
الرئيس الأمريكي وصف ما ترتكبه إسرائيل في حق الفلسطينيين بأنه "أمر فظيع"
تجنب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استخدام عبارة "إبادة جماعية" خلال حديثه عما يعانيه الفلسطينيون في قطاع غزة جراء الحرب التي ترتكبها إسرائيل في حقهم.
واكتفى ترامب بالقول إن الفلسطينيين في قطاع غزة "جائعون للغاية"، ووصف ما ترتكبه إسرائيل في حقهم بأنه "أمر فظيع".
جاء ذلك في معرض رده بالبيت الأبيض، الخميس، على سؤال صحفي عما إذا كان يتفق مع تصريحات عضوة الكونغرس الجمهورية مارجوري تايلور غرين بأن "هناك إبادة جماعية في غزة".
ترامب تجنب مصطلح "إبادة جماعية"، وقال إن "الناس في غزة يعانون جوعا شديدا، ما يحدث أمر فظيع"، جراء حرب الإبادة والتجويع التي ترتكبها إسرائيل بدعم أمريكي.
وأضاف: "قدمنا 60 مليون دولار. أردتُ فقط إطعام الناس، وفي هذه الحالة نساعد ماليا. هذا وضع مأساوي".
وتابع أن واشنطن تريد أن تكون المساعدات المالية والغذائية التي ترسلها إلى غزة خاضعة لرقابة إسرائيلية.
واستدرك ترامب أن الولايات المتحدة لم تتمكن من رؤية المساعدات التي أرسلوها على أرض الواقع في قطاع غزة.
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/ أيار الماضي، تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما يعرف بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة إسرائيليا وأمريكيا، لكنها مرفوضة أمميا.
ويؤكد الفلسطينيون أن آلية توزيع مساعدات عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، بدعم إسرائيلي، تهدف إلى تجميعهم وإجبارهم على التهجير من أراضيهم، تمهيدا لإعادة احتلال غزة.
ومنذ بدء هذه الآلية وصل المستشفيات ألف و330 قتيلا فلسطينيا وأكثر من 8 آلاف و818 جريحا، جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي بشكل متكرر النار على فلسطينيين ينتظرون الحصول على مساعدات، حسب وزارة الصحة.
وأشار ترامب إلى أن ممثله الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، سيتوجه إلى العاصمة الروسية موسكو بعد زيارة إسرائيل وغزة.
والخميس، وصل ويتكوف إلى إسرائيل في زيارة غير معلنة المدة، التقى خلالها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فيما زار صباح الجمعة، مركزا لتوزيع المساعدات الغذائية يتبع لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وفي وقت سابق، وصفت غرين عبر حسابها على منصة إكس، ممارسات إسرائيل في قطاع غزة بأنها "إبادة جماعية"، وبذلك أصبحت أول عضو جمهوري في الكونغرس يصرح بذلك علناً.
والاثنين، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة بحالات الطوارئ توم فليتشر، إن واحدا من كل ثلاثة فلسطينيين بغزة لم يأكل منذ أيام، ودعا إلى إيصال المساعدات بشكل سريع.
ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وحسب أحدث معطيات وزارة الصحة بغزة، بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الأربعاء، 154 فلسطينيا، بينهم 89 طفلا.
ومنذ بدء الإبادة الجماعية، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة حيث شددت إجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 207 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.