حكومة غزة: 39 شهيدا في أقل من أسبوع بمواقع توزيع المساعدات

10:081/06/2025, Pazar
تحديث: 1/06/2025, Pazar
الأناضول

حكومة غزة: 39 شهيدا في أقل من أسبوع بمواقع توزيع المساعدات
حكومة غزة: 39 شهيدا في أقل من أسبوع بمواقع توزيع المساعدات

حولت تل أبيب مواقع توزيع المساعدات الأمريكية - الإسرائيلية إلى "مصائد للقتل الجماعي"، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة


قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الأحد، إن إسرائيل حولت مواقع توزيع "المساعدات الأمريكية - الإسرائيلية" إلى "مصائد للقتل الجماعي" بقتلها 39 فلسطينيا وإصابة أكثر من 220 في أقل من أسبوع.


وأفاد المكتب في بيان: "في جريمة متكررة تثبت زيف الادعاءات الإنسانية، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة (صباح الأحد) بحق مدنيين جوعى احتشدوا بمواقع توزيع ما يُسمى المساعدات الإنسانية التي تشرف عليها شركة أمريكية إسرائيلية بتأمين من جيش الاحتلال ضمن ما يُعرف بالمناطق العازلة في مدينة رفح" جنوبي القطاع.


وأوضح أن الجريمة التي وقعت خلال الساعة الماضية، أسفرت عن "ارتقاء 22 شهيدا وإصابة أكثر من 115 مدنياً من المجوّعين بجراح متفاوتة، في حصيلة أولية مرشحة للارتفاع".


وأشار المكتب إلى أن الحصيلة الأولية لمجزرة اليوم ترفع إجمالي عدد الضحايا في مواقع توزيع المساعدات خلال أقل من أسبوع إلى "39 شهيدا وأكثر من 220 جريحا".


وشدد على أن تلك الهجمات "تعكس طبيعة هذه المناطق بوصفها مصائد موت جماعي وليست نقاط إغاثة إنسانية".


وقبل ذلك، أفادت مصادر طبية لمراسل الأناضول بأن جثامين 30 قتيلاً على الأقل وعشرات الجرحى، وصلت مجمع ناصر الحكومي في خان يونس، والمستشفى الميداني التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر بالمدينة.


ونقل مراسل الأناضول عن شهود عيان، أن مئات الفلسطينيين توافدوا في الصباح الباكر نحو مركز توزيع المساعدات الواقع غربي مدينة رفح، ليفاجأوا بإطلاق النار باتجاههم من قبل آليات إسرائيلية متمركزة بمحيط الموقع، إضافة لإلقاء قنابل من طائرات مسيرة إسرائيلية.


وأضاف الشهود أن إطلاق النار أسفر عن وقوع العشرات بين قتيل وجريح، وتسبب بحالة من الفوضى والهلع في صفوف السكان الذين توجهوا لاستلام المساعدات بناء على إعلان الشركة الأمريكية.


وقال المكتب الإعلامي الحكومي: "نؤكد للعالم أجمع أن ما يجري هو استخدام ممنهج وخبيث للمساعدات كأداة حرب، تُوظف لابتزاز المدنيين الجوعى وتجميعهم قسرا في نقاط قتل مكشوفة، تُدار وتُراقب من جيش الاحتلال وتُموّل وتُغطى سياسيا من الاحتلال والإدارة الأمريكية التي تتحمّل المسؤولية الأخلاقية والقانونية الكاملة عن هذه الجرائم".


وتابع: "ثبت بالدم وبشهادات العيان والتقارير الميدانية والدولية، أن مشروع المساعدات عبر المناطق العازلة فاشل وخطير وغطاء لسياسات الاحتلال الأمنية والعسكرية".


وأضاف أن المشروع "يُستخدم للترويج الكاذب لمزاعم الاستجابة الإنسانية، في الوقت الذي يُغلق فيه الاحتلال المعابر الرسمية، ويمنع وصول الإغاثة الحقيقية من الجهات الدولية المحايدة".


وقال المكتب إن "جريمة اليوم الجديدة والعدد الكبير من الضحايا يوميا دليل إضافي على مضيّ الاحتلال في تنفيذ خطة إبادة جماعية ممنهجة، عبر التجويع المسبق ثم القتل الجماعي عند نقاط التوزيع".


وأوضح أن تلك الأحداث بمواقع توزيع المساعدات "جريمة حرب مكتملة الأركان بموجب القانون الدولي، ولا سيّما المادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948".


وحمّل إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن المجازر المستمرة في مواقع توزيع المساعدات التي تُنفذ تحت غطاء إنساني كاذب".


كما حمّل تل أبيب وواشنطن "المسؤولية المباشرة عن استخدام الغذاء سلاحا في الحرب على غزة".


ومنذ نحو أسبوع، أطلقت الشركة الأمريكية لتوزيع المساعدات "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة إسرائيلياً، مشروعها لتوزيع المساعدات الإنسانية على الفلسطينيين في غزة، الذين تجوعهم إسرائيل منذ أكثر من 80 يوماً.


وتسببت هذه الآلية بحالة من الفوضى منذ اليوم الأول لإطلاقها في رفح جنوبي القطاع، حيث فقدت الشركة الأمنية السيطرة على حشود الفلسطينيين الذين توجهوا لاستلام المساعدات، في حين يستمر الجيش الإسرائيلي باستهداف الفلسطينيين في محيط مراكز توزيع المساعدات موقعا قتلى وجرحى.


وقوبلت هذه الآلية برفض فلسطيني واسع وتشكيك في أهدافها وجدواها، كما أعلنت المؤسسات الأممية رفضها التعاون معها باعتبار أنها لا تلبي المعايير الإنسانية لتوزيع المساعدات، وسط مطالب بالعودة للآلية السابقة عبر مؤسسات الأمم المتحدة والجهات الشريكة.


وطالب المكتب الحكومي بغزة في بيانه اليوم "الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتحمّل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية، وفتح المعابر الرسمية فوراً دون قيود، وتمكين المنظمات الأممية والدولية من تقديم المساعدات بعيدا عن تدخل الاحتلال أو إشرافه".


ودعا إلى "تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة على وجه السرعة، لتوثيق هذه المجازر، بما فيها جرائم القتل في مواقع توزيع المساعدات، ومحاسبة المسؤولين عنها أمام المحاكم الدولية".


وقال المكتب: "نرفض رفضا قاطعا كل أشكال المناطق العازلة أو الممرات الإنسانية التي تُقام بإشراف الاحتلال أو بتمويل أمريكي، ونُحذر من خطورة استمرار هذا النموذج القاتل الذي أثبت أنه فخ للمدنيين الجوعى لا وسيلة للنجاة".


وطالب "الدول العربية والإسلامية والدول الحرة في العالم بالتحرك العاجل والفاعل لتأمين ممرات إنسانية مستقلة وآمنة بعيداً عن الاحتلال، وإنقاذ ما تبقى من سكان غزة المحاصرين في مواجهة المجاعة والمجازر اليومية".


وقال إن "المجازر التي تُرتكب في وضح النهار، وتُبثّ على الهواء مباشرة، تمثّل فضيحة قانونية وأخلاقية وإنسانية أمام أعين العالم، والصمت عليها هو تواطؤ مخزٍ يُدين كل من يقف عاجزا أو صامتا أو مبرّرا".


ووفق المؤسسة الأمريكية، جرى تشغيل ثلاثة مراكز لتوزيع المساعدات الإنسانية على السكان في غزة، تقع جميعها جنوبي محور نتساريم (في رفح وخان يونس ووسط القطاع)، بينما تخلو مدينة غزة وشمال القطاع من أي مراكز لتوزيع المساعدات.


وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 178 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

#إسرائيل
#الحرب على غزة
#حكومة غزة
#مؤسسة غزة الإنسانية