الشيباني: مؤتمر الحسكة انتهاك للاتفاق الموقع في 10 مارس

13:3613/08/2025, الأربعاء
تحديث: 13/08/2025, الأربعاء
الأناضول
الشيباني: مؤتمر الحسكة انتهاك للاتفاق الموقع في 10 مارس
الشيباني: مؤتمر الحسكة انتهاك للاتفاق الموقع في 10 مارس

وزير الخارجية السوري خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي هاكان فيدان رفي أنقرة..


اعتبر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، أن "مؤتمر الحسكة" الذي عقدته مكونات شمال وشرق البلاد الجمعة، يمثل انتهاكا للاتفاق الموقع في 10 مارس/ آذار مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد" واجهة تنظيم "واي بي جي" الإرهابي.


وقال الشيباني بمؤتمر صحفي عقده مع نظيره التركي هاكان فيدان الأربعاء، في أنقرة، إن المؤتمر الذي جرى في الحسكة "بالتأكيد لا يمثل الشعب السوري ولا يمثل الغالبية العظمى من النخب العشائرية والدينية وحتى من النخب الكردية".


وأضاف: "هذا المؤتمر جاء كمحاولة يائسة لاستغلال ما يحدث في (محافظة) السويداء (..) وأكدنا رفضنا لهذا المؤتمر الذي يعد انتهاكا للاتفاق الذي وقع في 10 آذار الماضي" مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد" واجهة تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي.


وأكد الشيباني أن الحوار والحكومة السورية والدولة "هي المظلة التي يجب أن ترعى جميع الأقليات والتي يجب أن تحل جميع المشاكل وأي محاولات عبثية أو استغلال ما يحدث هنا أو هناك".


وتابع: "في المشاكل والمصائب والتحديات التي يواجهها بلدنا علينا أن نغلب لغة الحكمة، وأن نسعى لردم الفجوة بين جميع مكونات الشعب السوري وأيضا بين الشعب والحكومة، وأن لا يتم استغلال هذه الأحداث لاعتبارها ورقة سياسية".


والجمعة، عقد في محافظة الحسكة (مؤتمر مكونات شمال وشرق سوريا) تحت اسم "وحدة موقف المكوّنات" ودعا إلى "إنشاء دولة لا مركزية، ووضع دستور يضمن التعددية العرقية والدينية والثقافية".


وحضر المؤتمر إلهام أحمد، أحد ممثلي السياسات بتنظيم "واي بي جي"، والزعيم الديني الكردي مرشد معشوق الخزنوي، إضافة إلى حكمت الهجري أحد مشايخ عقل الدروز بواسطة فيديو مصور.


ولفت الشيباني إلى أن الدولة السورية "تواجه تحديات وفي مقدمتها "التهديدات الإسرائيلية المتكررة والتي تمثل انتهاكا واضحا للسيادة السورية من خلال غارات تستهدف البنية التحتية ومواقع مدنية وعسكرية وتعرض أمن المواطنين للخطر".


وأضاف: "كما نواجه تحديات خارجية متعددة بعضها مباشر وبعضها غير مباشر تسعى إلى إضعاف الدولة السورية وخلق وقائع تقسيم هشة"، لافتا إلى أن "هذه التدخلات تحاول دفع البلاد إلى فتنة طائفية ومناطقية".


وتابع الشيباني: "إلا أننا نعول على وعي شعبنا الذي كان وسيبقى واحدا مهما حاول البعض تفتيته أو تمزيق وحدته الوطنية".


وبشأن السويداء قال الوزير إن ما حدث فيها "أمر مفتعل من قبل إسرائيل لبث الفتنة الطائفية في تلك المنطقة، لكن نحن على تواصل مباشر مع النخب المجتمعية ومشايخ العقل فيها".


وأضاف: "نحن ندعو إلى مسار تصالحي يؤمن السلم المجتمعي ويحافظ على رمزية السويداء كبعد تاريخي ووطني من تاريخ سوريا".


وتابع: "نعتقد في القريب العاجل سنتجاوز التحديات في السويداء، ونؤكد لأهلنا الدروز أنهم جزء حقيقي من المجتمع والشعب السوري ولا نقبل أن يتم إقصاءهم أو تهميشهم بأي عملية ابتزاز او استغلال من أي جانب كان سواء من إسرائيلي أو غيره".


ودعا "العقلاء والنخب الدرزية وكافة الشرائح في السويداء إلى تغليب لغة العقل وفسح المجال للدولة أن تأخذ دورها في المدينة".


وتحت ذريعة "حماية الدروز" استغلت إسرائيل الأوضاع في السويداء وصعدت عدوانها على سوريا المستمر منذ شهور، وشنت في 16 يوليو/ تموز الماضي، غارات مكثفة على 4 محافظات، وقصفت مقر هيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي في دمشق.


وضمن مساعيها لاحتواء الأزمة، أعلنت الحكومة السورية 4 اتفاقات لوقف إطلاق النار بالسويداء، آخرها في 19 يوليو.


ولم تشكل الإدارة السورية الجديدة القائمة منذ أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2024 أي تهديد لإسرائيل التي توغل جيشها مرارا داخل سوريا، وشن غارات جوية قتلت مدنيين ودمرت مواقع وآليات عسكرية وأسلحة وذخائر للجيش السوري.


ومنذ ذلك الحين، يحتل الجيش الإسرائيلي جبل الشيخ السوري وشريطا أمنيا بعرض 15 كيلومترا في بعض المناطق بالجنوب.


كما تحتل إسرائيل منذ 1967 معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت أحداث الإطاحة بنظام بشار الأسد أواخر 2024 ووسعت رقعة احتلالها.


وأشار الشيباني إلى أنه تناول مع نظيره التركي خلال اجتماعهما "سبل تعزيز التعاون السياسي لدعم مسار العملية السياسية في سوريا ودعم الاستقرار وكذلك آفاق الشراكة الاقتصادية التي تسهم في إعادة الإعمار والتنمية وأكدنا على ضرورة التنسيق الأمني والعسكري لضبط الحدود ومكافحة الإرهاب"


وأضاف: "نحن في سوريا الجديدة نمد يدنا لكل شراكة تحترم أمن سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها ونؤمن أن استقرار سوريا هو استقرار للمنطقة جمعاء".


ودعا الشيباني إلى "ضرورة تكاتف الدول الصديقة والحليفة إلى جانب سوريا"، مجددا "الشكر لتركيا وشعبها على استضافة الشعب السوري خلال سنوات الحرب واستمرارهم حتى اليوم بدعم سوريا في مرحلة السلام والبناء".


وكان الشيباني ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس جهاز الاستخبارات السيد حسين سلامة، وصلوا في وقت سابق الأربعاء، إلى العاصمة التركية أنقرة والتقوا فيدان بمقر وزارة الخارجية.


وتبذل الإدارة السورية الجديدة جهودا مكثفة لضبط الأمن في البلاد، منذ الإطاحة في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 بنظام بشار الأسد بعد 24 سنة في الحكم (2000-2024).

#أسعد الشيباني
#أنقرة
#تركيا
#سوريا
#هاكان فيدان