
أحمد الطيب أوضح خلال استقباله سفير إيطاليا لدى مصر أن "حل الدولتين مطروح منذ أكثر من ربع قرن دون وجود إرادة دولية كبرى لتحقيقه"...
قال شيخ الأزهر أحمد الطيب، الاثنين، إن القضية الفلسطينية "بلغت حدا خطيرا من الظلم لا يقبل الحياد"، مشيرا إلى غياب إرادة دولية حقيقية لتبني "حل الدولتين" الفلسطينية والإسرائيلية.
جاء ذلك خلال استقبال شيخ الأزهر سفير إيطاليا لدى مصر أجوستينو باليزي، في مقر مشيخة الأزهر بالعاصمة القاهرة، وفق بيان لمؤسسة "الأزهر الشريف".
وفي اللقاء، بحث الجانبان عددا من القضايا، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.
وقال شيخ الأزهر: "القضية الفلسطينية لا يختلف عليها اثنان، ولا يوجد فيها رأيان؛ لأنها بلغت من الظلم والعدوان والخروج على كل القيم الحضارية والدينية والإنسانية والأخلاقية مبلغا خطيرا لا يقبل الحياد، خاصة مع سفك الدماء وقتل الأطفال".
وأوضح أن "الأمر وصل إلى حد لا يترك لأي شخص خيارا سوى أن يكون ضد هذه الجرائم، أو أن يكون مشاركا ومتواطئا مع هذه المآسي الإنسانية".
وتابع: "خسرنا الكثير من الشهداء في هذا العدوان (الإسرائيلي) الجائر والظالم، الذي لا يمكن وصفه بأنه حربا، بل إبادة يقوم بها جيش مدجج بأعتى الأسلحة ضد شعب أعزل".
وأشار شيخ الأزهر إلى أن "حل الدولتين مطروح منذ أكثر من ربع قرن دون وجود إرادة دولية كبرى لتحقيقه".
وتساءل قائلا: "ما الذي يمنع تنفيذ هذا الحل منذ زمن بعيد؟ وكم مرة تتبناه السياسات الكبرى في العالم، ثم يتضح أنه مجرد مناورات وليس شروعا حقيقيا للوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية".
وبين 28 و30 يوليو/ تموز الماضي، عقد في نيويورك "مؤتمر حل الدولتين" برئاسة السعودية وفرنسا، وبمشاركة رفيعة المستوى وحضور فلسطين وغياب أمريكي، لدعم مسار الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.
وحتى نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلنت 159 دولة اعترافها بدولة فلسطين، من أصل 193 دولة عضو بالأمم المتحدة، وفقا للخارجية الفلسطينية.
من جانبه، أعرب السفير الإيطالي عن تقديره لجهود شيخ الأزهر في "نشر السلام وترسيخ قيم التعايش الإيجابي حول العالم"، وفق البيان.
وأكد على موقف إيطاليا "الثابت من ضرورة تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وأولوية إيصال المساعدات الإنسانية إلى الأبرياء في غزة لسد الحاجة الإنسانية الملحّة للدواء والغذاء والمتطلبات الإنسانية الضرورية التي لا غنى عنها".
وقتلت إسرائيل خلال حرب الإبادة التي بدأتها في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ودعمتها واشنطن واستمرت عامين، نحو 71 ألف قتيل فلسطيني، وما يزيد عن 171 ألف جريح، ودمارا هائلا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية بتكلفة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.
وشدد شيخ الأزهر على أن "الشعوب في الغرب باتت تخرج إلى الميادين لإدانة المجازر في غزة، وتصف الاحتلال بأنه دولة ارتكبت أبشع الجرائم بحق الإنسانية، ما أدى إلى سقوط الظهير الشعبي الذي كان يسانده".
ووجّه تحية خاصة إلى عمال الموانئ الإيطاليين الذين "رفضوا تحميل السفن بالأسلحة المتجهة لقتل المدنيين في غزة"، واصفا موقفهم بأنه "إنساني عظيم يدل على عظمة وإنسانية الشعب الإيطالي، ويعكس ضميرا حيّا وإنسانية صادقة".
وخلال الإبادة، منع عمال الموانئ في إيطاليا السفن التي تحمل متفجرات أو وقودا إلى إسرائيل من الرسو في موانئ مثل جنوة ورافينا وتارانتو ومارجيرا في البندقية، بالإضافة إلى ليفورنو.
ورغم انتهاء حرب الإبادة بسريان وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لم يشهد واقع المعيشة لفلسطينيي غزة تحسنا جراء القيود المشددة التي تفرضها إسرائيل على دخول شاحنات المساعدات، منتهكة بذلك البروتوكول الإنساني للاتفاق.






