
سيدة تركيا الأولى التقت البابا ليو الرابع عشر على هامش فعالية بالفاتيكان
أكدت أمينة أردوغان، عقيلة الرئيس التركي، لبابا الفاتيكان ليو الرابع عشر، على ضرورة أن يدعم العالم المسيحي قضية غزة "بصوت أعلى".
جاء ذلك خلال لقائها، الأربعاء، مع البابا ليو الرابع عشر، على هامش مشاركتها في فعالية نظمها معهد العلوم الاجتماعية التابع للفاتيكان، تحت عنوان "اقتصاد قائم على الأخوة: التعددية الأخلاقية".
وأفاد مراسل الأناضول نقلا عن مصادر في الرئاسة التركية، أن الجانبان بحثا خلال اللقاء المأساة الإنسانية في غزة، وجهود مكافحة آثار التغير المناخي، ومكافحة الإسلاموفوبيا والعنصرية، وأهمية الأسرة في المجتمع.
وهنأت أمينة أردوغان البابا ليو الرابع عشر، بتوليه منصبه مؤخرا.
ولدى حديثها عن المأساة الإنسانية في غزة جراء الهجمات والحصار الإسرائيلي، دعت سيدة تركيا الأولى، بابا الفاتيكان إلى "دعم العالم المسيحي قضية غزة بصوت أعلى" من أجل تحقيق وقف إطلاق نار دائم وضمان إيصال المساعدات الإنسانية.
وأكدت على أهمية الإسراع في تفعيل حل الدولتين من أجل إحلال سلام دائم ومستدام في فلسطين، وزيادة عدد الدول التي تعترف رسميا بدولة فلسطين.
وأشارت إلى أن الهجمات الإسرائيلية على غزة، تطال كنائس المسيحيين أيضا.
وشددت عقيلة الرئيس التركي، على ضرورة أن ينعم المسيحيون في غزة أيضا بالطمأنينة والاستقرار، كغيرهم من باقي فئات المجتمع في القطاع.
من جانبه، أوضح البابا ليو الرابع عشر، أن الفاتيكان يتحرك منذ سنوات طويلة من مبدأ اعتبار نفسه جزءا من الحل في الشرق الأوسط، ودعمه السلام وحل الدولتين في فلسطين.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 191 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
وعلى صعيد آخر، وجهت أمينة أردوغان، دعوة لبابا الفاتيكان لدعم مبادرة "صفر نفايات"، كخطوة لمكافحة تحديات التغير المناخي حول العالم.
وأطلقت تركيا مشروع "صفر نفايات" عام 2017 بمبادرة من أمينة أردوغان، بهدف الحد من تأثير النفايات على البيئة، وتعزيز ثقافة إعادة التدوير، وصولاً إلى تحقيق نسبة إعادة تدوير 60 بالمئة بحلول عام 2030.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2022، تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع قرار مشروع "صفر نفايات"، الذي قدمته تركيا بدعم من 105 دول، ليُعتمد تاريخ 30 مارس يوماً عالمياً لهذه المبادرة البيئية الرائدة.
كما استعرضت أمينة أردوغان، خلال اللقاء أيضا التطورات المتعلقة بالإسلاموفوبيا والعنصرية، مشيرة إلى الارتفاع المقلق في مشاعر العداء للإسلام والعنصرية والتعصب.
وأكدت على أن هذه التوجهات لا تشكل خطرا على الفئات المستهدفة منها فقط، بل تهدد جميع شرائح المجتمع.
بدوره، أشاد البابا ليو الرابع عشر، بحماية حقوق المسيحيين والأقليات الأخرى في تركيا، معتبرا ذلك "نموذجًا يُحتذى به".
وأضاف: في هذا الإطار، تركيا تُعد صوتًا مهمًا من أجل السلام في الشرق الأوسط.
وأكد البابا أن تركيا "بلد مهم" بالنسبة للمسيحيين، وهي "جسر فريد" في الوقت نفسه في بناء السلام، وتؤدي دورا مهما في هذا المجال.
وأعرب لأمينة أردوغان عن رغبته في إجراء أولى زياراته الخارجية إلى تركيا، لافتا إلى استمرار التحضيرات المتعلقة بهذا الشأن.
وفي منشور لها على "إكس" حول اللقاء، أعربت أمينة أردوغان عن سعادتها إزاء لقاء بابا الفاتيكان.
وبعد استعراضها الملفات التي بحثتها مع البابا ليو الرابع عشر، عبرت سيدة تركيا الأولى عن شكرها له لكرم الضيافة.