مدرسة "خسرو بك".. منارة علمية تشع في سراييفو منذ 5 قرون

11:2812/01/2025, الأحد
الأناضول
مدرسة "خسرو بك".. منارة علمية تشع في سراييفو منذ 5 قرون
مدرسة "خسرو بك".. منارة علمية تشع في سراييفو منذ 5 قرون

- مدرسة الغازي خسرو بك في العاصمة البوسنية سراييفو تعد من أبرز المؤسسات التعليمية بمنطقة البلقان - تواصل المدرسة منذ 488 عاما تقديم التعليم الديني بجانب العلوم الحديثة **مدير المدرسة جواد بليه للأناضول: - نوفر تعليما عالي الجودة في مجالات متنوعة تشمل الطب والهندسة والعلوم الاجتماعية والحياة الدينية - المدرسة لعبت دورا حيويا في بناء هوية البوشناق كمجتمع وأمة - تدار المدرسة حاليا وفق نظام داخلي وتضم 450 طالبا من الذكور والإناث

في قلب العاصمة البوسنية سراييفو، تواصل مدرسة "الغازي خسرو بك" رسالتها التعليمية منذ 488 عاما، وتقف شامخة كشاهد حي على مدى اهتمام الدولة العثمانية بالمدارس وقطاع التعليم.

وتأسست المدرسة في عهد الدولة العثمانية في 8 يناير/ كانون الثاني 1537، على يد الغازي خسرو بك (1480 – 1541).

وينحدر الغازي خسرو بك من أب بوسني من سلالة عائلة "تومافاتش" الذين كانوا ملوكًا على منطقة البلقان قبل الفتح الإسلامي، وأمه هي الأميرة العثمانية سلجوق خاتون، ابنة السلطان العثماني بايزيد الثاني.

ورغم مختلف التحديات على مر تاريخها، تمكنت المدرسة من أن تظل منارة للعلم والمعرفة، تجمع بين حجراتها التعليم الديني والعلوم الحديثة.

وخرّجت المدرسة أجيالًا من القادة والمفكرين في البوسنة والهرسك، كما تُعد واحدة من أقدم المؤسسات التعليمية في العالم، حيث حافظت على استمرارية التعليم دون انقطاع لمدة 488 عامًا.

وتُعتبر مدرسة الغازي خسرو بك، الواقعة في البازار القديم في سراييفو، واحدة من أبرز المعالم التي شيّدت في البلقان خلال العهد العثماني.

وعلى الرغم من الحروب والتحديات التي شهدتها، ظلت المدرسة رمزًا للمؤسسات التعليمية المرموقة في البوسنة والهرسك.

وتستقطب المدرسة أفضل الطلاب بعد إتمامهم التعليم الابتدائي، حيث تُقدّم تعليمًا يشمل الدروس الدينية إلى جانب التعليم العلمي.

وبُنيت المدرسة على يد حرفيين مهرة، ما يجعلها أيضًا وجهة للعديد من السياح الذين يزورون العاصمة البوسنية.

وحتى خلال فترة الحكم الشيوعي في يوغوسلافيا السابقة، استمرت المدرسة في أداء رسالتها التعليمية، كما تحولت المدرسة خلال الحرب البوسنية (1992-1995)، عندما كانت العاصمة تحت الحصار إلى رمز للصمود، وحافظت على نشاطها رغم الظروف القاسية.

- طلاب يكتسبون تربية وعادات دينية رصينة

وفي حديث للأناضول قال مدير المدرسة جواد بليه، قال إن هذا الصرح التعليمي يحمل أهمية كبيرة بالنسبة للبوشناق (مسلمو البوسنة)، ويسهم في تعزيز الحضارة والثقافة والتنمية الروحية للمسلمين في المنطقة.

وشدد بليه على أن المدرسة التاريخية لعبت دورًا حيويًا في بناء هوية البوشناق كمجتمع وأمة.

وأضاف: "على مدار 488 عامًا، قدمت المدرسة لطلابها المعرفة الأساسية حول الدين الإسلامي وتعاليمه، إلى جانب معلومات تساعد الطلبة على تحقيق النجاح في الجامعات والمشاركة في الحياة الاجتماعية".

وتوفر المدرسة لطلابها تعليمًا عالي الجودة في مجالات متنوعة تشمل الطب والهندسة والعلوم الاجتماعية والحياة الدينية، ويكتسبون تربية متميزة وعادات دينية رصينة، وفق المدير.

وأشار بليه إلى أن المدرسة تُكرّم خريجيها المتفوقين في احتفالات يجري تنظيمها سنويًا، مؤكدًا أن المدرسة تمكنت من الحفاظ على قيمها على مدى قرون.

ولفت بليه إلى أن المدرسة تُدار حاليًا وفق نظام داخلي، وتضم 450 طالبًا من الذكور والإناث، مع استمرار أعمال الترميم في القسم الخاص بالطالبات.

- تخرّج منها أبرز رجال الدين والدولة في البوسنة والهرسك

ساهم الغازي خسرو بك، والذي شغل منصب أمير السنجق (سنجق بكي) في البوسنة خلال النصف الأول من القرن السادس عشر، بشكل بارز في تطوير ونهضة سراييفو، وتمكن من تحويلها من بلدة صغيرة إلى مركز حضري وتجاري هام.

في سراييفو، تمكن خسرو بك من تأسيس العديد من المعالم العمرانية والحضرية، مثل الجامع الذي يحمل اسمه والمكتبة العمومية وساعة البرج والأسواق والخانات، إلى جانب المدرسة الخسروية.

واليوم، توفر المدرسة التعليم باللغات الإنجليزية والعربية والتركية، ما يجعلها الخيار الأول للعائلات البوسنية.

وتُظهر الوثائق المحفوظة في أرشيف وقف الغازي خسرو بك أن المدرسة أُنشئت تخليدًا لذكرى والدته، الأميرة سلجوق خاتون.

وبسبب سقفها المصنوع من الرصاص، تُعرف المدرسة محليًا باسم "قورشونية" (من العثمانية وتعني ذات السقف الرصاصي).

وتخرج من المدرسة التاريخية العديد من أبرز رجال الدين والدولة في البلاد.


#البلقان،
#العثماني
#خسرو بك
#مدرسة