نائب أسترالي: الجالية التركية تناصر العدالة وقضية فلسطين

11:0723/06/2025, Pazartesi
الأناضول
نائب أسترالي: الجالية التركية تناصر العدالة وقضية فلسطين
نائب أسترالي: الجالية التركية تناصر العدالة وقضية فلسطين

باسم عبدو، أول نائب من أصول فلسطينية في البرلمان الأسترالي: - المجتمع التركي في أستراليا جزء لا يتجزأ من النسيج المجتمعي ويترك أثرا إيجابيا ملحوظا بكافة مناحي الحياة - الجالية المسلمة في أستراليا ومنهم الأتراك لا يتحدثون فقط بل يتحركون ويؤثرون ويقودون حملات ويظهرون التزاما - صور غزة على وسائل التواصل تنشر من أقارب عائلات فلسطينية ما يضيف بُعدا شخصيا وإنسانيا للتفاعل مع القضية

أشاد باسم عبدو، أول نائب أسترالي من أصول فلسطينية، بالدور الفاعل الذي يلعبه المجتمع التركي بمناصرة القضية الفلسطينية عبر العمل المؤسساتي والإعلامي لتسليط الضوء على مآسي الفلسطينيين خاصة في قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة ترتكبها إسرائيل منذ 21 شهرا.

وفي مقابلة مع للأناضول، قال عبدو الذي ينحدر من الضفة الغربية، إن دور أبناء الجالية التركية في أستراليا لا يقتصر على الإسهام في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية وحسب، بل يقومون بدور بارز في الدفاع عن القضايا العادلة وبمقدمتها القضية الفلسطينية.

وكان عبدو ترشح عن حزب العمال الأسترالي بالانتخابات العامة في 3 مايو/ أيار لاختيار أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وحصد نحو 55 بالمئة من الأصوات بمنطقة "كالويل" متنوعة السكان شمال غرب مدينة ملبورن، ليصبح أول شخصية سياسية من أصول فلسطينية تفوز بعضوية البرلمان.

وتمكّن حزب العمال من الحفاظ على موقعه كأكبر قوة سياسية في البرلمان الأسترالي، بعد فوزه بـ93 مقعدا من أصل 151، فيما حصل التحالف الوطني الليبرالي المعارض على 43 مقعدا فقط.

ومن المقرّر أن يؤدي عبدو اليمين الدستورية في حفل رسمي في 22 يوليو/ تموز المقبل، ليبدأ مهمته التشريعية الجديدة.

** مساهمات تركية في أستراليا

النائب أعرب للأناضول عن "فخره الشديد" بتمثيل منطقة كالويل التي تحتضن مجتمعات متعددة الثقافات، ومن بينها المجتمع التركي الذي يحظى بكثافة ملحوظة في المنطقة، مشيدا بمساهماته المتنوعة في المجتمع الأسترالي.

وقال: "أبناء المجتمع التركي في أستراليا يقدمون مساهمات كبيرة ومؤثرة في كافة المجالات، سواء عبر المدارس والمؤسسات التعليمية، أو من خلال تنظيماتهم المجتمعية، وحتى في مساهماتهم النشطة في الاقتصاد المحلي".

وأوضح أن المجتمع التركي يشكل "جزءا لا يتجزأ من النسيج المجتمعي الأسترالي، ويترك أثرا إيجابيا ملحوظا في كافة مناحي الحياة".

وأشار عبدو إلى أنه على اطلاع واسع بما يقدمه المجتمع التركي من جهود لدعم القضية الفلسطينية، مؤكدا أن ما يحدث في فلسطين يلامس مشاعر الأتراك ويترك أثرا عميقا في قلوبهم.

وأضاف: "أنا على دراية تامة بما يقدّمه أفراد المجتمع التركي من جهود في سبيل الدفاع عن فلسطين، وما يحدث هناك لا يمرّ مرور الكرام بالنسبة لهم".

وتابع: "أبناء الجالية التركية يلعبون دورا قياديا في المطالبة بتحقيق العدالة وإرساء السلام لصالح الشعب الفلسطيني".

** تأثير في الرأي العام

وتحدّث عبدو عن تأثير الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة على الوعي العام بأستراليا، مشيرا أن "صور المجازر والدمار القادمة من قطاع غزة تثير صدمة كبيرة لدى الناس، وتدفعهم إلى التساؤل عمّا يمكن فعله لوقف هذا الألم المستمر".

وقال: "من خلال متابعتي للمزاج العام في أستراليا، ألاحظ بوضوح كيف أن الصور القادمة من غزة تؤثر بشكل عميق على الناس، وتوقظ فيهم مشاعر إنسانية قوية".

وأشار إلى أن الجالية المسلمة في أستراليا - ومن ضمنها الأتراك - لا تدّخر جهدًا بمحاولة إيصال الحقائق المتعلقة بفلسطين إلى الرأي العام، والدعوة إلى تحقيق العدالة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد عبدو أن "المجتمع التركي يتقدم الصفوف في المطالبة بإحلال السلام والدفاع عن العدالة".

وأردف: "إنهم لا يتحدثون فقط، بل يتحركون ويؤثرون ويقودون حملات إعلامية وميدانية، ويُظهرون التزاما حقيقيا تجاه القضية الفلسطينية".

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 187 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

** "فقدت جدّي وجدّتي بسبب الاحتلال"

وتحدث عبدو عن تجربته الشخصية المؤلمة مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أنه يحمل في قلبه هموم شعبه، ويطمح لأن يكون صوتهم في قاعة البرلمان الأسترالي.

وقال: "أنا شخصيا نشأت على معرفة دقيقة بما يحدث في فلسطين، فقد عشت آثار الاحتلال على أسرتي بشكل مباشر، وخسرت جدّي وجدّتي خلال تلك المرحلة. كما اضطر والدي لمغادرة الوطن نتيجة الاحتلال، وهو ما غيّر مسار حياتنا بالكامل".

وأوضح أن العديد من الصور التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشأن ما يجري في غزة، تصل من أقارب العائلات الفلسطينية المقيمة في أستراليا، وهو ما يضيف بُعدا شخصيا وإنسانيا للتفاعل مع القضية.

وزاد: "بوصفي فلسطينيا نشأ في الغربة، لكنه لم ينسَ أصوله أبدا، أشعر بمسؤولية عميقة في التعبير عن مشاعر الناس هنا، ونقل همومهم وتطلعاتهم إلى قبة البرلمان الأسترالي".

وتابع: "سأعمل على أن أكون جزءا من المساعي الرامية إلى تحقيق العدالة والسلام في فلسطين، وأن أُسهم في تمثيل الناس الذين يشعرون بالألم ويبحثون عن الأمل".

** أسرة مناضلة

وُلد النائب الأسترالي باسم عبدو في 3 يونيو/ حزيران عام 1987 في الكويت، لأب وأم فلسطينيين ينحدران من إحدى قرى الضفة الغربية المحتلة.

واضطرت عائلته إلى مغادرة قريتها عقب حرب العام 1967 التي شكّلت محطة فارقة في التاريخ الفلسطيني، وتسببت بنزوح مئات آلاف الفلسطينيين من أراضيهم.

ومع اندلاع حرب الخليج في تسعينات القرن الماضي، لجأت الأسرة إلى الأردن لفترة من الزمن، قبل أن تقرر في العام 1991 الهجرة إلى أستراليا، بحثًا عن حياة آمنة ومستقرة.

وبعد أن أنهى دراسته في مجال التعليم، اختار عبدو العمل في مهنة التدريس، ويبلغ حاليا 38 عاما، وهو متزوّج وأب لطفل.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وترفض الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في يونيو/ حزيران 1967 لتطبيق حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية) المدعوم بقرارات أممية ومواثيق دولية.

#إسرائيل
#البرلمان الأسترالي
#الحرب على غزة
#المجتمع التركي
#باسم عبدو
#حزب العمال الأسترالي
#دعم فلسطين