
منذ 12 أكتوبر وحتى الاثنين الماضي، سمحت إسرائيل بإدخال 14 شاحنة غاز طهي من أصل 986 شاحنة مساعدات دخلت القطاع، وفق اتفاق وقف النار
اصطف فلسطينيون، الجمعة، أمام إحدى محطات الغاز بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، في محاولة للحصول على غاز الطهي من الكميات المحدودة التي سمحت إسرائيل بإدخالها للقطاع بعد انقطاعه لنحو 8 أشهر.
وأمام محطة الأقصى، كانت طوابير الانتظار طويلة، وسط مشاعر ممزوجة بين الغضب من شح الغاز، والأمل بالحصول على الغاز الذي يساعدهم في طهي وجبة انتظرها بعضهم لأشهر عديدة.
ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري وحتى الاثنين الماضي، أي على مدى نحو 10 أيام، سمحت إسرائيل بدخول 14 شاحنة غاز طهي فقط إلى قطاع غزة.
بينما يحتاج القطاع إلى 20 شاحنة يوميا أي إلى 200 شاحنة في تلك المدة، وذلك وفق تقديرات مسؤولين محليين في قطاع غزة.
فيما يقول منسق الطوارئ الأول في منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" هاميش يونغ، إن قطاع غزة بحاجة إلى 50 شاحنة وقود وغاز طهي يوميا.
ووفق مصادر محلية، يحصل الفرد الواحد على "8 كيلو" من الغاز (أسطوانة غاز) مقابل 60 شيكلا (ما يعادل 18.33 دولارا)، وفق آلية وضعتها لجنة رسمية تابعة لـ"حكومة غزة".
وتعمل اللجنة على توزيع تلك الكميات المحدودة على أكثر من مليوني فلسطيني متعطشين للغاز، بعد أن ضاقوا ذرعا بالاعتماد على الحطب لتدبير شؤونهم اليومية.
ومنذ إغلاق إسرائيل الكامل للمعابر في 2 مارس/ آذار الماضي، قبيل انهيار الهدنة السابقة بأسبوعين، حُرم سكان القطاع من الحصول على غاز الطهي أو الوقود، ما اضطر نحو مليوني فلسطيني لاستخدام الحطب لتدبير شؤونهم اليومية وسط النقص الحاد بالغاز المنزلي.
كما منعت إسرائيل على مدى سنتي الإبادة دخول الغاز والوقود إلى غزة، باستثناء كميات محدودة وصلت خلال فترة الهدنة في يناير/ كانون الثاني الماضي، وكميات شحيحة لمؤسسات دولية لتوزيعها على القطاعات الحيوية كالمستشفيات.
ولم تسمح هذه الكميات بأي تحسن على صعيد الأزمة الإنسانية في القطاع.
وحتى مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار الأخير حيز التنفيذ، سمحت إسرائيل بإدخال 986 شاحنة مساعدات فقط للقطاع، بينما من المفترض دخول 6600 وفق الاتفاق.
ونصت وثيقة الاتفاق التي نشرتها هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، على أن "يُسمح فورًا بدخول جميع المساعدات الإنسانية وتوزيعها بحرية وفقًا للآلية المتفق عليها، بما يتماشى مع القرار الإنساني الصادر في 19 يناير 2025 (نص على دخول 600 شاحنة يوميا)".
وخلال الإبادة التي شنتها إسرائيل بدعم أمريكي في 8 أكتوبر 2023 لمدة سنتين، قتل 68 ألفا و280 فلسطينيا، وأصيب 170 ألفا و375 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وطال الدمار نحو 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية.






