
فيما لم تعقب قوات "الدعم السريع" على الفور..
أعلنت هيئة حقوقية سودانية، الاثنين، أن قوات "الدعم السريع" قتلت 284 مدنيا في هجمات على قرى بولاية شمال كردفان جنوبي البلاد منذ السبت الماضي.
وقالت هيئة "محامو الطوارئ" (أهلية)، في بيان، إن قوات "الدعم السريع ارتكبت مجازر مروعة بحق المدنيين في قرى شق النوم وأم نبق وفوجه وجوكه ومشقة ريفي ومدينة بارا بولاية شمال كردفان".
وأضافت أن هذه القوات "قتلت أكثر من 200 مدني في شق التوم وحدها، يوم السبت، ومعظمهم حرقا داخل منازلهم أو رميا بالرصاص".
كما "أسفرت المجازر المتزامنة في القرى المجاورة عن مقتل ما لا يقل عن 38 مدنيا، إلى جانب عشرات المختفين قسريا والمعتقلين الذين لا يزال مصيرهم مجهولا"، وفق البيان.
وتابعت الهيئة: كما "ارتبكت قوات "الدعم السريع" مجزرة أخرى، الأحد، في قرية حلة حامد الواقعة بمنطقة أم قرفة، راح ضحيتها 46 مدنيا، بينهم نساء حوامل وأطفال".
وأفادت بـ"اقتحام القرية تحت وابل من إطلاق النار، أعقبه حرق واسع للمنازل والمزارع، ونهب للممتلكات، في نمط متكرّر يهدف إلى ترويع السكان وتهجيرهم قسرا".
وحملت الهيئة قوات الدعم السريع" المسؤولية عن هذه "المجازر الممنهجة التي ترقى إلى جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي".
ودعت إلى "مساءلة شاملة لجميع المسؤولين عنها (المجازر) من المخططين إلى المنفذين".
وحتى الساعة 21:50 "ت.غ" لم يصدر تعقيب من قوات "الدعم السريع".
ومنذ أيام يشهد إقليم كردفان معارك ضارية بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، بغرض السيطرة على الولايات الثلاث، شمال وغرب وجنوب، نظرا لموقعه الاستراتيجي نحو إقليم دارفور (غرب).
ومعارك كردفان جزء من حرب يخوضها الجيش وقوات "الدعم السريع" منذ منتصف أبريل/نيسان 2023.
هذه الحرب أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدّرت دراسة أعدتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
وفي الشهور الأخيرة، بدأت مساحات سيطرة "الدعم السريع" تتناقص بشكل متسارع في مختلف ولايات السودان لصالح الجيش، الذي وسّع نطاق انتصاراته لتشمل الخرطوم وولاية النيل الأبيض (جنوب).
أما في الولايات الـ16 الأخرى بالسودان، فلم تعد قوات "الدعم السريع" تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان، وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، إضافة إلى أربع من ولايات إقليم دارفور.