​الموت يغيّب الممثل والمخرج الفلسطيني محمد البكري‎

غيّب الموت، الأربعاء، الممثل والمخرج الفلسطيني محمد البكري، عن عمر ناهز 72 عاما، وهو المعروف بفنّه المقاوم للاحتلال الإسرائيلي.

ونعى زياد البكري، نجل الفنان الراحل، عبر حسابته على شبكات التواصل الاجتماعي، والده وأعلن عن دفنه في المقبرة القديمة في قرية البعنة بالجليل، عند الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي (19:00 ت.غ).

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن عائلة البكري، أنه توفي في مستشفى نهاريا شمالي إسرائيل "عن عمر يناهز 72 عاما؛ بعد معاناة مع مرض القلب، وذلك بعد أن تدهور وضعه الصحي خلال الأيام الأخيرة".

والبكري، أحد أبرز الأسماء في السينما والمسرح الفلسطيني، عبر عشرات الأعمال التي شارك فيها تمثيلًا وإخراجًا وإنتاجًا، كما تعرض للملاحقة من السلطات الإسرائيلية ومنعت بعض أعماله.

وُلد البكري، في قرية البعنة بالجليل، ودرس في مدارسها قبل أن يلتحق بثانوية عكا، وتابع دراسته الجامعية في جامعة تل أبيب عام 1973، حيث تخصص في الأدب العربي والمسرح، وتخرج بعد 3 سنوات.

وانطلقت مسيرته المسرحية بعرض "مشهد من الجسر" للكاتب آرثر ميلر، ثم واصل المشاركة في أعمال مسرحية محلية، إلى جانب أعمال سينمائية بارزة مثل "وراء القضبان"، و"حيفا"، و"برايفيت"، و"تحت أقدام النساء".

وترك بكري، خلفه زوجته ليلى و6 أبناء، بينهم آدم وزياد وصالح، الذين يعملون كذلك في مجال التمثيل، ليواصلوا مسيرة فنية مميزة، وفق "وفا".

وذكرت الوكالة، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قدم التعازي لعائلة الراحل، مشيدا بمناقبه ومسيرته الثقافية الحافلة بالإنجازات.

كما نعت وزارة الثقافة الفلسطينية، في بيان، البكري، "الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم الأربعاء، بعد مسيرة فنية وثقافية وإنسانية حافلة بالعطاء والإبداع".

وأضافت الوزارة أن البكري شكّل "علامة فارقة في المشهد الثقافي والفني الفلسطيني والعربي، وكان صوته الإبداعي حاضراً بقوة في المسرح والسينما".

وتابعت أن "فنه لم يكن منفصلاً عن موقفه الوطني والإنساني، حيث كرّس إبداعه للدفاع عن الحقيقة والسردية الفلسطينية، متحملاً ملاحقة وتحريض وعنصرية من الاحتلال، على خلفية مواقفه الجريئة وأعماله الملتزمة، وفي مقدمتها فيلمه الوثائقي: جنين جنين".

وأشارت الوزارة إلى أن الفنان الراحل حظي بتكريم وطني رفيع بحصوله على جائزة فلسطين التقديرية للآداب والفنون والعلوم الإنسانية.

وفيلم "جنين جنين" الذي أخرجه البكري وحظرت إسرائيل عرضه، شكّل محطة فارقة في مسيرته الفنية.

ويوثق الفيلم اجتياح الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين خلال عملية "الدرع الواقي"، في مارس/آذار 2002، والتي خلفت عشرات القتلى، بحسب مصادر فلسطينية.

ويتهم الفيلم، الجيش الإسرائيلي بارتكاب "مجزرة"، وذلك من خلال شهادات لسكان المخيم، حكوا ما رأوه وتعرضوا له.

وفي يناير/ كانون الثاني 2021، قضت المحكمة المركزية في اللد (وسط) بمصادرة جميع نسخ الفيلم وإلزام البكري بدفع 55 ألف دولار كتعويض لضابط إسرائيلي، وتحمل المصاريف القانونية التي تقدر بمبلغ 50 ألف شيكل (نحو 16 ألف دولار).

وفي مقابلة موسعة معه، نشرتها مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 2021، قال بكري تعقيبا على قرار المحكمة، إنه بعد الحكم الجائر الصادر عن المحكمة الإسرائيلية تلقى مئات الاتصالات، وتبرعات مالية، الأمر الذي أشعره بأن معركة الفيلم لا تخصه وحده.