القصف الإسرائيلي استهدف منزلهم في 3 نوفمبر الجاري ما أسفر أيضا عن مقتل 3 أفراد آخرين من عائلته حيث يرقد الآن بالعناية المركزة في مستشفى كمال عدوان المنكوب.. الشاب أحمد ورش أغا، أحد أقارب الرضيع محمد: -إسرائيل حرمت الرضيع من والدته في أول حياته كما حرمته من 3 أفراد آخرين استشهدوا جراء القصف نفسه -الرضيع محمد يصارع الحياة في مستشفى كمال عدوان بقسم العناية المركزة رئيس وحدة العناية المركزة بكمال عدوان، أحمد الكحلوت: -الرضيع محمد ورش أغا (9 أيام) فقد عددا من أفراد أسرته وتعرف عليه عدد من أقاربه -الأوضاع داخل المستشفى صعبة جراء تدمير إسرائيل محطة الأكسجين ما أدى لوفاة عدد من الأطفال مدير المستشفى حسام أبو صفية: - الأوضاع داخل المستشفى صعبة للغاية بسبب الحصار الإسرائيلي وعدم وجود كوادر طبية بعد اعتقالهم -يوجد هنا طبيبين اثنين وعدد محدود من الممرضين بحيث لا يستطيعون متابعة كافة الحالات التي تصل للمستشفى -لنقص الكوادر الطبية نفقد بشكل يومي مرضى وجرحى -لا يمكننا تحويل الحالات لمستشفيات أخرى بسبب الحصار وعدم قدرتنا على الحركة بسبب الاستهداف المتكرر -هناك حاجة ملحة لتدخل المنظمات الدولية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الجرحى والأطفال الرضع المتواجدين في قسم العناية المكثفة.
داخل قسم العناية المركزة بمستشفى يخلو إلا من عدد قليل من الطواقم الطبية بمحافظة شمال قطاع غزة المنكوبة، يرقد الرضيع الفلسطيني محمد ورش أغا (9 أيام) على أجهزة التنفس الاصطناعي يصارع للحياة بعدما قتلت إسرائيل أفرادا من عائلته بينهم والدته.
يتلقى الرضيع أغا الذي يبقى وحيدا الحد الأدنى من الرعاية الطبية داخل مستشفى تعمل بالإمكانيات المحدودة والمتهالكة جراء الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لها ضمن عملية إبادة وتطهير عرقي متواصلة منذ أكثر من شهر.
هذا الرضيع ولد قبل يومين من القصف الإسرائيلي الذي استهدف منزل عائلته في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، ما أسفر عن مقتل 4 من أفراد أسرته بينهم والدته.
وقال رئيس وحدة العناية المركزة بالمستشفى أحمد الكحلوت للأناضول، إن الطفل محمد ورش أغا فقد عدد من أفراد أسرته بقصف إسرائيلي.
وأشار إلى أن عددا من أقاربه قدم إلى المستشفى في وقت سابق وتعرف عليه، فيما لم يتسن لمراسل الأناضول معرفة أسباب وجود الرضيع داخل القسم إذا ما كان متواجدا به منذ الولادة أم تم انتشاله من تحت الأنقاض.
وفي السياق، حذر الكحلوت من صعوبة الأوضاع داخل المستشفى جراء تدمير الجيش الإسرائيلي لمحطة الأكسجين الأمر الذي أدى لوفاة عدد من الأطفال الذين كانت حياتهم تعتمد على الأكسجين، دون ذكر عددهم.
كما أن المصير ذاته قد يلقاه أطفال آخرون جراء انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر وعدم توفر التيار عبر ألواح الطاقة الشمسية على مدار الساعة، وفق قوله.
يأتي ذلك في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على المستشفى الذي اعتقل الجيش قبل نحو أسبوعين أغلب كادره الطبي فيما أبقى فقط على طبيبين وعدد من الممرضين، وفق تصريح سابق لمديره حسام أبو صفية.
وفي 26 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، انسحب الجيش الإسرائيلي من مستشفى كمال عدوان، مخلفا قتلى فلسطينيين ودمارا واسعا داخله وخارجه إثر اقتحامه نحو 24 ساعة.
وبدأ الجيش الإسرائيلي في 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قصفا غير مسبوق على مناطق شمال القطاع، قبل أن يجتاحها في اليوم التالي بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها"، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجيرهم.
وتسببت هذه العملية في خروج المنظومة الصحية عن الخدمة وفق تصريحات مسؤولين حكوميين، فضلا عن توقف عمل جهاز الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
ورغم ذلك، تحاول المستشفيات الثلاثة الرئيسية في المحافظة "كمال عدوان، والإندونيسي، والعودة"، العمل بأقل الإمكانات وبطبيب واحد أو اثنين وفي ظل نفاد مخزونها من الأدوية والمستهلكات الطبية، لتقديم الحد الأدنى من الخدمة للجرحى والمرضى.
كما يفاقم هذه الأوضاع، حالة العزلة التي فرضها الجيش الإسرائيلي على المحافظة بقطع شبكة الاتصالات والإنترنت عنها.
الشاب أحمد ورش أغا، أحد أقارب الرضيع محمد، يقول للأناضول: "إن الجيش قصف منزل عائلة محمد في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، أي بعد يومين من ولادته".
وتابع، إن إسرائيل حرمت الرضيع من والدته في أول حياته كما حرمته من 3 أفراد آخرين استشهدوا جراء القصف نفسه.
وأوضح أن الرضيع محمد يصارع الحياة في مستشفى كمال عدوان بقسم العناية المركزة، والذي يعمل بالحد الأدنى في الوقت الحالي.
الرضيع محمد يمكث في المستشفى وسط عدة مخاطر تهدد حياته في ظل نقص الكوادر الطبية والأدوية والمستهلكات الطبية والمواد التشغيلية.
وقال مدير المستشفى حسام أبو صفية، للأناضول: "يعاني الأطفال والمصابين في قسم العناية وفي أقسام المستشفى الأخرى أوضاعاً صعبة منذ بداية العملية العسكرية وزاد الأمر خطورة مع نقص الوقود والمياه والطعام والمستهلكات الطبية".
ووصف الأوضاع داخل المستشفى بـ"الصعبة للغاية"، مرجعا لذلك لتداعيات "الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال وعدم وجود كوادر طبية بعد اعتقال الاحتلال لها".
وأشار خلال حديثه إلى وجود طبيبين اثنين وعدد محدود من الممرضين بحيث لا يستطيعون متابعة كافة الحالات التي تصل للمستشفى.
وبسبب هذا النقص، قال أبو صفية إنه "يفقدون بشكل يومي مرضى وجرحى خاصة في ظل عدم وجود أطباء متخصصين بالجراحة".
واستكمل قائلا: "كما أننا لا نتمكن من تحويل الحالات لمستشفيات أخرى بسبب الحصار المفروض عليها، وعدم قدرتنا على الحركة بسبب الاستهداف المتكرر ولعدم وجود سيارات إسعاف أصلا".
وأعرب عن وجود حاجة ملحة لـ"تدخل المنظمات الدولية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الجرحى والأطفال الرضع المتواجدين في قسم العناية المكثفة".
ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي يكثف من استهدافه للمستشفى بين وقت وآخر وهو ما أدى لإصابات طفيفة وذعر كبير بين المرضى والطواقم إضافة لاندلاع حريق قبل أيام في مكان كان يستخدم كمستودع للأدوية والمستلزمات الطبية.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت نحو 146 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.