بعد أن تم إلزام قناة تي ري تي بقراءة بيان الانقلاب المزيف، بدأ الشعب التركي بالتجمّع أمام مبنى تي ري تي. وبعد مقاومة ثابتة وصارمة من الشعب تجاه الانقلابيّين الذين كانوا يطلقون النار، تمكن وزير العمل والضمان الاجتماعي سليمان صويلو مع مجموعة من رجال الأمن بالدخول إلى المبنى، وتمّ القبض على عناصر منظّمة غولن الإرهابية المنتشرة في مقرّ القناة، وعادت القناة للبث بعد أن تمّ تحريرها.
لجأ الانقلابيون إلى الهجمات الجوية بعد أن فشلوا في قطع بثّ القمر التركي تُرك سات، حيث تمّ استهداف المبنى لأربع مرات خلال أربع دقائق فقط، ولقد كان الطائر حسين ترك صاحب عملية الاعتداء الجوي على مبنى ترك سات. سبّبت الاعتداءات الجوية هذه أضرارًا كبيرة على المبنى والهوائيات، كما أدت إلى تلف عدّة أجهزة في ترك سات، مع العلم أنّ أحمد طوسون هو من أصدر أمر الاعتداء على القمر الاصطناعيّ ترك سات.
قامت الطغمة العسكرية في الساعة 03:27 بمداهمة مبنى قناة سي أن أن ترك، ولقد عمّت الفوضى حينها في القناة وتشاجر مسؤولو الأمن والموظفون والعساكر الانقلابيون بين بعضهم، وبعد أن داهمت العساكر استوديو البثّ المباشر للقناة تم قطع بث القناة وتم إخراج المذيع وطاقم عمل البث المباشر إلى خارج الاستوديو.
كانت منطقة كازان الواقعة بولاية أنقرة من أهمّ النقاط الهامة في المحاولة الانقلابية. بعد سماع سكّان أنقرة بالمحاولة الانقلابية واتجاههم مع الأعلام التركية إلى أمام مبنى البلدية، اتجه ما يقارب من ألفي مواطن من منطقة كازانلي إلى أمام قيادة القاعدة العسكرية الصاروخية الرابعة في منطقة كازان، وخاصة بعد انتشار خبر أنّ الطائرات المروحية الحربية التي قصفت عدة نقاط في أنقرة تُقلع من القاعدة الصاروخية الرابعة في كازان، وقام الانقلابيون مقابل ذلك بالاعتداء على المواطنين المقتربين من القاعدة، كما قاموا بترويع المواطنين الذين حاولوا منع إقلاع الطائرات عن طريق التحليق المنخفض للطائرات الحربية.
بعد تصريحات متتالية من رئيس الوزراء بن علي يلدرم أثناء المحاولة الانقلابية قام خلال الساعة 03:10 بتقديم تصريح مباشر آخر على قناة إن تي في، حيث قام خلال تصريحه بتحذير الطائرات المروحية المحلّقة في المناطق المحظورة في سماء أنقرة فوق الاستخبارات الوطنية ومجلس البرلمان التركي ورئاسة الجمهورية ورئاسة الوزارة بأنّهم سيردّون على تلك الطائرات الانقلابية بالصواريخ.
وبعد أن أمر الانقلابيّ العقيد أحمد طوسون بقصف عدة مناطق في أنقرة، قام بإصدار أمر ثان تضمن الاعتداء على البرلمان، كما كان الطيار حسين ترك هو من قام بتنفيذ أمر قصف البرلمان، واحتمى رئيس مجلس البرلمان التركيّ إسماعيل كهرامان مع نوّابه في مأوى المبنى نتيجة القصف المستمرّ.
قام رئيس الجمهورية أردوغان بالاتصال بوكيلة رئيس حزب العدالة والتنمية والنائبة عن ولاية أكسراي إلك نور إنجه كوز، حيث قام من خلال ذلك الاتصال برفع معنويّات النواب المحتمين داخل المأوى.
وبعد 3 ساعات من عملية القصف الأولى، قامت الطغمة العسكرية بقصف مديرية الأمن في أنقرة للمرة الثانية عن طريق طائراتهم المروحية والحربية.
تم قصف مجلس البرلمان للمرة التانية:
تعرض مبنى مجلس البرلمان التركي لأضرار وخسائر كبيرة، انهارت أسقفه، وتشتت أغراضه، وكُسّرت أبوابه، وبحسب التقديرات التي أجريت عقب محاولة الانقلاب فقد قدّرت الخسائر التي لحقت بمبنى البرلمان بحوالي 11.818.370 ليرة تركية.
القصف الثاني على مديرية أمن أنقرة
الرئيس التركي أردوغان يتواصل هاتفيًا مع النواب أثناء تواجدهم في قبو البرلمان