
مشروع فريد يهدف إلى جمع المعلومات حول الأرض والاطلاع على ما فيها من ظواهر وموارد طبيعية.
تسعى شركة ناشئة تُدعى LGND إلى تحويل هذا السيل الجارف من المعلومات الجغرافية إلى رؤى فورية وذكية، عبر تطوير ما يُشبه "شات جي بي تي" مخصص لكوكب الأرض.
فمن خلال مشروعها الطموح، تهدف "LGND" إلى تمكين البشر من طرح أسئلة معقدة حول البيئة والموارد والمخاطر الطبيعية والحصول على إجابات فورية ودقيقة، دون الحاجة لفِرق من العلماء أو آلاف الدولارات في التحليل اليدوي.
بيانات ضخمة
رغم أن الأقمار الصناعية تلتقط يوميًا ما يقارب 100 تيرابايت من صور الأرض، فإن استخراج الفهم الحقيقي من هذه الصور ما زال تحديًا كبيرًا، بحسب تقرير نشره موقع "تك كرانش" واطلعت عليه "العربية Business".
يقول ناثانيال مانينغ، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة LGND: "في السابق، كان عليك النظر يدويًا في الصور، وهذا محدود جدًا. اليوم، الذكاء الاصطناعي قادر على رؤية ما كنا نراه – بل وأكثر."
تمويل جديد وأهداف طموحة
وجمعت "LGND" مؤخرًا 9 ملايين دولار في جولة تمويل أولية، بقيادة "Javelin Venture Partners"، وبدعم من عدد من المستثمرين وصناديق رأس المال المغامر، بينهم "Space Capital" و"Salesforce" وعدد من كبار رواد التقنية مثل مؤسس "Keyhole".
ما تُقدّمه LGND هو ما تُسميه "تضمينات جغرافية"، وهي طريقة ذكية لتحويل البيانات المكانية المعقدة – مثل صور الأقمار الصناعية أو الخرائط – إلى تمثيلات رياضية ذكية يمكن للأنظمة فهمها وتحليلها بسرعة.
كيف يعمل النظام؟
لنأخذ مثالًا عمليًا: مصدّات الحرائق، قد تكون طريقًا أو نهرًا أو منطقة خالية من النباتات، وكلها تختلف في الشكل لكن تؤدي نفس الغرض.
باستخدام التضمينات الذكية، يستطيع نظام "LGND" تحديد هذه الخصائص وفهم معناها الجغرافي مباشرة، دون الحاجة لتحليل يدوي أو تقني طويل.
ويضيف برونو سانشيز-أندرادي نونيو، الشريك المؤسس وكبير العلماء في الشركة: "هدفنا ليس استبدال البشر، بل منحهم أدوات تجعلهم أكثر كفاءة، أسرع بعشرة أو حتى مئة مرة."
وكيل سفر ذكي جدًا
من التطبيقات المذهلة لهذه التقنية، ما ذكره مانينغ عن إمكانية استخدامها في خدمات المستهلكين.
تخيّل أن تطلب من "وكيل سفر ذكي" أن يعثر لك على منزل للإيجار بالقرب من شاطئ رملي أبيض، خالٍ من الأعشاب البحرية في شهر فبراير، ولا يوجد فيه أعمال بناء قريبة خلال فترة إقامتك.
كل هذا سيُنجز في لحظات، بدلًا من ساعات من البحث اليدوي.
تأمل "LGND" أن تصبح حجر الزاوية في سوق البيانات الجغرافية المكانية، والذي يُقدّر حجمه عالميًا بأكثر من 400 مليار دولار.
ومع هذه التقنية الثورية، فإنها تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق هذا الهدف.
يختم مانينغ بقوله: "نسعى لأن نكون شركة Standard Oil للبيانات الجغرافية… نُهيمن على البنية التحتية للفهم الفضائي للأرض."
العربية