لم يستطع المجتمعون في هيئة الأركان العامة من إكمال اجتماعهم الطارئ عن مكافحة الارهاب، بعد الإخبارية التي وصلت لهم عن طريق منظمة الاستخبارات الوطنية (Mit)، وعلى الفور قاموا باتخاذ قرار هام وإرسال 4 أوامر إلى كافة الفرق والمعسكرات، وكان أوّل تلك التعليمات هبوط 36 طائرة إلى وحداتها، بعد أن كانت قد أقلعت لإكمال تدريباتها عن حظر الطيران.
كانت بداية محاولة الانقلاب فى مقرّ رئاسة هيئة الأركان العامة، حيثُ قام الانقلابيّون بضرب حرّاس الفريق أول آكار ودخلوا الى الغرفة الذى يعمل بها كل من المقدم ليفنت توركان مساعد آكار، والنقيب سردار مساعد القائد، وجنود من القوّات الخاصة المسلحة وقاموا باعتقالهم وحاولوا إجبار أكار على التوقيع على بيان الإنقلاب، وبعد رفضه لذلك قاموا بتكميم عنقه، وفى تلك الأثناء قام أحد الانقلابيّين من فريق نائب رئيس الاركان العامة يشار جولار باعتقاله .
قام أفراد أمن مبنى رئاسة الوزراء في كيزلاي بالتواصل مع مركز تنسيق رئاسة الوزراء وإبلاغهم بما يحدث، بعد أن سمعوا أصوات السلاح الصادرة من مبنى رئاسة الاركان العامة في الساعة 21.35، إلا أنّ المسؤولون بمركز تحكّم عمليات قيادة القوات المسلحة قد أجابوا قائلين أنّ كل شيء على ما يرام وكلّ ما يحدث هو تدريبات عسكرية.
وبناءً على تلك التطورات المهمة قام الفريق الأول قائد القوات البرية صالح ذكي تشولاق بالاتصال بـ آكار، وكان المقدّم ليفنت هو من ردّ على ذلك الاتصال طالبًا منه حضوره إلى المقر قائلا "سيدي، إن رئيس هيئة الأركان العامة في انتظارك أنت والفريق إحسان اويار فى المقر"، وبعد وصول كل من تشولاق والفريق أول إحسان اويار، قبض عليهم الانقلابيون عند مدخل هيئة الأركان، فحاول الرقيب أول بولنت آيدين منع هذا الوضع إلا أنّه استشهد على يد الانقلابيّين، كما جرح مدير الحراسة. ومن الجدير بالذكر أنّ بولنت آيدين تمّ تسجيله كأول شهيد في محاولة الانقلاب.
نُقل خلوصي آكار إلى قيادة القاعدة الرئيسية الرابعة "جيت" الموجودة في "أكينجي" بالمروحية.
بعدما رأى الانقلابيون أنّ المخابرات التركية قد بدأت عمليات الطوارئ بعد الاجتماع المُنعقد فى رئاسة هيئة الأركان العامة، أدركوا على الفور انكشاف خطتهم الانقلابية، لذلك اتخذوا قرارًا بتقديم خطتهم المقررة فى يوم 16 يوليو/ تموز السّاعة الثالثة ليلًا والمباشرة بها فورًا تحت اسم "عملية يلديرم".