غزة.. إسرائيل تكثف التدمير ومخاوف من توسيع الاحتلال والتهجير

10:463/06/2025, Salı
الأناضول
غزة.. إسرائيل تكثف التدمير ومخاوف من توسيع الاحتلال والتهجير
غزة.. إسرائيل تكثف التدمير ومخاوف من توسيع الاحتلال والتهجير

- فلسطينيون أعربوا عن تخوفاتهم من أن تمهد هذه الغارات لتوسيع العملية البرية في القطاع - المحلل السياسي أسامة المغير: إسرائيل تهدف لتوسيع رقعة الدمار وتطبيق خطة التهجير تحت النار

بوتيرة متسارعة منذ أكثر من أسبوع، كثف الجيش الإسرائيلي قصفه على المنازل والمباني السكنية المرتفعة التي ما زالت صامدة في قطاع غزة، مع تخوف الفلسطينيين من استمرار محاولات تهجيرهم واحتلال أراضيهم ضمن عملية "عربات جدعون".

وفي 30 مايو/ أيار الماضي أنذر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين في مناطق العطاطرة وجباليا البلد (شمال) والشجاعية والدرج والزيتون (مدينة غزة) بالإخلاء الفوري، متوعدا بتوسيع "نشاطه الهجومي" بزعم تدمير قدرات فصائل المقاومة الفلسطينية.

وخلال هذه الفترة، استهدف الجيش الإسرائيلي بكثافة منازل وعمارات سكنية تؤوي مدنيين، وبعضها جرى تفريغه تزامنا مع إنذارات إخلاء.

ويأتي القصف المكثف مع استمرار الإبادة الجماعية منذ عشرين شهرا، ومع تصريحات إسرائيلية تتحدث عن توسيع الحرب من خلال عملية "عربات جدعون" التي من المرجح أن تستمر لأشهر وفق إعلام عبري.

وتتضمّن العملية إجلاء الفلسطينيين بالكامل من مناطق التوغل شمال غزة، وتوجيههم إلى مناطق في جنوب القطاع، على أن يبقى الجيش في أي منطقة يحتلّها.

وأعرب فلسطينيون في أحاديث منفصلة للأناضول، عن تخوفهم من أن يكون القصف المكثف للمنازل والعمارات السكنية تمهيدا لتوسيع العملية البرية خاصة في شمال القطاع.

إلى جانب ذلك يواصل الجيش عمليات نسف وتفجير المباني السكنية الواقعة في محافظة الشمال وشرق مدينتي غزة وخان يونس جنوب القطاع.

كما تتواصل الهجمات بالتزامن مع تفاقم المجاعة الناجمة عن إغلاق إسرائيل للمعابر أمام المساعدات الإنسانية، إلا كميات قليلة تسمح بدخولها إلى مراكز توزيع مشبوهة حولتها إلى "مصائد للموت" وفق تقارير حقوقية، ارتكبت فيها مجازر بحق الفلسطينيين المجوّعين بإطلاق الرصاص العشوائي صوبهم.

وبدأت إسرائيل والولايات المتحدة في الآونة الأخيرة تنفيذ مخطط من أجل توزيع المساعدات بنقاط محددة بجنوب غزة، من خلال منظمة غير ربحية سُجلت حديثا في سويسرا تحت اسم "مؤسسة غزة الإنسانية"، والتي تشير تقارير إعلامية عبرية إلى أن مؤسسها هو المبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

فيما أقرت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن هذا المخطط يهدف إلى تسريع إخلاء الفلسطينيين من مناطق شمال القطاع إلى جنوبه، تمهيدا لتهجيرهم وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي يصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنها باتت ضمن أهداف الحرب.

** تخوفات فلسطينية

ومنذ فجر الاثنين، قصفت إسرائيل عددا من المنازل المكونة من عدة طوابق في مناطق مختلفة شمال القطاع واحد منها مأهول يعود لعائلة البرش.

وأفاد مصدر طبي للأناضول، بأن قصف الجيش الإسرائيلي لمنزل البرش أسفر عن مقتل 9 فلسطينيين وإصابة وفقدان آخرين.

كما هدد الجيش الإسرائيلي، عبر اتصالات هاتفية، بتدمير 4 منازل أخرى في بلدة جباليا.

والأحد، قصف الجيش 7 عمارات سكنية في مخيم جباليا، كما شن عدة غارات دمر خلالها عددا من المنازل في شمال مدينة غزة وشرقها.

وقال فلسطينيون للأناضول، إن الجيش يستهدف بشكل متعمد المنازل والعمارات السكنية ذات الطوابق المرتفعة في قلب المدن.

وأعربوا عن مخاوفهم من أن هذا التدمير قد يأتي تمهيدا لتوسيع الجيش الإسرائيلي عمليته البرية وفق ما أعلن سابقا.

كما عبروا عن قلقهم من تهجيرهم وسيطرة الجيش الإسرائيلي على أراضيهم في حال نفذ تهديداته في إطار عملية "عربات جدعون"، التي توعد فيها بالسيطرة على المناطق التي يتم احتلالها، وفق قوله.

والأحد، أوعز رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، للجيش خلال جولة ميدانية جنوب القطاع، بـ"توسيع العملية العسكرية بحيث تشمل مناطق إضافية شماله وجنوبه".

وفي 25 مايو، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن إسرائيل تفرض سيطرتها على 77 بالمئة من القطاع المحاصر، "عبر التطهير العرقي والإخلاء القسري والإبادة الجماعية الممنهجة"، وأوضح أن ذلك يأتي ضمن مساعيها "لإعادة رسم الخريطة السكانية بالقوة".

وقال المكتب: "تشير المعلومات الميدانية والتحليلات المعتمدة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بات يفرض سيطرته الفعلية على ما نسبته 77 بالمئة من المساحة الجغرافية الكلية لقطاع غزة".

وأوضح أن السيطرة الإسرائيلية تأتي "سواء من خلال الاجتياح البري المباشر وتمركز قوات الاحتلال داخل المناطق السكنية، أو من خلال سيطرة نارية كثيفة تمنع المواطنين من الوصول إلى منازلهم ومناطقهم وأراضيهم وممتلكاتهم، أو عبر سياسات الإخلاء القسري الجائر (..) تحت التهديد بالقصف والقتل والإبادة".

** تطبيق مشاريع التهجير

بدوره، يقول المحلل السياسي أسامة المغير، للأناضول، إن القصف الإسرائيلي المكثف للمنازل والمناطق السكنية بغزة يهدف لخلق بقعة واسعة من الدمار تمهيدا لتوسيع الجيش للتوغل البري.

وأضاف أن هذا السلوك أيضا يهدف إلى "ترهيب من تبقى من الفلسطينيين في تلك المناطق من أجل دفعهم للنزوح منها تحت وطأة النيران".

كما تهدف إسرائيل إلى "جعل غزة غير قابلة للحياة، وتحويلها إلى منطقة مدمرة بالكامل فضلا عن محاولات تطبيقها مشاريع تهجير الفلسطينيين وتصفية وجودهم في القطاع "، وفق المغير.

وفي حال وسع الجيش الإسرائيلي عمليته البرية، توقع المغير أن يلحق هذه الضربات الجوية بعمليات نسف وتفجير لما تبقى من مباني سكنية في تلك المناطق في سياسة تعتبر امتدادا لسياسة إبادة المدن التي نفذها في رفح وشمال القطاع.

وأكمل: "وفق تقديرات الجيش الإسرائيلي فإنه بحاجة إلى هدم الحيز الحضري في غزة بالكامل من أجل حسم المعركة والقضاء على حماس، وهو يضع في تصوره نموذجا رفح وشمال القطاع".

وفي 13 مايو الماضي، كشفت تسريبات من جلسة لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعترف بأنه يتم تدمير منازل الفلسطينيين في غزة عمدا لجعل عودتهم مستحيلة.

وقال نتنياهو خلال الجلسة المغلقة: "ندمر المزيد من المنازل في غزة يوميا، وبالتالي لن يجد الفلسطينيون مكانًا يعودون إليه"، وأضاف: "النتيجة الوحيدة ستكون هجرة الغزيين خارج القطاع، لكن التحدي الأكبر هو إيجاد دول توافق على استقبالهم".

وفي 22 مايو المنصرم، تحدثت وسائل إعلام عبرية عن مخطط الجيش الإسرائيلي للسيطرة على 75 بالمئة من غزة خلال الشهرين القادمين.

ويعاني قطاع غزة أزمة إنسانية وإغاثية كارثية منذ أن أغلقت إسرائيل المعابر في 2 مارس/ آذار الماضي، مانعة دخول الغذاء والدواء والمساعدات والوقود، بينما يصعد جيشها حدة الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق فلسطينيي القطاع.

وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 178 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

#إبادة
#إسرائيل
#تكثيف استهداف
#غزة
#فلسطين
#منازل