
قال الرئيس التركي: -انتصار ملاذكرد وفتح القدس وإسطنبول والدفاع عن تشاناق قلعة وحرب الاستقلال، كلها حروب وانتصارات للأتراك والأكراد والعرب -عندما تحالف الأتراك والأكراد والعرب لم يستطع أحد الوقوف أمام صهوات خيولهم وسيوفهم ودروعهم وتكبيراتهم -الصليبيون اعتدوا على البلدات الإسلامية لأن الأتراك والأكراد والعرب كانوا منفصلين عن بعضهم البعض -غزة وفلسطين تشهدان أبشع وأفظع عمليات الإبادة الجماعية في التاريخ لأن الأتراك والأكراد والعرب لا يستطيعون أن يتحدوا
شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أهمية اتحاد وتعاون الأتراك والأكراد والعرب، وقال إن الأتراك والعرب والأكراد حققوا معا الانتصارات وجلبوا السلام ونشرنا كلمة التوحيد في المنطقة.
جاء ذلك في كلمة خلال اجتماع استشاري لحزب العدالة والتنمية الحاكم بالعاصمة أنقرة، السبت، تطرق خلاله إلى بدء تنظيم "بي كي كي" الإرهابي عملية إلقاء سلاحه.
وقال الرئيس التركي: "عندما يذكر الأتراك يتبادر إلى الأذهان المسلمون، وعندما يذكر المسلمون يخطر على البال غالبا الأتراك".
وأشار الرئيس التركي إلى أنّ الأتراك ليسوا شعبا ظهر على مسرح التاريخ بالأمس القريب وبين أنهم موجودون في التاريخ تحت اسمي "السكوثيون" و"الساكا" منذ القرن الثامن قبل الميلاد.
أوضح أردوغان أن الأتراك اعتنقوا الإسلام بأعداد كبيرة في معركة "طلاس" عام 751 ميلادية، ونالوا شرف اعتناق الإسلام.
ووقعت معركة طلاس عام 751 ميلادية واستمرت 5 أيام بين قوات من العباسيين والأتراك من جهة والإمبراطورية الصينية من جهة أخرى بالقرب من نهر طلاس داخل حدود قيرغيزيا الحالية.
ومثلت المعركة انتهاء النفوذ الصيني على آسيا الوسطى وفتحت الباب أمام تقارب عربي تركي وأدت إلى انتشار الإسلام بوتيرة أسرع بين شعوب آسيا الوسطى.
وقال الرئيس التركي: "بعد مكة والمدينة، أصبحت سمرقند وبخارى والري ومرو وأصفهان وتبريز وهرات وديار بكر وقونية وبورصة وإسطنبول، وأنقرة، وغيرها الكثير، مراكز حضارة وعلم وفنً وحكم للأتراك والمسلمين".
وصرح أردوغان بأن أفراد جيوش السلاجقة اختلطوا بإخوانهم الأكراد والعرب عند وصولهم إلى بغداد ودمشق ومنطقة ملاذكرد.
وقال: "إن انتصار ملاذكرد وفتح القدس وفتح إسطنبول والدفاع عن تشاناق قلعة وحرب الاستقلال، كلها حروب وانتصارات مشتركة للأتراك والأكراد والعرب والعديد من الشعوب الإسلامية الأخرى".
وأضاف :"أنشئت في بغداد حكايات ألف ليلة وليلة على يد الأتراك والأكراد والعرب. وفتحت القدس على يد الأتراك والأكراد والعرب بقيادة صلاح الدين. دمشق مدينتنا المشتركة. ديار بكر مدينتنا المشتركة. وماردين والموصل وكركوك والسليمانية وأربيل وحلب وهطاي وإسطنبول وأنقرة مدننا المشتركة".
** خيولنا وسيوفنا حملت السلام
ولفت أردوغان إلى أنه عندما تحالف الأتراك والأكراد والعرب معا "نشرت رياح خيولهم النسمات الباردة من بحر الصين إلى البحر الأدرياتيكي".
وأضاف: "من صهيل خيولنا ساد السلام في المنطقة وصوت مقارعة سيفونا جلب السلام إلى هذه المنطقة. كنا نشهر سيوفنا عند الحاجة ونقاتل جنبا إلى جنب".
وأردف: "وعندما تقتضي الضرورة كنا نقسم الخبز إلى ثلاث قطع، وعند الحاجة أيضا كنا نغمد سيوفنا وخناجرنا ونخرج أقلامنا وننقش سويا عبارة لا إله إلا الله محمد رسول الله على وجه الأرض والسماء وفي قلوبنا".
وأوضح أردوغان في هذا الإطار أنه "عندما تحالف الأتراك والأكراد والعرب لم يستطع أحد الوقوف أمام صهوات خيولهم وسيوفهم ودروعهم وتكبيراتهم".
"كما أنه لم يستطع أحد مقارعة حضارة وفن وعلم ومستوى ازدهار الأتراك والأكراد والعرب عندما شكلوا تحالفهم"، وفق أردوغان.
وشدد على أنه إذا اجتمع الأتراك والأكراد والعرب على قلب رجل واحد، فحينها يتحقق الوجود للأتراك والأكراد والعرب، قائلاً :"إذا تعاضد الأتراك والأكراد والعرب فحينها التركي موجود والكردي موجود والعربي موجود".
وبين أنه عندما يتفرقون ويتباعدون عن بعضهم البعض تحل بهم الهزيمة.
** خسرنا حين تفرقنا
وقدم الرئيس أردوغان أمثلة من التاريخ، عن تدمير جيوش المغول البلدات الإسلامية بلا رحمة عندما كان يسود التفكك بين الأتراك والأكراد والعرب.
وأضاف أن الصليبيين اعتدوا على البلدات الإسلامية لأن الأتراك والأكراد والعرب كانوا متباعدين عن بعضهم البعض.
وتابع: "لقد خسرنا الحرب العالمية الأولى، ورُسمت الحدود بيننا، وبُنيت الجدران، كما أننا فقدنا القدس بسبب التفرقة. حينما انفصلنا، خسرنا وهُزمنا، وعندما أقمنا تحالفا، حددنا مسار التاريخ".
وشدد على أن غزة وفلسطين عموما تشهد أبشع وأفظع عمليات الإبادة الجماعية في التاريخ".
واستدرك الرئيس التركي قائلاً :"لماذا؟ لأن الأتراك والأكراد والعرب لا يستطيعون أن يتحدوا ويشكلوا تحالفا كما اتحدوا على مر التاريخ".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 196 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.