تأثر الزوجان، الصيني "ننغ دونغ" والتركية "يمنى بيرقدار"، بقصة الحب الأسطورية "مَمُ و زين"، ما دفعهما للسفر من شنغهاي في الصين إلى شرناق التركية، التي شهدت فصول قصة الحب.
تجري أحداث رواية "مَمُ و زين" في "جزرة" أو "جزيرة ابن عمر"، التي يحيط بها نهر دجلة من 3 جهات، في ولاية شرناق جنوب شرقي تركيا.
بطلاها هما الأميرة زين، الشقيقة الصغرى لأمير جزرة "زين الدين"، و"مَمُ" ابن أحد العاملين في الديوان الملكي والذي ينحدر من طبقة اجتماعية فقيرة.
الرواية للكاتب والشاعر الكردي أحمد خاني، وأعاد بناء هيكلها القصصي ونقلها إلى العربية الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، وتعدُّ من أشهر قصص الحب العذريّ التي نُقلت إلى العديد من اللغات العالمية.
تأثر الزوجان، الصيني "ننغ دونغ" والتركية "يمنى بيرقدار"، بقصة الحب الأسطورية "مَمُ و زين"، ما دفعهما للسفر من شنغهاي في الصين إلى شرناق التركية، التي شهدت فصول هذه القصة الملحمية.
الرحلة نحو أرض الأسطورة
قبل 5 سنوات من الآن، قرّر الدكتور ننغ دونغ، الذي يعمل محاضرًا في أكاديمية شنغهاي للعلوم الاجتماعية، اعتناق الاسلام وتغيير اسمه إلى نور الدين دونغ.
وخلال دراسته الأكاديمية، عكف على دراسة أعمال الكاتب والشاعر الكردي أحمد خاني، الذي كتب روايته الملحمية "مَمُ و زين"، وهما شاب وشابة عاشا في قضاء جزيرة ابن عمر في ولاية شرناق، بين عامي 1450 و1451، ووقعا في الحب لكنهما لم يتمكّنا من الزواج.
وقبل عامين، قرّر دونغ ترجمة هذه الرواية الأدبية لصاحبها أحمد خاني إلى الصينية، بعد أن سبق وتمّت ترجمتها إلى العربية والفارسية والفرنسية والروسية.
وفي الذكرى السنوية الأولى لزواجهما، قرر "نور الدين دونغ" وزوجته التركية المولودة في السعودية "يمنى بيرقدار"، تمضية هذه المناسبة في قضاء جزيرة ابن عمر، حيث يوجد ضريح "مَمُ و زين"، اللذين تأثرا عظيمًا بقصتهما.
وبالفعل، وصل الزوجان إلى الجزيرة، حيث حققا حلمهما بزيارة ضريح الحبيبين الأسطوريين في منطقة سور، وسط القضاء.
"زيارة قيّمة"
وتابع "لقد شعرت بإحساس عميق أثناء زيارتي لضريح "مَمُ و زين". لقد أعطى هذان العاشقان بحبهما دروسًا جيدة للإنسانية".
واسترسل قائلاً "لقد قمت بترجمة 2500 بيت شعري في القصة إلى اللغة الصينية، أنا متحمّس جدًا لمواصلة الترجمة في هذا العمل والترويج له".
بدورها، قالت "يمنى بيرقدار" إنها وزوجها قرّرا قضاء الذكرى السنوية الأولى لزواجهما في جزرة (جزيرة ابن عمر)، حيث وقعت أحداث قصة الحب الرائعة، وزيارة الضريح.
وذكرت يمنى أن زوجها يعمل على ترجمة قصة الحب الملحمية، وأنها تأثرت جدًا بأحداث القصة، وقالت: أحبّ "مَمُ و زين" بعضهما البعض، لكن شملهما لم يلتئم، لكنّ شملنا أنا ونور الدين التأم، شكرًا لله".
"أطلقنا "مَمُ و زين" على الزوجين"
عبد العزيز بيلكه، مرشد سياحي رافق الزوجين دونغ وبيرقدار طيلة رحلتهما في المنطقة، قال إنه فوجئ جدًا بسماع أنهما أتيا من الصين لزيارة ضريح "مَمُ و زين".
وأضاف في حديث لمراسل الأناضول، أنه استضاف الزوجين في منزله لمدة يومين، واصطحبهما في جولةٍ عبر المواقع التاريخية والثقافية في المنطقة.
وتابع بيلكه: "كأحد سكان جزرة، أشعر بالسعادة والفخر لأن منطقتنا عاشت أحداث هذه القصة".
وأكّد أن السكان المحليين أحبّوا دونغ وبيرقدار، اللذين وعدا بزيارة المنطقة مرة أخرى.
ولفت بيلكه إلى أن السكان المحليين أطلقوا اسم "مَمُ" على نور الدين، و"زين" على يمنى، تعبيرًا عن حبّهم لهما.