محام بريطاني: لندن تخفي أدلة مقتل إغاثي بغزة تقربا من إسرائيل

13:148/09/2025, الإثنين
الأناضول
محام بريطاني: لندن تخفي أدلة مقتل إغاثي بغزة تقربا من إسرائيل
محام بريطاني: لندن تخفي أدلة مقتل إغاثي بغزة تقربا من إسرائيل

- الجيش الإسرائيلي قتل المتطوع البريطاني بالمطبخ المركزي جيمس هندرسون بقصف على دير البلح وسط غزة في أبريل 2024 المحامي البريطاني فورز خان للأناضول: - المتطوعون قُتلوا على يد إسرائيل حيث كانت سياراتهم تحمل شعارات المنظمة - بريطانيا تتقاعس بالقضية لأنها لا تريد الإضرار بعلاقتها مع إسرائيل - طائرة مراقبة بريطانية حلقت فوق موقع الهجوم الإسرائيلي ويرجح أنها التقطت صورا - الحكومة البريطانية بهذا الصمت تتحول إلى شريك في الجريمة الإسرائيلية


قال فورز خان، محامي المتطوع البريطاني في مجال الإغاثة الإنسانية جيمس هندرسون، إن حكومة بلاده تتقاعس بشأن مقتل موكله بغارة إسرائيلية استهدفت فريق المطبخ المركزي العالمي في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وتخفي الأدلة للحفاظ على علاقاتها مع تل أبيب.

واستهدفت طائرات حربية إسرائيلية القافلة التي كان يرافقها هندرسون في أبريل/ نيسان 2024، رغم أنها كانت تتحرك في منطقة صنفتها تل أبيب بأنها "آمنة".

وجاء الاستهداف الإسرائيلي حينها لمنظمة المطبخ المركزي رغم أنها تحمل شعارات المنظمة بشكل واضح على سياراتها.

وأدى الهجوم الإسرائيلي حينها، إلى مقتل 7 من العاملين في المجال الإنساني، بينهم هندرسون، وعدد من الأجانب والفلسطينيين، ما أثار موجة استنكار دولية واسعة، إذ سارعت منظمات وهيئات دولية، إضافة إلى حكومات عدة، إلى إدانة ما جرى والمطالبة بفتح تحقيق عاجل.

في ذلك الوقت، أعلن رئيس الوزراء البريطاني السابق ريشي سوناك، أن بلاده تنتظر من إسرائيل إجراء تحقيق سريع وشفاف لكشف ملابسات الحادث، كما استدعت وزارة الخارجية البريطانية السفيرة الإسرائيلية في لندن تسيبي حوتوفلي، لتعبر لها عن إدانة لندن الواضحة للهجوم.

**ليس خطأ عابرا

وبعد مرور قرابة عام ونصف العام على الاعتداء الإسرائيلي، قال المحامي خان في حديث للأناضول، إن "ما حدث لم يكن نتيجة خطأ عابر، بل جاء بناء على معلومات إسرائيلية مضللة".

وأضاف: "هؤلاء المتطوعون قُتلوا على يد إسرائيل، حيث كانت سياراتهم تحمل شعارات المنظمة بشكل واضح، ورغم ذلك تم استهدافهم".

وأشار إلى أن المتطوعين الذين قتلتهم إسرائيل، كانوا هناك "لتقديم المساعدة للفلسطينيين الذين يعانون من ويلات الاعتداءات الإسرائيلية".

وفيما يتعلق بموقف بلاده، قال خان إن "الحكومة البريطانية تتقاعس عن تقديم المعلومات اللازمة بخصوص ما جرى"، مؤكدًا أن لندن "لا تريد الإضرار بعلاقتها مع إسرائيل".

وتابع في هذا السياق: "حتى عندما يُقتل مواطن بريطاني على يد الجيش الإسرائيلي، يبقى الموقف الرسمي مترددًا، وكأن الأولوية ليست حماية مواطنيها، بل مواصلة دعم إسرائيل".

ومتحدثا عن الدلائل التي تملكها بلاده، قال المحامي البريطاني، إن لندن لديها "إمكانات تقنية كبيرة يمكن أن تسهم في كشف تفاصيل ما جرى"، مرجحًا أن تكون "طائرة استطلاع تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني قد وثقت الاعتداء لحظة وقوعه".

وفي التفاصيل أشار خان إلى أنه "في ذلك التوقيت، أقلعت من قاعدة أكروتيري الجوية ( في جنوب قبرص الرومية) طائرة مراقبة تابعة للقوات البريطانية، وكانت تحلّق في الأجواء فوق المنطقة".

وأعرب عن اعتقاده "أن تكون طائرة المراقبة قد التقطت صورًا ومقاطع للهجوم الإسرائيلي على دير البلح، لكن لم يتم الإفصاح عنها حتى الآن".

وعن موقف عائلة القتيل، قال المحامي إنها "طلبت رسميًا الاطلاع على هذه التسجيلات، إلا أن السلطات البريطانية لم تستجب ولم تقدم أي إيضاحات، ما يثير شكوكًا حول نية الحكومة في إبقاء القضية طي الكتمان".

وخلال أشهر الإبادة بغزة، قتل الجيش الإسرائيلي مئات العاملين في المنظمات والوكالات الدولية، لا سيما مئات الموظفين العاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فضلا عن طواقم الدفاع المدني والعاملين في المجال الطبي.

**بريطانيا شريكة

ولم يكتف خان بالتشكيك في نوايا الحكومة، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، من خلال اتهامها بالتورط في جرائم الحرب المرتكبة من قبل إسرائيل في قطاع غزة.

وعن ذلك قال: "قتل عمال الإغاثة جريمة حرب واضحة، والحكومة البريطانية بهذا الصمت تتحول إلى شريك في الجريمة، لأنهم يساعدون بشكل مباشر على استمرار الانتهاكات (الإسرائيلية) التي ترقى إلى الإبادة الجماعية".

خان طالب الحكومة البريطانية "بتحمل مسؤوليتها تجاه مواطنيها، وأن تكفّ عن التواطؤ، وتتخذ خطوات حقيقية لدعم الفلسطينيين في وجه الاحتلال الإسرائيلي، بدلًا من المساهمة في تغطية جرائمه".

والخميس، حذّرت مقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز، من أنّ امتناع بريطانيا عن الوفاء بالتزاماتها الدولية بالتعامل مع إسرائيل قد يتحوّل إلى دعوى قضائية ضد لندن بتهمة التواطؤ في الجرائم التي ترتكبها تل أبيب.

ووفق منظمة "الحملة ضد تجارة الأسلحة" البريطانية غير الحكومية، فإن المملكة المتحدة لا تقدم بيانات تصدير الأسلحة بشفافية، حسب قاعدة البيانات التي أنشأتها المنظمة من المعلومات التي تم الحصول عليها من مصادر مفتوحة.

وأرسلت المملكة المتحدة طائرات حربية وصواريخ ودبابات وطائرات خفيفة وأسلحة إلى إسرائيل بين عامي 2025 و2020 بقيمة 426 مليون يورو، تشمل أسلحة وذخائر.

بيانات منظمة "الحملة ضد تجارة الأسلحة" أفادت بأن بريطانيا تبيع معدات عسكرية لإسرائيل وتزودها بحوالي 15 بالمئة من قطع طائرات إف-35 التي تستخدمها إسرائيل في قصفها لغزة.

وهناك 6 شركات بريطانية مختلفة في مشروع مقاتلات إف- 35، منها شركتان تبيع الصواريخ لإسرائيل، كما أن بعض الشركات مثل شركة صناعة الدفاع الإسرائيلية "إلبيت"، لديها ترخيص لتجارة المعدات العسكرية في المملكة المتحدة، وفق المنظمة.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي، إبادة جماعية بغزة، خلّفت​​​​​​​ 64 ألفا و455 قتيلا، و162 ألفا و776 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 393 فلسطينيا، بينهم 140 طفلا.

#إسرائيل
#بريطانيا
#جيمس (جيم) هندرسون
#غزة