كيف تحوّل اليوم العالمي للمرأة إلى علامة تجارية خارج مظلة الأمم المتحدة؟

17:5218/12/2025, Perşembe
يني شفق
موقع يحمل اسم اليوم العالمي للمرأة إلى مرجع واسع الاستخدام رغم عدم تبعيته للأمم المتحدة
موقع يحمل اسم اليوم العالمي للمرأة إلى مرجع واسع الاستخدام رغم عدم تبعيته للأمم المتحدة

.جدلٌ أُثير حول موقع اليوم العالمي للمرأة بعد تبيّن أنه غير تابع للأمم المتحدة رغم تسويقه شعارات وفعاليات مدفوعة بوصفها مرجعًا رسميًا للمناسبة.

تحوّل موقع يحمل اسم اليوم العالمي للمرأة إلى مرجع واسع الاستخدام رغم عدم تبعيته للأمم المتحدة

وأثار هذا الواقع جدلًا حول استغلال مناسبة حقوقية دولية لأغراض تسويقية وما يخلقه ذلك من التباس مؤسسي وجماهيري.


في الوقت الذي يُحتفَل فيه باليوم العالمي للمرأة سنويًا في عشرات الدول، وتشارك فيه حكومات وشركات ومنظمات مجتمع مدني، برز جدل جديد حول موقع إلكتروني يحمل اسم اليوم العالمي للمرأة (internationalwomensday.com)، بعدما تبيّن أنه غير تابع للأمم المتحدة، رغم استخدامه على نطاق واسع باعتباره مرجعًا رسميًا للحدث.


فعلى الرغم من أن اليوم العالمي للمرأة لا تملكه جهة واحدة، فإن كثيرين يرون أن الأمم المتحدة لعبت الدور الأبرز في إضفاء الطابع الرسمي عليه وتنظيمه وتحديد شعاراته السنوية. غير أن مالك موقع internationalwomensday.com، وهي شركة تسويق مقرها لندن، يرفض هذا التصور، ويقدّم الموقع باعتباره منصة مستقلة تمثل «حركة عالمية» لا تتبع أي دولة أو منظمة.


وكشف تحقيق لصحيفة «الغارديان» البريطانية أن الموقع، المملوك لشركة IWD Support Ltd المعروفة سابقًا باسم Aurora Ventures، أقام شراكات مع شركات كبرى، وروّج لفعاليات مدفوعة وبضائع تحمل طابع اليوم العالمي للمرأة، كما طرح شعارات سنوية جرى اعتمادها من قبل مؤسسات أكاديمية وشركات بريطانية ظنّت أن الموقع تابع للأمم المتحدة.


ومن بين الجهات التي استخدمت الشعارات التي يروّج لها الموقع: متاجر سينسبري، وبنك باركليز، وجامعة كوليدج لندن، وجامعة ووريك. وفي حالات عدة، استُخدمت هذه الشعارات في حملات تسويقية ومواد إعلامية مرتبطة باليوم العالمي للمرأة، قبل أن يتبيّن لاحقًا أنها لا تمت بصلة إلى الشعارات الرسمية التي تعتمدها الأمم المتحدة.


وفي ردّها على استفسارات «الغارديان»، سارعت هيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى النأي بنفسها عن الموقع، مؤكدة أنها «غير مرتبطة به بأي شكل من الأشكال». وقال متحدث باسم الهيئة إن هذا التوضيح «فرصة مهمة للتأكيد على أن الأمم المتحدة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة لا علاقة لهما بالموقع المذكور».


ويعود تأسيس موقع internationalwomensday.com إلى عام 2001، وتقول الجهة المشغلة له إنه أُطلق كمبادرة غير ربحية لتعزيز المساواة بين الجنسين في وقت كان فيه الوعي باليوم العالمي للمرأة محدودًا. غير أن الموقع يبيع حزمًا ترويجية وبضائع خاصة بالمناسبة بأسعار مرتفعة، كما ينظم فعاليات مدفوعة ويعرض أدلة للمتحدثين والمنظمات.


كما درج الموقع، خلال العقد الماضي، على اختيار شعارات سنوية مثل «Make it Happen» و«Accelerate Action» و«Give to Gain»، وهي شعارات تبنّتها جهات إعلامية ومؤسسات تعليمية باعتبارها شعارات رسمية. وقد أدى ذلك إلى التباس واسع، دفع بعض المؤسسات إلى حذف محتوى نشرته بعد تنبيهها إلى أن هذه الشعارات لا تعود للأمم المتحدة.


وأكدت هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن الشعارات الرسمية تُحدَّد سنويًا من قبل خبراء دوليين، ويُعلَن عنها عبر القنوات الرسمية، مشددة على أن ألوان الحملات وشعاراتها لا تُعتمد إلا من خلالها. وأضافت أن الألوان التي يروّج لها الموقع – البنفسجي والأخضر والأبيض – ليست ألوانًا اختارتها الأمم المتحدة.


ويعيد هذا الجدل طرح أسئلة أوسع حول استغلال المناسبات الدولية ذات الطابع الحقوقي والإنساني لأغراض تسويقية، وحدود الفصل بين المبادرات الشعبية والعمل المؤسسي الرسمي، في زمن تتداخل فيه الحملات الرقمية مع الخطاب الأممي، ما يخلق التباسًا لدى الجمهور والمؤسسات على حد سواء.

#موقع
#أمريكا
#المرأة