر الحصار الإسرائيلي والوصول إلى غزة. وسأكون بينهم مجددا.

في هذا المقال، سأنقل لكم آخر المعلومات عن أسطول الصمود العالمي، وسأكرّس جهودي من اليوم على استعداداتي الشخصية.

سيُبحر الأسطول من أربعة موانئ في البحر المتوسط، من تونس وبرشلونة، إضافةً إلى ميناءين في دولتين أوروبيتين لم يُعلن عنهما بعد لأسباب احترازية.

فالجوانب الأمنية والسرية تعتبر حاسمة، لاسيما في ظل التحركات الإسرائيلية المكثفة لعرقلة انطلاق أسطول الصمود. ووفقًا للمعلومات التي حصلت عليها من الوفد، فقد بذلت إسرائيل جهودًا حثيثة لمنع تشكيل الأسطول. ولتحقيق ذلك، مارست ضغوطًا على شركات الملاحة وأصحاب السفن وألغت العديد من عقود الشراء، فضلًا عن إرسال رسائل تهديد إلى قباطنة السفن، وإلغاء تراخيص بعضهم. وخلال الأسبوعين الماضيين كان البحث جاريًا عن قباطنة مؤهلين من مختلف أنحاء العالم، لا قيود قانونية تمنع مشاركتهم. وقد جرت هذه الاتصالات والمفاوضات في سرية تامة نظرًا لحساسية الموقف.

وقد أُعلن رسميًا أن موعد تجمع الأسطول سيكون مطلع شهر أغسطس، وفتُح باب التسجيل للمشاركة عبر الإنترنت، وقد تهافتت الطلبات بسرعة لافتة وامتلأت الاستمارات، وتلقيت معلومة مفادها أن نحو 500 ألف شخص تقدموا بطلبات عبر الإنترنت للانضمام إلى الرحلة المتجهة إلى غزة. قد تبدو هذه النسبة ضئيلة قياسًا بسكان العالم البالغ عددهم ثمانية مليارات، لكنه تحقق في فترة زمنية وجيزة للغاية. حتى إن موقع التسجيل توقف تحت ضغط كثافة الطلبات، واضطر القائمون عليه إلى إغلاقه بعد بلوغه الحد الأقصى. واللافت أن غالبية من سجلوا للمشاركة في “أسطول غزة” كانوا من أصحاب المهن أو المهارات الخاصة التي يمكن أن تُسهم في رفع الحصار وفتح ممر إنساني. إن رغبة 500 ألف شخص في التطوع للذهاب إلى غزة التي تتعرض للإبادة الجماعية تُعد مسؤولية كبيرة باسم الإنسانية كلها، وخطوة أولى نحو انتفاضة كفيلة بزعزعة استقرار إسرائيل. بل إن مجرد انطلاق أسطول مؤلف من ثمانين سفينة، وفق الخطة المرسومة، يكفي وحده لوضع إسرائيل في مأزق وتضييق الخناق عليها.

وسيضم الأسطول ما يقارب ألف متطوع من مختلف الجنسيات والدول، موزعين على السفن بحسب سعتها. أما الدول التي لم توفر سفنًا للمشاركة، فقد خُصص لها حصة لا تتجاوز اثني عشر متطوعًا. وإذا تساءلتم: "من أي الدول ستكون المشاركة؟" فالجواب: من الولايات المتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، إلى جانب العديد من الدول الأخرى، سيتطوعون للصعود على متن السفن. وحتى اللحظة لا يمكننا الإفصاح عن أسماء محددة بخلاف مشاركتنا نحن، ولكن سيشهد الأسطول انضمام شخصيات عامة معروفة ومؤثرة.

نحن اليوم على مشارف الانطلاق. سنبدأ بالتوجّه إلى الموانئ المحددة، حيث سنخضع لتدريبات مكثفة ومنظمة بدقة، تشمل دروسًا نظرية وعملية حول "اللاعنف" و "السلامة البحرية"، كما ستُقدَّم لممثلي وسائل الإعلام إحاطات خاصة. وتولي الوفود الدولية أهمية قصوى لهذه التدريبات البرية، مع التأكيد الواضح على أن المبدأ الأساسي للأسطول هو الالتزام بمبادئ الأمن والتنسيق. فالعمل يُدار بدقة وانضباط صارمين، حيث يُعنى القائمون على المهمة بأدق التفاصيل، من الألف إلى الياء.

وبحسب المخطط الحالي، ستغادر السفن الموانئ في الأول من أيلول/سبتمبر، لتلتقي في عرض البحر المتوسط، ثم تتجه نحو غزة بهدف كسر الحصار المفروض عليها، ليبدأ الإبحار في المياه الدولية.

أما بالنسبة لتركيا، فإن عدد المشاركين يتغير باستمرار. ووفقًا للإجراءات الخاصة بتأمين السفن، تُحدث القوائم بشكل دوري كل ساعة، باستثناء المشاركين الأساسيين. وفي المرحلة الأخيرة، سيشارك من تركيا نحو مئة شخص، ما بين ناشطين وأطباء وقباطنة وأطقم ملاحية وخبراء فنيين ومنظِّمين. وتحظى تركيا بمكانة خاصة ومرموقة داخل وفد الأسطول، ويعود ذلك أولًا إلى الدعم الكبير من الشعب التركي، ثم إلى الجهود الصادقة التي بُذلت، مما جعل تركيا تتبوأ موقعًا متميزًا بين 44 وفدًا مشاركًا. وبذلك، سيكون ما يقارب 10% من الأسطول من تركيا. وإلى جانبهم، سينضم الأتراك المقيمون في الخارج من خلال قوائم الوفود الأخرى.

هذا ما يمكنني نقله في الوقت الراهن. وسأبدأ بإذن الله اعتبارًا من الأسبوع المقبل في موافاتكم بتقارير مباشرة من الأسطول. وإذا سنحت لي الفرصة، سأحرص على التوثيق يومًا بيوم، كما سأقوم بتسجيل مقاطع فيديو. نسأل الله أن يجعل رحلتنا سببًا في فرج أهل غزة ونصرتهم.


#أسطول الصمود
#غزة
#الحصار
#الاحتلال الإسرائيلي
#البحر المتوسط
#سفن