
بعد أيام من تعرض البلدة لهجوم أسفر عن مقتل 3 فلسطينيين وإصابة 7..
زار وفد دبلوماسي أوروبي، الاثنين، بلدة "كفر مالك" في الضفة الغربية المحتلة، للاطلاع على آثار هجوم مستوطنين إسرائيليين عليها قبل أيام ما أسفر عن مقتل 3 فلسطينيين وإصابة 7 آخرين.
والأربعاء قتل 3 فلسطينيين وأصيب 7 آخرين جراء عدوان المستوطنين على بلدة "كفر مالك" شمال شرق مدينة رام الله (وسط)، وفق بيان وزارة الصحة الفلسطينية.
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا"، آنذاك، فإن "عشرات المستعمرين (المستوطنين) هاجموا بلدة كفر مالك، وأحرقوا مركبات فلسطينية، وسط محاولات من مواطني البلدة والقرى المجاورة التصدي لهم".
وقالت ليلى غنام، محافظة رام الله والبيرة، في بيان نشرته على صفحتها بمنصة "فيسبوك"، إن وفدا من السفراء والدبلوماسيين الأوروبيين يضم نحو 20 سفيرًا وممثلًا لدى دولة فلسطين، بالإضافة إلى سفيري كندا وبريطانيا، شارك في جولة ميدانية في بلدة "كفر مالك" شملت زيارة المنازل التي تعرضت للاعتداء والمركبات المحترقة، بالإضافة إلى لقاء عائلات القتلى الفلسطينيين.
وأضافت المسؤولة الفلسطينية أنها أطلعت الوفد على "آثار الجريمة التي ارتكبها المستوطنون وقوات الاحتلال في كفر مالك شرق رام الله (وسط)".
واعتبرت أن ما حدث في كفر مالك "يأتي في سياق سياسة إسرائيلية ممنهجة، تتبنّاها حكومة الاحتلال المتطرفة بقيادة (وزير الأمن القومي) إيتمار بن غفير و (وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش و(رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو، والتي توفّر غطاء كاملا لعصابات المسـتوطنين، ضمن مخطط استيطاني يستهدف اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم".
وطالبت الاتحاد الأوروبي بـ "اتخاذ خطوات سياسية فعلية تتجاوز كتابة التقارير"، مؤكدة أن "تقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ مواقف رادعة شجّع الاحتلال والمسـتوطنين، اللذين يمثلان وجهين لعملة واحدة، على مواصلة ارتكاب جرائمهم بحق شعبنا".
ونقل البيان عن ممثل الاتحاد الأوروبي لدى دولة فلسطين ألكسندر شتوتسمان، قوله: "تابعنا جميعا بقلق بالغ ما جرى في كفر مالك، وما شهدناه كان صادما ومؤلما وغير مقبول".
وأضاف: "لا يمكن تبرير العنف من أجل العنف، ولا يجوز أن يُقتل أشخاص داخل منازلهم أو تُخرب ممتلكاتهم أو تُحرق مركباتهم، أو يُجبر الناس على العيش في أجواء من الخوف والرعب في قراهم".
وشدد على "ضرورة وقف هذه الاعتداءات فورا ومحاسبة المسؤولين عنها"، مؤكدا أنه "لا يمكن السماح بمرور مثل هذه الجرائم دون مساءلة أو عقاب".
وقال ممثل الاتحاد الأوروبي إن هدف الزيارة "إظهار تضامن الاتحاد الأوروبي مع الشعب الفلسطيني من منطلق المسؤولية الإنسانية".
وشدد على أن اعتداءات المستوطنين "بلغت مستوى غير مقبول"، فيما جدد تأكيد منظمته على أن "المستوطنات تُعدّ انتهاكا واضحا للقانون الدولي وتشكل عائقا أمام السلام، وأن الحل النهائي يكمن في تحقيق حل الدولتين".
ووفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (حكومية)، فإن المستوطنين نفذوا 415 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم خلال أيار الماضي، تراوحت بين هجمات مسلحة، إلى جانب تخريب وتجريف أراضٍ واقتلاع أشجار وإغلاقات قسرية.
وبالتوازي مع الإبادة بقطاع غزة، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 986 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 190 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراض في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.