
- محمد الهور قتل برصاص حارس مستوطنة بهجوم على بلدة صوريف بمحافظة الخليل جنوب الضفة - محمد هو الشهيد رقم 23 برصاص المستوطنين منذ 7 أكتوبر 2023، بحسب هيئة مقاومة الاستيطان - والدة الهور: ابني مثل كل شباب فلسطين قتل برصاص الاحتلال الإسرائيلي مدافعا عن أرضه
شيع آلاف الفلسطينيين في بلدة صوريف غرب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، الجمعة، جثمان محمد الهور الذي قتل برصاص مستوطن إسرائيلي بينما كان يحاول التصدي ببسالة لمحاولات إحراق أراض ببلدته.
وقتل الهور، الخميس، فيما أصيب آخرون أثناء تصديهم لهجوم نفذه مستوطنون على منطقة "واد الوطاوط" في البلدة، أشعلوا خلاله النيران بالأراضي الزراعية.
وانطلق موكب تشييع جثمان "الهور" من أمام منزل عائلته في صوريف، وجاب شوارع عدة في البلدة، قبل أن يوارى الثرى في مقبرتها.
وقالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان وصل الأناضول، إنه "باستشهاد الهور يرتفع عدد الشهداء على يد المستوطنين منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 23 شهيدا".
وأضافت أن "المستوطنين كثفوا الهجمات الإرهابية بحق المواطنين العزل نتيجة التبادل الوظيفي والرعاية المطلقة من قبل المؤسسة الرسمية في دولة الاحتلال (الإسرائيلي)".
وبمقتل "الهور" ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر 2023 إلى أكثر من 980 فلسطينيا، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وفي السياق، طالبت الهيئة الفلسطينية المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية بالوقوف عند مسؤولياتها بـ"حماية الشعب الفلسطيني وفرض العقوبات على دولة الاحتلال (الإسرائيلي)".
ووثقت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (حكومية) خلال مايو/أيار وحده، تنفيذ المستوطنين 415 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، تراوحت بين هجمات مسلحة، إلى جانب تخريب وتجريف أراضٍ واقتلاع أشجار وإغلاقات قسرية.
** هجوم استيطاني
بدوره، قال الشاهد يزن القاضي، للأناضول، إن واقعة مقتل "الهور" بدأت بهجوم 10 مستوطنين على أطراف البلدة، حاولوا خلاله إحراق أراضي.
وأضاف: "بعد ذلك حضر نحو 50 مستوطنا وقوة إسرائيلية للبلدة، فاندلعت مواجهات مع السكان، وحاول المستوطنون إشعال النيران لكنهم لم يستطيعوا ذلك".
ونوه أنه عندما لاحظ المستوطنون بسالة شباب البلدة في صد الهجوم "أطلقوا النار عليهم".
وأردف: "محمد الهور كان الأقرب، قتل برصاص حارس المستوطنة من مسافة 10 أمتار، أصيب في رقبته فلقى مصرعه على الفور"، مبينا أن شقيق الهور حاول إنقاذه، لكن تم إطلاق الرصاص عليه هو الآخر، وأصيب برصاص في البطن.
ومن جهتها، قالت عائشة الهور، والدة محمد للأناضول بعد أن ودّعت جثمانه: "ابني مثل كل شباب فلسطين قتل برصاص الاحتلال مدافعا عن أرضه من اعتداءات المستوطنين".
وأشارت السيدة إلى أنها خرجت مع نجلها نحو أرضهم بعد سماع أخبار عن شن مستوطنين هجوما على أراضي البلدة، وأوضحت: "حاول مستوطنون إحراق الأرض، خرج محمد بسرعة نحوهم، فقتلوه".
** اعتداءات متكررة
وفي السياق، أفاد رئيس بلدية صوريف حازم غنيمات، للأناضول، بأن "اعتداءات المستوطنين بحق السكان والأراضي متواصلة، وتوّجت الخميس بهجوم مسلح أسفر عن استشهاد محمد الهور، وإصابة 8 مواطنين آخرين".
وذكر أن مستوطنين شيدوا "بؤرة استيطانية على أراض السكان ويتخذون منها مركزا لشن هجمات على الأراضي والسكان".
وناشد غنيمات المؤسسات الدولية بالعمل على "لجم دولة الاحتلال لوقف انتهاكات المستوطنين"
وتأتي هذه الاعتداءات والانتهاكات التي يرتكبها المستوطنون بينما تشن إسرائيل بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 186 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة.
وبالتوازي مع الإبادة الجماعية بغزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 980 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا و500 أسير.