
-تقارير أمريكية أفادت بإصابة مبنى وزارة الدفاع في تل أبيب بصاروخ إيراني -الجبهة الداخلية اعتبرت نشر فيديوهات لمواقع استهدفتها إيران "مساعدة للعدو في خضم القتال" -إسرائيلي كتب على منصة "إكس": صاروخ إيراني سقط عند مدخل الكرياه وتسبب بأضرار
تسود حالة من التعتيم الإسرائيلي الشديد على أسماء مواقع حيوية استهدفتها الصواريخ الإيرانية بمنطقة "غوش دان" في تل أبيب الكبرى، التي تضم مراكز استراتيجية حساسة من بينها قاعدة وازارة الدفاع، فيما تحدث ناشطون عن ذلك رغم الرقابة.
ومساء الجمعة، وبالتزامن مع بدء الرد العسكري الإيراني، أصدرت قيادة الجبهة الداخلية بالجيش الإسرائيلي تعليماتها للمواطنين، بعدم نشر أي مقاطع فيديو أو صور لمواقع سقوط الصواريخ الإيرانية.
وفي سعيها لتخويف الإسرائيليين، اعتبرت الجبهة الداخلية أن نشر فيديوهات لتلك المواقع يعد "مساعدة للعدو (إيران) في خضم القتال".
ويرى مراقبون أن تأخر الإعلان عن الخسائر يعكس حدة الرقابة المفروضة من طرف الجهات الأمنية الإسرائيلية.
وكانت وسائل إعلام عبرية، أفادت مساء الجمعة، بسقوط صواريخ في 9 مواقع بتل أبيب الكبرى، دون أن تكشف طبيعة المواقع المستهدفة.
وليست هذه المرة الأولى التي تتكتم إسرائيل على خسائرها البشرية والمادية على جبهات القتال، إذ سبق وفرضت رقابة مشددة ومنعت تداول الصور والفيديوهات بشأن قتلاها وجرحاها في المعارك البرية في قطاع غزة وجنوب لبنان.
**صور هيئة البث
في السياق، أظهرت صور بثتها هيئة البث العبرية الرسمية، صباح السبت، التقطتها طائرة مسيرة، حجم الدمار في منطقة ريشون لتسيون جراء سقوط الصواريخ الإيرانية، ما تسبب في انهيار كلي وجزئي للعديد من المباني ضمن ما بدا وكأنها ساحة حرب.
كما أظهرت صور بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي دمارا كبيرا لعدد من المباني في منطقة رمات غان، وقالوا إن الحديث يدور عن صاروخ بزنة 500 كغم، مختلف تماما عما شهدته إسرائيل في السابق.
الأناضول رصدت منشورات لإسرائيليين عبر منصة "إكس"، علقوا خلالها على إصابة مبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية (الكرياه) في تل أبيب بصاروخ إيراني، بعد أن أفادت تقارير إعلامية أمريكية، بأن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل الليلة الماضية أصاب نقطة في مجمع وزارة الدفاع.
بينما قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إن نيرانا اندلعت قرب مقر وزارة الدفاع، فيما قالت صحيفة "هآرتس" العبرية الخاصة، إن "9 مبان دُمرت بالكامل في مدينة رامات غان قرب تل أبيب، كما تضررت مئات الشقق والمركبات هناك جراء الصواريخ الإيرانية".
وتداول إسرائيليون أيضا مقطع فيديو لمراسل "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية مساء السبت، أكد فيه إصابة المبنى.
وأعادت الإسرائيلية بيريا نشر فيديو المراسل، وقالت: "شاهدوا كل شيء باللغة الإنجليزية.. صاروخ مباشر إلى قدس الأقداس، الكرياه".
وكتب الإسرائيلي شاؤول غرينفيلد معلقا على الأمر نفسه: "لا حاجة للكشف عمّا تضرر، يمكن ببساطة القول إن صاروخا سقط عند مدخل الكرياه وتسبب بأضرار، وليس أكثر من ذلك".
بينما دعت الإسرائيلية شونيت إلى استهداف منزل المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي ردا على استهداف الكرياه.
وتساءلت: "هل يُمكننا إطلاق صاروخ باليستي بحجم ذلك الذي أطلقوه على الكرياه، على فيلا يسكن فيها خامنئي، ومن ثم نصيب بناية متعددة الطوابق بجوارها؟".
**"لا أستطيع الإفصاح"
بدورها، قالت الإسرائيلية نيلي لاكوفيسكي: "السلوك الأخطر هو ما يصدر عن الصحفيين والمقدّمين في وسائل الإعلام الرسمية".
ومؤكدة على فرض القيود، أضافت: " أمس، إحدى المراسلات في قناة كان 11 (تابعة لهيئة البث) كانت تصرخ من بين الأنقاض بعد سقوط صاروخ إيراني، وتقول: "الصاروخ أُطلق قبل 12 دقيقة... لا يمكنني أن أقول أين سقط بالضبط، لأن قيادة الجبهة الداخلية طلبت ذلك".
لكن المدونأفيخاي رد بقوله: "يعلم الإيرانيون أنهم ضربوا الكرياه منذ لحظة سقوط الصاروخ عليه، وإذا كان الصاروخ موجهًا بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، فإنهم يعرفون بالضبط مكان إصابته، ويعرفون موقع الكرياه دون مرور أي صحفي هناك".
ولم تتطرق نعما ريبا، وهي مهندسة معمارية ومراسلة شؤون العمارة في صحيفة "هآرتس" العبرية بشكل مباشر لاستهداف مبنى "الكرياه".
لكنها كتبت على حسابها بمنصة "إكس": " منذ سنوات وأنا أكتب في مقالاتي أنه يجب نقل قاعدة الكرياه من قلب تل أبيب، وكذلك في تغريداتي".
وأضافت: "في كل مرة توجهت فيها إلى وزارة الدفاع وقدمت احتجاجا على عدم منطقية وجود قاعدة عسكرية وسط منطقة حضرية متطورة، كانوا ببساطة يتجاهلونني أو يهمشون الموضوع".
جدير بالذكر، أن استهداف مبنى "الكرياه" بصاروخ إيراني، جاء بينما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس وعددا من قادة الأجهزة الأمنية يجتمعون في المبنى.
لكن الاجتماع عُقد وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية فيما تسمى إعلاميا "الحفرة"، وهي قاعة محصنة تحت الأرض بأمتار عديدة أسفل "الكرياه".
ومنذ فجر الجمعة، بدأت إسرائيل، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، أسمته "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الهجوم "استباقي" وجاء بتوجيهات من المستوى السياسي، فيما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن العملية "غير المسبوقة" تهدف إلى "ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية، ومصانع الصواريخ الباليستية، والعديد من القدرات العسكرية الأخرى".
وفي مساء اليوم نفسه، بدأت إيران بعملية اسمتها "الوعد الصادق 3"، الرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، أدت وفق وسائل إعلام عبرية إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة 172 آخرين بجروح متفاوتة، فضلا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات.
والهجوم الإسرائيلي الحالي على إيران يعد الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالا واضحا من "حرب الظل" التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.