
سيرجيو ديلا بيرغولا قال إن الحرب دفعت عشرات آلاف الإسرائيليين إلى المغادرة خلال العام الأخير..
قال خبير الإحصاء الإسرائيلي سيرجيو ديلا بيرغولا، الخميس، إن الحرب التي تشنها تل أبيب على قطاع غزة تسببت بهجرة غير مسبوقة من إسرائيل، مشيرا إلى أن ميزان الهجرة بات سلبيا للمرة الأولى منذ عقود.
وذكر الخبير لصحيفة "معاريف" العبرية أن العام الأخير (2024) "سجل خروج عشرات آلاف الإسرائيليين على خلفية الحرب المستمرة على الفلسطينيين في قطاع غزة".
وأضاف: "هذه هي المرة الرابعة خلال المئة عام الماضية التي تشهد فيها إسرائيل هجرة سلبية"، مشيرا إلى أن المرة الأولى كانت في عشرينات القرن الماضي، والثانية مطلع الخمسينات، والثالثة مطلع الثمانينات.
تصريحات ديلا بيرغولا جاءت تعليقا على تقرير لمكتب الإحصاء صدر الأربعاء، كشف أن 79 ألف شخص غادروا إسرائيل خلال العام الماضي، وأن "رصيد الهجرة سلبي ويبلغ 23 ألف شخص".
وأوضح أن تحليل بيانات من غادروا إسرائيل خلال العام الماضي يكشف عن "ظاهرة مثيرة للدهشة".
وقال ديلا بيرغولا: "اكتشفت أمرا مثيرا للاهتمام ومفاجئا للغاية، حيث كانت نسبة غير اليهود الذين هاجروا من إسرائيل مرتفعة للغاية، وبلغت حوالي نصف إجمالي عدد المهاجرين".
وأضاف: "وهؤلاء في الغالب إسرائيليون لا تُعرّفهم الحاخامية كيهود، ويحق لهم بموجب قانون العودة أن يكونوا مقيمين في إسرائيل"، وفق تعبيره.
وبيّن أن من أسباب هذه الهجرة "شعور هذه الفئة بانعدام الأمان بسبب الحرب، إضافة إلى القيود التي تجعل حياتهم بائسة، فضلًا عن المخاوف الاقتصادية".
وأشار إلى أن كثيرين منهم كانوا هاجروا إلى إسرائيل بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، لكنهم "لم يجدوا الأمان هنا أو يخشون من الوضع الاقتصادي، فاختاروا العودة إلى أوطانهم أو الانتقال إلى بلد ثالث".
وفي العام 2023 هاجر نحو 55 ألف و300 إسرائيلي البلاد، فيما اختار الهجرة إليها 27 ألف، بحسب مكتب الإحصاء في سبتمبر/ أيلول 2024.
والأربعاء، قال مكتب الإحصاء المركزي، إن عدد سكان إسرائيل يقدر بحوالي 10 ملايين و148 ألف نسمة، من بينهم نحو 7 ملايين و758 ألف يهودي (78.5 بالمئة)، وحوالي 2 مليون و130 ألف عربي (21.5 بالمئة) وحوالي 260 ألف أجنبي.
ويشمل الإحصاء نحو 400 ألف فلسطيني في القدس الشرقية، التي احتلتها إسرائيل في 1967 وضمتها إليها عام 1980، في خطوة لا تعترف بها الأمم المتحدة.
وعاما بعد آخر تتحول إسرائيل بشكل لافت إلى بيئة طاردة للسكان إذ يتجاوز عدد مَن يغادرونها أولئك الذين يهاجرون إليها.
وتشهد إسرائيل أوضاعا اقتصادية خانقة وانقسامات سياسية عميقة، ضمن تداعيات حرب الإبادة الجماعية التي تشنها بدعم أمريكي على قطاع غزة إضافة لعدونها بالضفة الغربية.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 65 ألفا و62 قتيلا و165 ألفا و697 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 432 فلسطينيا بينهم 146 طفلا.
كما شنت حربا على إيران في يونيو/ حزيران الماضي، وتنفذ غارات جوية على لبنان وسوريا واليمن، إضافة إلى هجوم جوي فاشل استهدف اغتيال قادة لحركة "حماس" بقطر الأسبوع الماضي.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.