وفقًا للقوانين الأمريكية، تُجرى الانتخابات "في يوم الثلاثاء الذي يلي أول يوم اثنين من شهر نوفمبر". ولهذا السبب، تعتبر التطورات الهامة التي تحدث قبل الانتخابات بفترة قصيرة، والتي قد تؤثر على نتائجها، "مفاجآت أكتوبر". الشعب الأمريكي معتاد على مثل هذه الأحداث الكبيرة التي تطرأ في الأسابيع أو الأيام التي تسبق الانتخابات، إذ يمكن أن تغير مسار السباق السياسي أو تؤثر على الأجواء المحيطة به. وتشمل هذه التطورات قضايا الأمن القومي مثل الحروب أو السلام، أو فضائح تتعلق بالحياة الشخصية للمرشحين. عادةً ما يحتفظ
وفقًا للقوانين الأمريكية، تُجرى الانتخابات "في يوم الثلاثاء الذي يلي أول يوم اثنين من شهر نوفمبر". ولهذا السبب، تعتبر التطورات الهامة التي تحدث قبل الانتخابات بفترة قصيرة، والتي قد تؤثر على نتائجها، "مفاجآت أكتوبر". الشعب الأمريكي معتاد على مثل هذه الأحداث الكبيرة التي تطرأ في الأسابيع أو الأيام التي تسبق الانتخابات، إذ يمكن أن تغير مسار السباق السياسي أو تؤثر على الأجواء المحيطة به. وتشمل هذه التطورات قضايا الأمن القومي مثل الحروب أو السلام، أو فضائح تتعلق بالحياة الشخصية للمرشحين. عادةً ما يحتفظ العاملون في الحملات الانتخابية بالمعلومات الصادمة عن خصومهم حتى أكتوبر، لعرقلة الخصم ومنعه من الرد أو التعافي قبل موعد الانتخابات.
في الآونة الأخيرة، ومع تركيز الأجندة السياسية الأمريكية على موسم الأعاصير، يبدو أن الكوارث الطبيعية قد تكون أيضًا جزءًا من مفاجآت أكتوبر.
من بين الأحداث التي قد تُعتبر "مفاجأة أكتوبر"، تبرز الأعاصير الكبيرة التي تضرب في بداية موسم الخريف وتأثيراتها المدمرة، والتي قد تترك أثراً سياسياً على الحكومة. إذا نظرنا إلى تأثير إعصار "ميلتون" الذي ضرب ولاية فلوريدا يوم الأربعاء، والإعصار السابق "هيلين"، نجد أن كلا الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، يأخذان بجدية احتمال أن تلعب الكوارث الطبيعية دورًا مؤثرًا في الانتخابات. تعتمد الولايات المتضررة من الأعاصير بشكل كبير على المساعدات الفيدرالية، مما يجعل دور الحكومة الفيدرالية محورياً، لا سيما من خلال وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية. إعلان الرئيس بايدن حالة الطوارئ قبل وصول إعصار "ميلتون" وتحريك الموارد اللازمة، في وقت لم تُستكمل بعد جهود التعافي من آثار إعصار "هيلين"، يجسّد بوضوح هذا الدور الحيوي.
من جهة أخرى، حاول المرشح الرئاسي دونالد ترامب انتقاد الحكومة الفيدرالية، موجّهًا اتهامات بعدم كفاية جهودها. كما أضاف بعض الجمهوريين نظريات مؤامرة تتعلق بالمساعدات الفيدرالية، مدعين أن الحكومة ستصادر المنازل في المناطق المتضررة، وأن المساعدات ستكون محدودة بمبلغ 750 دولارًا فقط للفرد، بالإضافة إلى تحويل الموارد لصالح المهاجرين. هذه الادعاءات دفعت الرئيس بايدن إلى الرد عليها بشكل مباشر، مما يُظهر مدى تأثير حملات التضليل الإعلامي. بل وصل الأمر ببعض السياسيين الجمهوريين إلى الزعم بأن الديمقراطيين يسيطرون على الأحوال الجوية ويوجهون الأعاصير نحو المناطق التي يقطنها الناخبون الجمهوريون. في مواجهة هذه الادعاءات، أكد بايدن مرارًا تعاونه الوثيق مع حاكم فلوريدا الجمهوري رون ديسانتيس والمسؤولين المحليين، في محاولة لدحض تلك المزاعم.
مع اقتراب الانتخابات، يسعى كلا الحزبين إلى استغلال تأثير الأعاصير لصالحهم. الجمهوريون يتهمون الحكومة الفيدرالية بالتمييز في توزيع المساعدات، في حين يحاول الديمقراطيون التأكيد على أن الدولة تسخر جميع مواردها لمساعدة جميع المواطنين. هناك أمثلة على أن الاستجابة القوية للكوارث الطبيعية يمكن أن تؤثر إيجابيًا على نتائج الانتخابات. على سبيل المثال، في انتخابات 2012، استُشهد بأداء الرئيس أوباما في مواجهة إعصار "ساندي" كنموذج للاستجابة الفعالة، حيث ظهر إلى جانب الحاكم الجمهوري لنيوجيرسي حينها، كريس كريستي، في صور ودية، لإظهار اهتمام الحكومة الفيدرالية بمتابعة تداعيات الكارثة عن كثب. كان أوباما يسعى لتجنب تكرار الفشل الذي واجهته إدارة جورج دبليو بوش في استجابتها لإعصار "كاترينا" في عام 2005.
شهدت انتخابات 2016 اثنتين من أبرز مفاجآت أكتوبر اللتين كان لهما تأثير كبير على نتائج الانتخابات. الأولى كانت في 7 أكتوبر عندما تم تسريب تسجيل لبرنامج "أكسس هوليوود" يظهر فيه دونالد ترامب وهو يتحدث عن النساء بطريقة مسيئة، ما بدا وكأنه سيُنهي حملته الانتخابية. لكن سرعان ما تعرضت هيلاري كلينتون لضربة أقوى مع فضيحة البريد الإلكتروني الخاص بها، وهي إحدى أهم القضايا التي استغلها ترامب ضدها. التحقيقات كشفت أن كلينتون استخدمت خادم بريد إلكتروني خاص أثناء توليها منصب وزيرة الخارجية وأرسلت عبره معلومات حساسة. وفي 26 أكتوبر، أعلن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) جيمس كومي أن التحقيقات لا تزال جارية، مما شكّل ضربة قاسية لحملة كلينتون.
في هذا الموسم الانتخابي، قد تكون الأعاصير مفاجأة أكتوبر، سواءً بمنع المتضررين من التصويت أو بزيادة الاستقطاب السياسي. لكن هناك احتمالات أخرى لمفاجآت أكتوبر، مثل احتمال شن إسرائيل هجومًا على إيران، وهو ما قد يغير الأجندة الانتخابية. ومع احتدام المنافسة، سيضطر الجميع للعب أوراقهم الأخيرة، وقد نرى فضائح جديدة تظهر في الساحة. لا يزال شهر أكتوبر لم ينتهِ بعد، وقد يحمل لنا مزيدًا من المفاجآت.